مزرعة إلكترونية لتوليد «سمك النون» في المغربالأوروبيون منعوا تسويقه في بلدانهم بعد أن أصبح مهددًا بالإنقراضundefinedالدار البيضاء: لحسن مقنعأقام مستثمرون فرنسيون وهولنديون مزرعة عالية التقنية لتوالد سمك النون بالمنطقة الصناعية في مدينة القنيطرة شمال الرباط، على ضفاف نهر سبو. وتوجد في هذه المزرعة ستة ملايين سمكة في مختلف مراحل النمو. وتستعمل هذه المزرعة تقنيات خاصة تم تطويرها في كل من فرنسا وهولندا في مجال توالد وتكاثر سمك النون. وقال جيروم كوروشاكا، مدير عام شركة «نون المغرب» لـ«الشرق الأوسط» إن بعض هذه التقنيات تستعمل لأول مرة عالميا، خصوصا الإدارة الإلكترونية الشاملة للمزرعة، من تغذية الأسماك إلى ضبط حرارة الأحواض وملوحتها والمناخ العام للمزرعة المغلقة، إضافة إلى نظامها الصحي الذي يعتمد على أنواع من البكتيريا، ويمكن من حصر معدل نفوق الأسماك بنسبة 4 في الألف دون استعمال مواد كيماوية أو مضادات حيوية.وتعتبر أول مزرعة مغلقة في العالم تصل كثافة الأسماك في أحواضها إلى 300 كيلوغرام في المتر المربع مع توفير مقومات البيئة البحرية في منطقة قارية. وتصل قدرتها الإنتاجية إلى 320 طن في السنة، وبلغت كلفتها الإجمالية 56 مليون درهم (6.6 مليون دولار).وقال رشيد الكردودي، المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالقنيطرة، لـ«الشرق الأوسط» إن إنجاز هذا المشروع جاء في سياق خطة للمندوبية السامية للمياه والغابات، تهدف إلى الحفاظ على الموارد السمكية والتنوع البيئي في وادي سبو. وكان موضوع طلب عروض دولي. وأوضح الكردودي أن الشركة الفرنسية الهولندية «نون المغرب» قدمت أفضل عرض وفازت بالصفقة، مشيرا إلى أن الشركة التزمت بإعادة 10 في المائة من إنتاج المزرعة من الأسماك إلى النهر، والاعتماد على صيادين محليين يزودونها بصغار الأسماك.undefinedويعتبر سمك النون، وهو من ثعابين البحر، من الأسماك المهاجرة التي تقضي جزءا من حياتها في عرض البحر والجزء الآخر في المياه العذبة. وكانت سفن الصيد المغربية والأوروبية تصطاد أسماك النون البالغة في عرض البحر وتصدرها إلى أسواق الاتحاد الأوروبي، غير أن تقارير علمية أوروبية صنفت سمك النون باعتباره سمكا مهددا بالانقراض، وبناء عليه منعت تسويقه في الدول الأوروبية.ولا يعرف سمك النون أي إقبال في المغرب، إذ إن المغاربة لا يستهلكونه إلا في ما ندر وينفرون منه بسبب شكله الشبيه بالثعبان، وهو عكس ما يحدث في الدول الأوروبية التي يعود فيها استهلاك هذا السمك إلى عصور قديمة. وكانت منطقة بحر سارغاسو في وسط شمال المحيط الأطلسي من أهم مصايده في أوروبا قبل قرار الاتحاد الأوروبي بمنع صيده فيها.ويقول جيروم كوروشاكا، مدير عام شركة «نون المغرب»، إن إنتاج المزرعة موجه حصريا إلى الأسواق الآسيوية، خصوصا اليابان والصين. وأشار إلى أن تقاليد الصينيين واليابانيين المختلفة تطلبت من الشركة ملاءمة عرضها، حيث يفضل اليابانيون سمك النون حيا، لذلك تقوم الشركة بتعبئته في صناديق خاصة، طورتها شركة «نيجفيس» الهولندية الشريكة في المشروع، تمكن السمك من الاستمرار في العيش لمدة 35 ساعة تستغرفها الرحلات الجوية عبر الخطوط الإماراتية من المغرب إلى اليابان. وأضاف أن الصينيين يفضلون السمك طازجا وكاملا من دون تفريغ أحشائه، لذلك يتم وضع السمك الموجه إلى الصين حيا في درجة حرارة شديدة الانخفاض، ما يؤدي إلى وفاة جزء من الأسماك بالبرد بينما يدخل الجزء الآخر في حالة سبات، ويتم تصديره مجمدا إلى الصين.ويضم كيلوغرام واحد من صغار الأسماك عندما تتسلمها الشركة من الصيادين المغاربة نحو ثلاثة آلاف سمكة، بينما يصل وزنها عند بلوغ الحجم التجاري بعد 12 شهرا من التغذية إلى أكثر من كيلوغرامين للسمكة الواحدة.ويسعى المغرب إلى رفع إنتاج قطاع الإكثار الصناعي للأسماك من نحو 600 طن حاليا إلى 200 ألف طن في 2020، وذلك من خلال إطلاق خطة خاصة لدعم وتأطير الاستثمار في قطاع زراعة الأحياء المائية. ويتوخى المغرب أن يشكل هذا النوع من السمك نسبة 11 في المائة من إنتاجه السمكي الذي يعتمد حاليا بشكل شبه حصري على الصيد البحري.ويعرف قطاع تربية الأسماك نموا قويا على المستوى العالمي، إذ ارتفعت مساهمته في استهلاك الأسماك عبر العالم من 8 في المائة خلال الثمانينات من القرن الماضي إلى 50 في المائة حاليا. وتتوقع منظمة الأغذية العالمية أن ترتفع هذه النسبة إلى 60 في المائة في 2020. وتعتبر الصين أكبر منتج عالمي في قطاع توليد الأسماك، بحصة 61 في المائة. أما أفريقيا فلا تتجاوز حصتها 1.8 في المائة، معظمها يتم إنتاجه في نيل مصر. ويسعى المغرب إلى البحث عن موقع في سوق زراعة الأحياء المائية معتمدا على إمكانياته البحرية الكبيرة، ولهذا الغرض أنشئت «الوكالة الوطنية للأحياء المائية» خلال السنة الماضية، التي تعتبر المخاطب الوحيد للمستثمرين في قطاع توالد الأسماك. كما يجري حاليا إعداد مشروع قانون خاص بهذا القطاع بالإضافة إلى نظام تحفيزات لتشجيع الاستثمار فيه. ويركز المغاربة على أسماك نادرة تستهلك في أسواق أوروبا وآسيا، ويأملون أن تصبح بلادهم التي يحيط بها المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط منطقة توليد وتكاثر الأسماك الأولى في العالم.Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SAإعداد : أيمن عشرىإشراف : م/ زينب عثمان
المراجع
اراضينا
التصانيف
الثروة السمكية الاستزراع السمكي المزارع السمكية