المنارة الملاحية ويُطلق عليها أحيانًا الفَنار، برج ذو ضوء قوي جدًا، يُتّخذ أداة ملاحية مساعدة لإرشاد البحارة على تعيين موقعهم، وتوضِّح لهم بأن اليابسة قريبة، كما تحذرهم من الصخور والشعاب الصخرية الخطرة.

تشيّد المنارات الملاحية عند الموانيء والمرافيء على الرؤوس وأشباه الجزر وعلى الصخور المنعزلة.

كما يشيد بعضها في البحر نفسه، حيث تغور أساساتها في الصخور، أو المرجان تحت سطح الماء. استخدمت المنارات الملاحية أدوات مساعدة للملاحة منذ آلاف السنين، ومع ذلك فقد تراجعت أهميتها منذ الأربعينيات من القرن العشرين، بسبب تطور وسائل الملاحة الالكترونية المتقدمة وتزايد استخدامها. انظر: الملاحة. فعلى سبيل المثال، هبط عدد المنارات الملاحية التي كانت تعمل في الولايات المتحدة الأمريكية من حوالي 1,500 منارة تقريبًا في بداية القرن العشرين إلى نحو 340 منارة ملاحية في الوقت الحاضر.

وفي الحقيقة، يوجد نحو 1,400 منارة ملاحية تستخدم حاليًا على نطاق عالمي. منارة كودي الغربية في منطقة لوبيك بولاية مين في الولايات المتحدة الأمريكية، معروفة بخطوطها الأفقية الدائرية.

وهو أسلوب يستخدم معلمًا أثناء النهار، وتُمكِن البحارة من التمييز بين المنارات أثناء النهار. تمييز المنارات الملاحية. تصدر كل منارة ملاحية نمطًا مميزًا من الضوء يظهر بخاصيته المميزة. توجد خمسة أنواع أساسية من إشارات المنارات الملاحية، هي: 1ـ الضوء الثابت. 2ـ الوميض المتقطع. 3ـ الضوء المستتر. 4ـ مجموعة الأنوار المتقطعة.

5ـ مجموعة الأنواع المستترة. والضوء الثابت حزمة أشعة ثابتة. ويتصف الوميض المتقطع بفترات من الظلمة أطول من الفترات المضيئة. أما الضوء المستتر أو الكاسف، فيتصف بفترة من الضوء أطول من فترة الظلمة. ويصدر النوع الرابع من إشارات المنارة اثنين أو أكثر من الضوء المتوهج على فترات منتظمة.

أما النوع الخامس من تلك الإشارات، فيتصف بالضوء الثابت مع فترتين أو أكثر من الظُّلمة وبفواصل منتظمة.

وتوجد اختلافات عديدة بين أنماط التمييز الأساسية. فعلى سبيل المثال، قد تتناوب ومضات من الضوء المتقطع الأبيض مع ومضات من الضوء الأحمر. تدون الخصائص المميزة للمنارات الملاحية ومواقعها أيضًا في منشورات تدعى قوائم الفنارات. ويقوم البحارة بتعيين نوع المنارة الملاحية التي تقع تحت بصرهم، ثم يعينون موقعهم بالتالي من خلال ملاحظة خاصية المنارة الملاحية المميزة، ومطالعة قوائم الإنارة.

ويمكن تمييز المنارات الملاحية في وقتنا الحاضر من خلال بنائها. فمعظم المنارات الملاحية أبراج بسيطة مبنية، إما من الحجر، أو القرميد، أو الخشب، أو الفولاذ. وبعض المنارات الملاحية أبراج من الهياكل المعدنية، بينما يحتوي بعضها الآخر على تراكيب بنيوية تشبه المنازل في أعلى سطح منبسط متعدد الأرجل. وفي المناطق التي يكون بناء المنارات الملاحية فيها متشابهًا، تميز تلك المنارات الملاحية بوساطة نمط العلامة المميزة لها أثناء النهار، وهي تصميم يحتوي على مربعات وخطوط مقلمة، تدهن بألوان زاهية على جدران المنارة.

منارة بارنجوي الملاحية تقع على طرف شبه جزيرة بارنجوي، عند مصب نهر هوكسبري شمال سيدني في أستراليا.

يرجع تاريخها إلى عام 1881م. كيف تعمل المنارات الملاحية. تسلط المنارات الملاحية ضوءها خلال عدسات خاصة، تعمل على زيادة كثافة الضوء المنبعث من مصابيحها. وكثير من المنارات الملاحية مزودة بعدسة فرسنل أو العدسة التقليدية، وهي عدسة مركبة ضخمة تحيط بالمصباح. وكل وجه من عدسة فرسنل محاط بحلقة من موشورات مثلثة الشكل تعكس الضوء وتقويه. وتستطيع هذه العدسة أن تسلط الضوء على امتداد مسافة تزيد عن 32 كم. ويبلغ قياس بعض عدسات فرسنل 2,4 م في الارتفاع وقطرها 1,8م. تنتج عدسة فرسنل وميضًا متقطعًا بفواصل متعاقبة من الضوء والظلمة أوتوماتيًا. ويمكن إحداث تأثير الوميض المتقطع أيضًا بترتيب موشورات قسم من العدسة، بحيث تمنع الضوء من الهروب، ثم بعد ذلك تدور العدسة حول المصباح.

ويمكن الحصول على سلسلة متتالية من الومضات الضوئية المتقطة وبألوان، متعددة من خلال تغطية جوانب العدسة بزجاج ملون. تولِّد بعض المنارات الملاحية ضوءها من خلال استخدام مصابيح ذات حزم شعاعية محكمة الإغلاق، تؤرجح الشعاع عبر الأفق، مثل النور الكشاف.

وفي هذا النوع من المصابيح، يتم جمع الشعيرات والعاكس والعدسة معًا في وحدة منفردة. ويتوقف عدد المرات التي يمكن خلالها رؤية الضوء لفترة معينة على مدى السرعة التي يدور فيها المصباح. تعتمد المسافة التي يمكن رؤية إشارة المنارة الملاحية منها على عدد من العوامل تشمل: قوة الشعاع وارتفاع الضوء.

وتؤثر الغيوم والدخان والطقس الرديء ـ مثل الضباب والمطر والثلج ـ على الرؤية أيضًا. ونتيجة لذلك، توجد لدى كثير من المنارات الملاحية أبواق للتحذير من الضباب، أو أجراس أو وسائل أخرى، لإحداث الصوت، تستخدم إشارات تحذيرية للسفن في هذه الظروف.

وكثير من المنارات الملاحية مزودة بمنارات راديوية ترسل إشارات راديوية يمكن التقاطها على ظهر السفينة، بوساطة مكشافات اتجاه راديوية. منارة درم بوينت الملاحية أقيمت على منصة متعددة القوائم في المناطق الضحلة من خليج شيسيابيك في فرجينيا، بالولايات المتحدة الأمريكية. تُرسل أشعتها بالتعاقب تارة بيضاء وأخرى حمراء.

نبذة تاريخية. المصريون القدماء هم أول الشعوب ـ على الأرجح ـ التي استخدمت الإنارة لإرشاد السفن. فقد كانوا يضرمون النار على قمم التلال أثناء الليل، وفيما بعد بنوا المنارات الملاحية، التي استخدمت فيها النار مصدرًا للإضاءة. وخلال حكم بطليموس الثاني (283-246ق.م) أكمل المصريون بناء منارة الإسكندرية، وهي أطول منارة تم بناؤها، حيث بلغ ارتفاع البناء أكثر من 120مترًا، وأرشد السفن منذ حوالي 1500 سنة.

انظر: عجائب الدنيا السبع. شيّد الرومان منارات ملاحية عند عدد من الموانئ في سنة 43م تقريبًا.

فقد بنوا على سبيل المثال، أبراجًا للإنارة على كلا جانبي القنال الإنجليزي في دوفر في بريطانيا، وفي بولوني ـ سير ـ مير في بلاد الغال (فرنسا حاليًا). أما حزمة الأشعة الضوئية لهذه الأبراج، فقد تم توليدها على الأرجح بوساطة نظام ذي توهجات ومرايا متعددة. وكانت منارة صخرة إيديستون الملاحية في جنوب غرب بليموث، في بريطانيا، أول منارة ملاحية تبنى على صخرة تلطمها الأمواج.

ولهذه المنارة قاعدة مؤلفة من كتل ضخمة من الحجارة وبعد إكمال بنائها عام 1698م، دمرتها عاصفة عام 1703م. وقد احتلت هذا الموضع منذ ذلك الحين ثلاث منارات أخرى.

صمم المهندس المعماري فرانسيس غريوني، الذي كان محكومًا عليه بالسجن، أول منارة ملاحية في أستراليا، وهي منارة ماكووري عند ساوث هيد في سيدني. وفي عام 1817م، عند إكمال بناء المنارة، منح الحاكم لاكلان ماكواري غرينوي عفوًا عن المدة المتبقية من عقوبة السجن البالغة 14سنة بسبب إدانته بالتزوير.

وقد بدأت المنارة تتهاوى في السبعينيات من القرن التاسع عشر، إلى أن تمت إزالتها تمامًا وتسويتها بالأرض. أما المنارة التي تنتصب في ذلك الموضع في الوقت الحاضر، فقد أعيد بناؤها في عام 1883م باتباع خطط غرينوي.

كان يدير المنارات حراس المنارة حتى أدخلت الوسائل الأوتوماتية التي اضطلعت بتلك المهمة.

وكان حراس المنارة يعيشون مع عائلاتهم في المنارة، أو قريبًا منها.

وشملت الواجبات المنوطة بحارس المنارة إشعال الفتيلة وتلميع المرايا العاكسة وتنظيف نوافذ البرج من السناج، ثم تزويد المنارة بالزيت عند نفاده، وإنقاذ بحارة السفن المحطمة أو الغارقة، وكذلك إطلاق نيران المدفع للتحذير أثناء فترات الضباب في بعض الأحيان. وفي عام 1822م، اخترع أوغسطين فرسنل، عالم الفيزياء الفرنسي، عدسة فرسنل.

وكانت هذه العدسة في البداية تدور حول المصباح بطريقة مشابهة للآلية التي تعمل بها الساعة الكبيرة.

لكن المحركات الكهربائية، تقوم اليوم بتدوير العدسة وإضاة المصباح.


المراجع

alencyclopedia.net

التصانيف

تصنيف :فكر  تصنيف :اصطلاحات   تصنيف :مصطلحات الأعمال   العلوم البحتة