باندونج هي مدينة تقع في إندونيسيا تقع على هضبة ترتفع 741م فوق مستوى سطح البحر، وتشتهر بمناخها اللطيف وموقعها الجميل. عدد سكانها 1,401,108 نسمة. وباندونج عاصمة إقليم غرب جاوة، ولايقتصر الأمر على كونها مدينة إدارية وصناعية لأنها أيضًا منتجع سياحي.
المدينة:
توجد مدينة باندونج على بعد 120 كم جنوب شرقيّ جاكرتا، حيث يربط المدينتين طريق رئيسي.
تقف باندونج على هضبةكانت تشكل في الماضي قاع بحيرة عظيمة، وتحيط بالهضبة جبال عالية، بعضها مايزال براكين نشطة. وبسبب ارتفاعها عن سطح البحر، فإن متوسط درجة الحرارة في باندونج يبلغ 23°م، كما يبلغ المتوسط السنوي للأمطار حوالي 200 سم.
يمتد الجزء الرئيسي لمدينة باندونج من الشرق إلى الغرب، بينما تمتد الضواحي السكنية إلى الشمال، على أراض مرتفعة، نحو المنتجع الجبلي لمبانج. تمتاز المدينة بعدد كبير من المباني الحديثة كالفنادق، والمكاتب الحكومية والتجارية والمستشفيات، وتزدحم الشوارع بالحافلات والمركبات، ودراجات البيكاك (دراجة ذات ثلاث عجلات لنقل الركاب)، وعربات صغيرة تجرّها الخيول تسمى دوكار. ويقع المركز التجاري الرئيسي في جالان براجا وحولها، حيث العديد من المتاجر المتخصصة في الفنون والحرَف الإندونيسية.
المواقع السياحية:
يجتذب مناخ باندونج وإمكاناتها السياحية أعدادًا كبيرة من الزوار من المناطق الساحلية لجاوة ذات الجو الحار، كما يتوافد إليها السياح أيضًا من مناطق إندونيسيا المختلفة، ومن الأقطار الأخرى. وتشمل المواقع المفضلة لدى الزوار متنزهًا ترويحيًا كبيرًا يسمى كارانج سترا ؛ وهي حديقة للحيوانات، وحمام سباحة ذا مواصفات عالمية. هنالك أيضًا ملعب مجهز بطرق ومبانٍ يمكن للأطفال أن يتعلموا فيه نظام المرور في أثناء لعبهم بنماذج السيارات. من بين المعالم كذلك متحف أثري تعرض فيه خرائط وأحافير (متحجرات)، والمتحف العسكري التابع لفرقة سيليوانجي للجيش الإندونيسي.
السكان:
ينتمي غالبية قاطني باندونج إلى الأصل السنداني، وهم قوم من الجزء الجنوبي لجاوة الشرقية، ومسلمون بصفة عامة، ويتحدثون اللغة السندانية التي تعد إحدى اللغات الإندونيسية. ويتعلم أطفال المدارس كلتا السندانية والإندونيسية الفصحى، التي تُعَدُّ اللغة القومية. وللسندانيين حكاياتهم الشعبية الخاصة، وأشكال من موسيقى الجاميلان والرقص التقليدي تختلف عن تلك التى يمارسها الناس في المناطق الأخرى من جاوة ★ تَصَفح: الجاميلان الموسيقية، فرقة. أما بالنسبة لسكان باندونج الآخرين، فقد نزح الكثيرون منهم من مختلف أنحاء إندونيسيا.
التعليم:
تعد باندونج من أهم مراكز التعليم والبحث العلمي في إندونيسيا، وتشمل جامعاتها جامعة باجاجاران، والجامعة الإسلامية، والجامعة الرومانية الكاثوليكية. هناك أيضاً معهد باندونج التقني الذي يُشرف على مرصد بوستشا في لمبانج. ويُعَدُّ هذا المرصد واحدًا من أفضل المراصد الفلكية تجهيزاً بالمعدات في النصف الجنوبي للكرة الأرضية. تقع في باندونج كذلك كلية أركان الجيش الإندونيسي، بالإضافة إلى معهد باستير، الذي ينتج أنماطاً عديدة من الأمصال، ومعهد أبحاث الخزف.
الاقتصاد:
تقع باندونج في منطقة ذات أرض خصبة، ذلك أن مزارع هذه المنطقة تنتج 80% من الإنتاج العالمي للكينين،كما تنتج المزارع الأخرى الشاي، والسيزال والتابيوكا وهي مادة نشوية تستخرج من جذور المنيهوت والمطاط. وتوجد في باندونج مصانع ومطاحن لتصنيع العديد من هذه المنتجات، بما في ذلك مصنع للكينين، كما تضم المدينة مطاحن الأرز ومصانع المنسوجات، والعقاقير والأدوية، والأغذية، والسجائر. كذلك يقع في باندونج مصنع نوسانتارا لصناعة الطائرات، ومصانع لإنتاج الورق والمواد الكيميائية والمنسوجات في بادارلارنج، على بعد نحو 20 كم إلى الشمال الغربي.
تعد باندونج مركزًا إداريًا يضم مكاتب مختلف دوائر الحكومة الإقليمية بوسط جاوة، وهي المقر الرئيسي للخطوط الحكومية للسكة الحديدية والخدمات البريدية، مع ورش ضخمة لكلا المرفقين. هناك أيضًا مكاتب للنظام المصرفي والتأمين والمجالات التجارية الأخرى. تضم المدينة أيضًا بعض المنشآت الخاصة بالجيش الإندونيسي وورشًا ومصنعًا للذخيرة ومصنعًا للطائرات.
هناك شبكة فعالة من الطرق والسكة الحديدية تربط باندونج بالمدن الرئيسية الأخرى في جاوة، كما أن مطار حسين ساسترانيجارا يقع بالقرب من المدينة على الناحية الشمالية الغربية.
نبذة تاريخية:
خلال القرن التاسع الميلاديّ، كانت عاصمة مملكة باسوندان في باكون، بالقرب من باندونج الحالية. ومايزال الاسم المشابه باكوان يطلق على المسكن الحديث لحاكم غرب جاوة الكائن في باندونج. وفي عام 1488م،كانت باندونج جزءًا من المملكة الهندوسية باجاجاران، حيث كانت تقع على ضفة نهر سيتارم، على بعد نحو 10كم جنوب المدينة الحالية. وفي أواخر القرن السادس عشر الميلادي، دخلت المملكة في دين الإسلام، ثم استولى عليها السلطان أجنج حاكم ماتارام بعد ذلك بقليل.
أعيد تشييد المدينة على موقعها الحالي عام 1811م عندما أنشئ طريق البريد الذي يربط بين شرق جاوة وغربها. وفي عام 1846م، كان عدد السكان في باندونج أكثر من 11,000 نسمة. وأخذت المدينة تنمو باطراد منذ ذلك التاريخ. وفي عام 1864م، عقب الزلزال الذي دمر سيانجور، صارت باندونج المركز الإداري لمقر براينجان تحت الحكم الهولندي.
بعد قليل، بدأ المستوطنون الهولنديون في استصلاح الأرض حول باندونج بزراعة أشجار الكينا التي يستخرج منها الكينين، كما زرعوا الشاي والسيزال والقبك، ومحاصيل أخرى. وفي عام 1884م، تم ربط باندونج بجاكرتا بخط السكة الحديدية عن طريق بوجر، ثم افتتح خط آخر عام 1906م ليربط المدينة بالشريط الساحلي الشمالي، من جاكرتا إلى سورابايا.
خلال الحرب الإندونيسية ضد الهولنديين من أجل الاستقلال (1945-1949م)، كانت باندونج مركزًا لقتال عنيف. وفي عام 1955م، اختار سوكارنو، عندما كان رئيسًا لإندونيسيا، باندونج لاستضافة أول مؤتمر للدول الأفريقية والآسيوية (دول عدم الانحياز). وقد صدرت عن ذلك المؤتمر المبادئ الأساسية التي تبنتها كتلة عدم الانحياز وما دعي في حينه بالحياد الإيجابي.