ذكر نبيه وأخباره
نسبه وأصله وشعره وسبب تعلمه الغناء: زعم ابن خرداذبه أنه رجل من بني تميم صليبة، وأن أصله من الكوفة، وأنه كان في أول أمره شاعراً لا يغني، ويقول شعراً صالحاً. فهوي قينة ببغداد فتعلم الغناء من أجلها وجعله سبباً للدخول عليها، ولم يزل يتزيد حتى جاد غناؤه وصنع فأحسن واشتهر، ودون غناؤه وعد في المحسنين. فمما قاله في هذه الجارية وغنى فيه قوله:
يا رب إني ما جفوت وقد جفت
فإليك أشـكـو ذاك يا ربـاه
مولاة سوء ماترق لعـبـدهـا
نعم الغلام وبئست الـمـولاه
يارب إن كانت حياتي هـكـذا
ضرراًعلي فمـا أريد حـياه
الغناء لنبيه ثاني ثقيل مطلق في مجرى الوسطى. ومن الناس من ينسب الشعر والغناء إلى علية بنت المهدي.
أخبرفي إسماعيل بن يونس قال حدثنا عمر بن شبة قال: قلت لمخارق، وقد غنى هذا الصوت يوماً:
متى لجمع القلب الذكي وصارماً
وأنفًا حميا تجتنبك المـظـالـم
فسألته لمن هو، فقال: هذا لنبيه التميمي، وكان له أخوان يقال لهما منبه ونبهان، وكان ينزل شهار سوج الهيثم في محرب الريحان. قال أبو زيد: وسمعت مخارقاً يحدث إسحاق بن إبراهيم قال سمعت أباك إبراهيم بن ميمون يقول، وقد ذكر نبيهاً: إن عاش هذا الغلام ذهب خبرنا . قال: وكنت قد غنيته صوتاً أخذته عنه، وهو:
شكوت إلى قلبي الفراق فقال لي
من الآن فايأس لا أغرك بالصبر
إذا صد من أهوى وأسلمني العزا
ففرقة من أهوى أحرمن الجمر
أخبرنا الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهروية قال حدثني ابن أبي سعد عن محمد بن عبدالله بن مالك قال حدثني علي بن المفضل قال: اصطبحنا يوماً أنا ونبيه عند عبيد الله بن أبي غسان، فغنانا نبيه لحنه:
يأيها الرجـل الـذي
قد زان منطقه البيان
فما سمعت أحسن منه، وكان صوتنا عليه بقية يومنا. ثم أردنا الانصراف، فسألنا عبيد الله أن نبيت عنده ونصطبح من غد فأجبناه. وقال لنبيه: أي شيء تشتهي أن يصلح لك؟ قال: تشتري لي غزالاً فتطعمني كبده كباباً، ونجعل سائر ما آكله من لحمه كما تحب، فقال: أفعل. فلما أصبحنا جاءه بغزال فأصلحه كما أحب. فلما استوفى أكله استلقى لينام، فحركناه فإذا هو ميت، فجزعنا من ذلك. وبعث عبيد الله إلى أمه فجاءت فأخبرها بخبره. فلما رأته استرجعت ثم قالت: لا بأس عليكم هو رابع أربعة ولدتهم كانت هذه ميتتهم جميعاً وميتة أبيهم من قبلهم، فسكنا إلى ذلك. وغسل في دار عبيد الله وأصلح شأنه وصلي عليه، ومضينا به إلى مقابرهم فدفن هناك.
وففت على ربع لسعدى وعبرتي
ترقرق في العينين ثم تـسـيل
أسائل ربعاً قد تعفت رسـومـه
عليه لأصنـاف الـرياح ذيول
لم يسم لنا قائل هذا الشعر. والغناء لسليم هزج خفيف بالسبابة في مجرى البنصر عن إسحاق.
المراجع
ar.al-hakawati.net/2011/12/28/%D8%B0%D9%83%D8%B1-%D9%86%D8%A8%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%87/موسوعة الحكواتي
التصانيف
فنون