على الرغم من انه يمكن التعرف بسهولة على بعض أمراض الأسماك، مثل: الإمراض الطفيلية السطحية، و الأمراض الفطرية، إلا انه – و لسوء الحظ – بتعذر على الكثير منا التعرف على العديد من الإمراض الأخرى التي تفتك بالأسماك، خاصة الإمراض البكتيرية و الفيروسية. و عموماً يمكن تقسيم أمراض الأسماك إلى: 1. أمراض بكتيرية.2. أمراض فطرية.3. أمراض فيروسية .4. أمراض طفيلية . أولا: الأمراض البكتيرية: البكتيريا مخلوقات وحيدة الخلية مجهرية الحجم و توجد في كل مكان في الطبيعة ( في الماء – الهواء – التربة ). و البكتيريا منها الضار بالإنسان و المخلوقات الأخرى، و منها المفيد. و حيث إن الأسماك تعيش في الماء فان فرصة إصابتها بالبكتيريا تكون عالية جداَ. و هذه الأمراض البكتيرية تنتشر إذا كانت الظروف ملائمة، أي إنها تنتشر في حالة ازدحام الأسماك، أو إذا كان بهذه الأسماك جروح أو خدوش، أو إذا كان ماء التربية غير صالح. في هذه الحالة يكون معدل نفوق ( موت ) الأسماك عالياً و سريعاً، لذلك إذا اكتشف المربي إن عدداً كبيراً من أسماكه قد نفق في فترة وجيزة فمن المحتمل أن يكون السبب الأول هو إصابة الحوض بأحد الإمراض البكتيرية. و بعض الأمراض البكتيرية يمكن علاجها، و البعض الآخر ليس له علاج حتى الآن، و بصورة عامة إذا اكتشف المربي إن الحوض مصاب بمرض بكتيري فحذار أن تنتقل أية اسماك من هذا الحوض لحوض آخر به اسماك أخرى، و حذار أيضا من استخدام الشباك و الأدوات الأخرى المستخدمة في هذا الحوض في حوض آخر قبل تطهيرها بمطهر مناسب، كما يحظر أيضا دخول الماء من الحوض المصاب للحوض السليم. و لكن يجدر الإشارة إلى أن معظم المحاولات التي تجري لعلاج الإمراض البكتيرية و غيرها من الإمراض هي محاولات قد تنجح و قد تفشل، كما أن ما يصلح من وسائل العلاج لنوع من الأسماك قد لا يصلح لنوع آخر، و بذلك لا بد أن تراعي الدقة و الحذر في عملية العلاج المقترحة. ثانياً: الأمراض الفطرية: هي أمراض ثانوية أي أنها تصيب الأسماك المصابة مسبقا ببعض الجروح أو الأمراض البكتيرية أو الطفيلية أو المرباة تحت ظروف غير ملائمة، و بعض الأمراض الفطرية مثل السابرولوجنيا يمكن التعرف عليه و تشخيصه بسهولة، حيث انه يأخذ شكل خيوط بيضاء تشبه إلى حد كبير فطر عفن الخبز و يظهر على شكل كريات قطنية تغطي الجزء المجروح أو المصاب من جسم السمكة. و من أهم العوامل التي تساعد على انتشار الأمراض الفطرية في الأسماك، هو تلوث الماء، و عدم تهويته، و زيادة نسبة الامونيا و غيرها من المواد السامة به، و الأسماك المصابة بالأمراض الفطرية تبدو عليها الضعف و عدم القدرة على السباحة بشكل طبيعي و سرعة التنفس، كما تزيد أيضا افرازات السائل المخاطي على المناطق المصابة من جسم السمكة. و يعد فطر Saprolegnia و فطر تعفن الخياشيم من أهم الفطريات التي تصيب الأسماك، و تعالج الأسماك المصابة بالسيروليجنيا بتغطيتها في محلول مركز من اخضر المالاكيت لمدة 30 ثانية. كما يستخدم أيضا محلول برمنجنات البوتاسيوم لمدة ساعة و نصف، و قد ثبت أيضا إن محلول ملح الطعام له فعالية عالية في علاج الأمراض الفطرية، و يتم ذلك عن طريق غمس السمكة في محلول منه لمدة 2 – 4 دقائق، و يتم العلاج بشكل يومي حتى تزول أعراض المرض، و في جميع الحالات لا بد من نظافة الحوض نظافة تامة، و زيادة معدل التهوية مع مراعاة إطعام الأسماك بعد وضع الدواء بالحوض طوال فترة العلاج. ثالثاً: الأمراض الفيروسية: الفيروسات هي اصغر المخلوقات الميكروسكوبية التي لا يمكن رؤيتها إلا تحت الميكروسكوب الالكتروني، و هذه المخلوقات فريدة في حياتها، إذ أنها لا تقوم بعمليات التغذية و الهضم و التحول الغذائي مثل باقي المخلوقات الحية، بل أنها تعتمد اعتمادا كلياً على الخلية الحية للعائل الذي توجد عليه. إن هذه الأمراض الفيروسية قد تصيب الأسماك بالتهاب و نزيف في منطلق عديدة من الجسم، أو تآكل في الأنسجة و العضلات، و قد تحدث بالأسماك المصابة بعض الأورام مع نقص شديد في معدلات النمو. و من الأعراض الخارجية التي تظهر على الأسماك المصابة، سرعة السباحة و في شكل دوراني، ثم رقود الأسماك متهالكة على جانب الحوض و على القاع دون حراك ثم تموت بعد ذلك. و من سوء الحظ انه لا يوجد علاج حتى الآن للأمراض الفيروسية، و العلاج الوحيد هو التخلص من الأسماك المصابة و من جميع الأسماك الموجودة بالحوض و ذلك بحرقها، كما تحرق أيضا النباتات المائية الموجودة بالحوض، بعد ذلك يتم تجفيف الحوض و محتوياته المختلفة جداً، ثم يتم تعقيمها و تجفيفها لفترة كافية، ثم توضع اسماك جديدة أخرى. رابعاً الأمراض الطفيلية: هناك العديد من الطفيليات وحيدة الخلية أو عديدة الخلايا تصيب الأسماك بشكل عام، و يمكن رؤية بعض هذه الطفيليات بالعين المجردة، و هي ملتصقة بالعائل ( الأسماك ) أو مغروسة بداخل الجلد. و هذه الطفيليات تتغذى على السوائل الداخلية للأسماك، و هذا يؤدي إلى زيادة معدلات النفوق بين هذه الأسماك، و مما يزيد من خطورة الأمراض الطفيلية أنها تؤدي إلى إصابة الأسماك بالأمراض البكتيرية و الفطرية، حيث تدخل البكتيريا و الفطريات من مكان التصاق هذه الطفيليات بالجسم. و الأسماك المصابة دائما ما تحك جلدها بالأجسام الصلبة الموجودة بالحوض، مثل: الصخور و الحصى و جدران الحوض بغرض التخلص من الطفيليات العالقة بها. و طبقا لنوع و شكل و حجم الطفيليات تبدو خطورة الإصابة، ففي بعض الحالات يظهر المرض على هيئة بقع حوصلية بيضاء أو سمراء سرعان ما تغطي الجسم كله و تؤدي إلى زيادة معدل الوفيات، و في حالات أخرى يبدو على شكل التهاب و نزيف في أماكن الإصابة. و من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض الطفيلية، هي زيادة عدد الأسماك بالحوض. فزيادة عدد الأسماك بالحوض يزيد من فرصة احتكاكها و تلامس بعضها ببعض، مما يزيد من فرصة انتقال الطفيليات من حيوان لآخر لذلك يجب مراعاة عدم زيادة كثافة الأسماك عن المعدل المطلوب. و لعلاج الأمراض الطفيلية يستخدم الفورمالين لمدة ساعة أو محلول الطعام لمدة 5 دقائق، و يمكن استخدام اخضر ميثيلين لمدة ساعة. و تجدر الإشارة هنا إلى انه بالإضافة للأمراض الطفيلية و التي تسمى الطفيليات الخارجية لأنها تلتصق بالسطح الخارجي للسمكة، فانه يوجد طفيليات أخرى تعيش داخل الأجزاء و الأعضاء المختلفة للسمكة، مثل: الجهاز الهضمي و الكلى و العضلات، و هذه الطفيليات يصعب التعرف عليها خارجيا، لذلك لا بد من التشريح الداخلي للسمكة لكي يتم التعرف على مثل هذه الطفيليات. و لا بد أيضا من مراقبة الأسماك بدقة أثناء فترة وضع الدواء بالماء، حيث إن بعض الأسماك لها حساسية خاصة للمواد السامة، و قد تظهر عليها أعراض الاختناق و تسوء حالتها، و هنا يجب نقلها فوراً من حوض المعالجة لحوض آخر. و يستحسن أن تبدأ معالجة سمكة واحدة أو اثنتين بالمادة التي يراد تجربتها، فإذا اثبت فاعلية هذه المادة تعالج باقي الأسماك، و إذا نتجت آثار عكسية يجرب دواء آخر، و يجب تنظيف الحوض و إزالة المخلفات و تقليل كمية النباتات الطبيعية قبل وضع الدواء بالحوض.اعدته للنشر / اية سيد ممدوح
المراجع
اراضينا
التصانيف
الثروة السمكية أمراض الأسماك