بدو سيناء المصرية يربون السمك في مواقع طبيعيةشيخ بدوي وضع سلسلة من سبعة أحواض تجتذب سمك البحر تحصل على المياه باستمرار  إعداد : د. مصطفى محمد سعيد حسين* تعتبر محافظة سيناء الجنوبية، التي تمتد لأكثر من 500 كيلومتر بامتداد خليجي السويس والعقبة ، موقعا طبيعيا لتربية الاسماك، اذ تمتاز مياه شواطئها بالهدوء النسبي طوال العام، وتكثر في شواطئها المواقع الصالحة لإقامة المزارع السمكية نتيجة التكوينات الجيولوجية والطوبوغرافية التي تكونها البيئة الساحلية.ويوجد في المحافظة أهم لاجونين (لاجون يعني الهور، البحيرة الضحلة المنفصلة عن البحر)، وهما لاجون مطارمة على بعد 15 كيلومترا من راس سدر وتمتاز مياهه بالهدوء، وتتكشف مساحات كبيرة منه أثناء حدوث عملية الجزر.لذلك تنمو فيه الكائنات النباتية بكثافة نتيجة تعرضها للشمس وضحالة مياهها، ويعتبر موقعا طبيعيا لتربية لكثير من أنواع الأسماك التي تتغذى تغذية نباتية خاصة اسماك السهلية وهي أحد أنواع العائلة البورية وتعتبر اشهرها بالنسبة لسكان السويس خاصة، حيث تتميز بعدم كبرها في الحجم، وبالشكل المبروم نتيجة ترسب الدهون حول اللحم وتصبح من أشهى الأسماك عند شيها. أما اللاجون الثاني فهو البلاعيم ويقع على بعد 150 كيلومترا تقريبا من معبر احمد حمدي وهو من أهم اللاجونات إطلاقا في مصر ويمتاز باتساعه وبان فتحة التبادل بينه وبين مياه البحر تضيق إلى عدة مترات قليلة مما يسمح باستغلاله في المستقبل كمزرعة سمكية مستقلة بوضع حواجز ذات اتجاه واحد على مدخله تسمح بدخول الأسماك ولا تسمح بخروجها. كما تتوفر كثير من المناطق، المحمية بسلسلة جبال كمناطق آمنة من التيارات الهوائية والمائية، تعتبر من انسب الأماكن لاقامة مشروعات الأقفاص السمكية لتربية اسماك الدنيس والقاروص.وهناك أيضا المناطق الشاطئية التي تحوي شواطئ ذات تربة تصلح لاقامة الأحواض الساحلية، كذلك مناطق المنجروف التي يمكن إقامة مزارع للجمبري فيها، اذ تحدث تربية تكافلية بين الجمبري والمنجروف حيث يفيد كل منهما الآخر. اكتشف بدو جنوب سيناء تلك الكنوز التي تحت أيديهم فقاموا باستغلالها، حيث قام الشيخ سلامة البحبح بعمل سبعة أحواض على شاطئ لاجون مطارمة وقام بتوصيلها بقناة تحصل على مياهها مباشرة من فتحة اللاجون حتى يتفادى فترات نقصان المياه داخل اللاجون خلال فترات الجزر وهذه الأحواض تم تعميقها بحيث تستوعب اسماك البحر التي تأوي إليها طلبا للأمان من صراعات البحر.كما يقوم باجتذابها بتقديم الأغذية إليها وهي لذلك لا تترك هذه الأحواض التي تتخذها مسكنا لها إلا عند التزاوج حيث تخرج من الأحواض في هذا الوقت لذلك يتم قبل الأحواض قبل هذا التوقيت مباشرة ويتم جمع الأسماك وتسويقها. وقد قام مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة بتطوير هذا النظام حيث أقيم حوضان بجوار المزرعة بنفس المواصفات وتم قفلها ببوابات من السلك المعزول بعد إدخال زريعة الأسماك المطلوبة بنشر عليقة الأسماك على سطح المياه ثم تسميد المياه لزيادة الغذاء الطبيعي من طحالب وكائنات نباتية وحيوانية دقيقة وتمت دورة في فترة قياسية بالنسبة لما يتم في مزرعة الشيخ سلامة نتيجة توافر الغذاء الطبيعي والصناعي.وقد قام الشيخ سلامة، بعد أن رأى هذه التجربة التي شارك فيها بنفسه، بتطبيق هذا النظام على مزرعته حيث أقبلت اسماك البحر إلى خارج البوابات تريد الدخول ولكن المكان لم يكن يسمح بإضافة أعداد أخرى بعد أن امتلأت الأحواض عن آخرها.أما المنطقة الأخرى التي أقام فيها بدو جنوب سيناء مشاريع الأسماك فهي جونة الأكمة بجوار لاجون البلاعيم وهي عبارة عن حوض مساحته 80 فدانا ويصل عمق مياهه إلى 9 أمتار وقد استغله صاحبه وهو يدعى محمد عياذ في عمليات الصيد، إلى أن قام مركز بحوث الصحراء بإقامة وحدة أقفاص سمكية به تتكون من أربعة أقفاص مدمجين في وحدة واحدة لزيادة تماسكه كما تم تثبيتها بحلقات حديدية في الأقفاص.وقد تم تصميم هذه الوحدة وتصنيعها وتركيبها عن طريق خبراء مصريين وهي تضارع الأقفاص العالمية وان كانت التكلفة تقل كثيرا عن مثيلاتها المستوردة. وتنتج هذه الوحدة من طنين الى 4 اطنان من الأسماك البحرية بمتوسط 3 اطنان ويمكن أن تتم عدة وحدات بجوار بعضها لتوفير نفقات الخدمة ولزيادة تأمينها. تم نشر هذا المقال: بجريدة الشرق الأوسط، الاحـد 05 شعبـان 1425 هـ 19 سبتمبر 2004 العدد 9427.(*) د. مصطفى سعيد-كاتب وأكاديمي من مصر.

المراجع

اراضينا

التصانيف

الثروة السمكية  المصايد السمكية  بحار