آيات الله في عالم النحل د. رمضان مصري هلالأستاذ الحشرات الاقتصادية المساعد كفر الشيخ ـ مصر     يقول الله تبارك وتعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (سورة النحل آية 68 ـ 69).إنها دعوة من الحق تبارك وتعالى إلى أن نتفكر ونتأمل في عالم النحل الواسع الرحب.. الذي يعمل بتلقائية وإلهام من المولى ـ عز وجل ـ، ذلك العالم المليء بالأسرار والآيات التي تنطق بالإيمان وتشهد بالوحدانية لله الواحد القهار.   وروى الإمام أحمد وابن أبي شيبة والطبراني أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (المؤمن كالنحلة وقعت فأكلت طيباً، ثم سقطت ولم تكسر ولم تفسد). وفي (شعب) البيهقي عن مجاهد قال: صاحبت عمر ـ رضي الله عنه ـ من مكة إلى المدينة، فما سمعته يحدث عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا هذا الحديث: (إن مثل المؤمن كمثل النحلة، إن صاحبته نفعك، وإن شاورته نفعك، وإن جالسته نفعك، وكل شأنه منافع، وكذلك النحلة كل شأنها منافع).قال ابن الأثير: (وجه المشابهة بين المؤمن والنحلة حذق النحل وفطنته وقلة أذاه وخفارته، ومنفعته وقنوعه، وسعيه في النهار وتنزهه عن الأقذار، وطيب أكله فإنه لا يأكل من كسب غيره، ونحوله وطاعته لأميره. وإن للنحل آفات تقطعه عن عمله، منها الظلمة والغيم والريح والدخان والماء والنار، وكذلك المؤمن له آفات تفتر به عن عمله منها ظلمة الغفلة وغيم الشك وريح الفتنة ودخان الحرام وماء السعة ونار الهوى).     والنحلة التي تنجذب إلى الأزهار بألوانها الزاهية ورائحتها الذكية، وتبتعد عن السام والضار وتنقل من زهرة إلى أخرى وتقول: أنا بين الزهر أسعى... وإلى الزهر طريقي في جو صحي حيث الشمس الساطعة والهواء العليل، وتجمع منها رحيقها وتفرز عليه من لعابها لتصنع عسلاً، فإنما هي تصنع سراً من أسرار الحياة، وفي هذا المقال نحاول ـ بعون الله وتوفيقه ـ أن نوضح بعض الأسرار الخفية في حياة النحل. 

المراجع

اراضينا

التصانيف

الخضراوات  زراعه  التصنيع الزراعى  عسل النحل