جيمس سيدني إنسور James Sidney Ensor، مصور بلجيكي ولد في أوستند من أم فلمنكية وأب إنكليزي.

يُعد جيمس إنسور من مؤسسي الاتجاه التعبيري في الفن التشكيلي الذي ظهر في الشمال الأوربي في الربع الأخير من القرن التاسع عشر. وينطبق على إنسور ما ينطبق على مؤسسي التعبيرية في مرحلتها الأولى: فان كوخ وادوارمونش وإميل نولد وفرديناند هودلر، في أن كلاً منهم عمل وحيداً في وسط مناهض له متحدياً العوز ومتحملاً عبء البحث عن أسلوب فردي، وقد ترك كل منهم كتابات وجدانية في الفن وفي الحياة.

بدأ إنسور في سن الخامسة عشرة، بتصوير مناظر من مسقط رأسه أوستند، وبقي طوال حياته مشدوداً إلى البحر هناك مأخوذاً بألوانه المتغيرة. والتحق سنة 1877، بأكاديمية الفنون الجميلة في بروكسل ودرس على مديرها جان بورتائلز Jean Portaels وهو مروج فن الاستشراق في بلجيكة. بقي إنسور في الأكاديمية حتى سنة 1880، ولم يكن في أثناء ذلك متلائماً مع التعليم الرسمي فأخذ يرتاد المتاحف ويدرس بتمعن أعمال مشاهير المصورين أمثال فرانز هالس ورمبرانت وغويا وتورنر ودومييه ومانيه، وقد ظهر تأثير هؤلاء في أعمال إنسور الأولى.

أتقن إنسور التصوير كما أتقنالرسم والحفر وصوّر لنفسه سنة 1879 صوراً شخصيَّة بألوان معتمة مستعملاً السكين، وقد اتسمت تلك اللوحات بتعبير القلق عند صاحبها.

بدأ إنسور إنتاجه الفني بأعمال واقعية مستوحاة من الحياة في أوستند ومن تلك الأعمال: «السيدة بالأزرق» و«بعد الظهر في أوستند» (سنة 1881)، كما صور في تلك المرحلة الطبيعة الصامتة في أكثر من لوحة منها: «زجاجة العطر الزرقاء» (1880).

أخذ إنسور يميل إلى اصطناع الألوان الصارخة منذ سنة 1882، ومعها أخذ أسلوبه بالتطور السريع نحو التعبيرية، كما في لوحة «المجذّف» (1883، متحف أُنفرس)، وكان دافعه إلى ذلك التغيير أنه بدأ يعاني عدم التأقلم مع بيئته في أوستند ويبدو ذلك واضحاً في كتاباته التي نشرت في بروكسل سنة 1944. وبعد أن انتقل إلى بروكسل اعترضته صعوبات في عرض لوحاته في صالاتها مع أن صالتي إرنست ومارييت روسو كانتا من مشجعيه وأول من اقتنى لوحاته. وفي سنة 1884 غدا إنسور عضواً مؤسساً في جماعة «العشرين» في بروكسل.

ولما كانت أسرة إنسور تملك حانوتاً في أوستند لبيع الطرائف كالأقنعة التي تستعمل في كرنفال المدينة فقد اعتاد إنسور المشاركة في إدارة الحانوت، واحتلت تلك الأقنعة التي كان يمعن النظر فيها منذ صغره حيّزاً مهماً في لوحاته، فكان يضمنها تحليلاً نفسياً ويبني عليها مفهومه الجمالي، وقد أضاف الهيكل العظمي إلى الأقنعة في رسومه حتى أصبح العنصران أساسيين في أعماله بين سنتي 1887و1891، وتعد تلك الأعمال من أمتع ما أنتجه إنسور لأنه جمع الهزل والمأساة في جو مأسوي وهذا ما لم يعتده جمهور المشاهدين من قبل.


المراجع

arab-ency.com.sy

التصانيف

العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية   التربية والفنون   الفنون   الفنانون   شخصيات   العلوم الاجتماعية