يعتبر الفول السوداني من أهم المحاصيل التصديرية لما يتمتع به من عدم وجود حصص تصديرية محددة من جهة الإتحاد الأوربي كباقي المحاصيل التصديرية الأخري  وكانت مصر تصدر في منتصف التسعينات ما يقرب من 40% من الإنتاج وتناقصت هذه الكمية نتيجة لظهور العديد من المشاكل التي واجهت المنتج المصري والمصدر مما أدى إلى تناقص المساحة المنزرعة خاصةً عند الأخذ في الاعتبار زيادة عمليات إستصلاح  الأراضي والتي كان من المفروض أن تزيد الإنتاج. تعتبر أمراض أعفان الثمارPod rots من أهم الأمراض المسببة لفـقـد كمي ونوعي للمحصول في مصر هذا إلى جانب تلوث الثمار بالأفلاتوكسين (Aflatoxin contaminations) حيث يمثلان معاً أحد أكبر المعوقات التي تواجه منتجي ومصدري الفول السوداني في مصر وإن كان بمكن أثناء عملية الفرز بعد الحصاد إستبعاد الثمار التي تحمل أعراض أعفان الثمار (شكل 1) إلا إنه لايمكن إكتشاف تلوث الثمار بالأفلاتوكسين إلا بالتحليلات الكيماوية (TLC,GLC) إذ أنه لا تبدو أي أعراض علي الثمار الملوثة إلا تحت ظروف معينة من إرتفاع الرطوبة ودرجة الحرارة حيث تظهر جراثيم الفطريات المفرزة لللأفلاتوكسين الأخضر و الأصفر المخضر على البذرة من الخارج أو داخلها وهو ما يعرف بالعفن الأصفر Yellow mold(شكل 2).  شكل(1): أعفان ثمار الفول السوداني   شكل (2): جراثيم فطر A. flavus ويتم إفراز الأفلاتوكسين فى البذور الزيتية بصفة عامة مثل الفول السوداني, القطن, اللوز, الذرة...إلخ عن طريق أربع أنواع من فطريات الأسبرجلليس هم Aspergillus flavus, A. parasiticus, A. tamari, A. nomius حيث تحمل الجين المسئول عن الإفراز (Af1r) ويعتبر فطرى Aspergillus flavus, A. parasiticus, والمعروفين بإسم  Aspergillus flavus    group أهمهم وأوسعهم إنتشاراً وتتم عملية الإفراز في مرحلة ما قبل الحصاد وتستمر تحت الظروف السيئة في المخزن وأثناء الشحن للتصدير. وتعتبر إرتفاع رطوبة البذرة أغلى من 17% وتوافر رطوبة نسبية 85%  و  درجة حرارة من30 إلى 535 م هي أنسب الظروف الملائمة لعملية الإفراز.وتعد الأفلاتوكسين من أهم السموم الفطرية لما لها من أثار ضارة على صحة الإنسان والحيوان حيث يؤدي تراكمها داخل الجسم إلى تليف الكبد وتلفه إلي جانب كونها من المواد المسرطنة كما أن لها تأثير ميتاجيني وتيراتوجينى على الأجنة وتنتقل عبر لبن الأم وفي حليب الأبقار. وقد تعرف العالم علي الأفلاتوكسين في أوائل الستينات بعد حادثة نفوق 100000 من  فراخ الرومي في إنجلترا بعد التغذية على أعلاف فول سوداني ملوثة بالأفلاتوكسين ومن وقتها و إلي الآن تم إكتشاف 16 نوع من الأفلاتوكسين  منهم أربعة انواع رئيسية   B1,B2,G1,G2 وأخطرهم وأكثرهم تواجداً B1.ولخطورة هذه السموم اهتمت الدول بوضع اللوائح والقوانين التى تنظم عملية الإستيراد لتؤمن المنتج السليم والآمن صحياً لمواطنيها (جدول 1).جدول (1): المستوى المسموح به من الأفلاتوكسين في الفول السوداني سواء استهلاك آدمي أو أعلاف   في بعض التشريعات لبعض الدول لسنة 2000 ماعدا السوق الأوربية تشريع 2003. الــــدولــةالحد الـمــسـمـوح بهكواحـد جــزء في البليونالاستهلاك الآدميالأعـلافالـسوق الأوربـية48الدانــمــارك0100هــولــنــدا00بــولـــنــدا00إيــطالــيــا5050اليـابــان501000أمــريــكا1020البــرازيــل1550 ولمواجهة هذه المشكلة الخطيرة لابد من إتباع العديد من الخطوات أثناء الزراعة وإلى أن يتم الشحن والتصدير ويمكن إيجازها في الآتي:-أولاً:  إجراءات تتم قبل الحصاد:1.   العناية بكل العمليات الزراعية التي من شأنها خلق نبات قوي في نموه قادر علي مقاومة الأمراض خاصةً تلك العمليات المعنية بتقليل المسببات المرضية القاطنة في التربة من إستخدلم دورة زراعية ثلاثية، التسميد المتوازن، الإهتمام بإضافة الجبس الزراعي والعقدين، تنظيم الري خاصة بعد نزول الإبر(المشجب) إلي التربة.2.      متابعة المحصول أثناء مرحلة النمو الخضرى ومقاومة الأمراض التى تصيبه بمجرد ظهورها.3.   مقاومة الآفات التي تصيب المجموع الخضري والثمري خاصة التي تؤدي إلى جرح الثمار وإتلافها مثل دودة ورق القطن والحفار القاطنين للتربة.4.      ومن العمليات الهامه إجراء وقف للري قبل التقليع بخمسة أيام لتقليل المحتوى الرطوبي للبذرة.ثانياً:  إجراءات تتم بعد الحصاد:1.   بعد الحصاد وفصل الثمار عن العرش يتم إجراء فرز أولي قبل التجفيف, ثم يتم التجفيف إما بالمجففات الحرارية وهو الأفضل أو علي أسطح جافة بحيث تنشر عليها الثمار يسمك لا يزيد عن 10- 15 سم مع التقليب المستمر يومياً والتغطية بمشمع ليلاً مع مراعاة مقاومة النمل الذي قد يسبب جروح للثمار.2.      بعد التجفيف يتم عمل فرز وتدريج للثمار وتعبء فى أجولة من الخيش تسمح بالتهوية مع مراعاة ان تكون جديدة ونظيفة.3.   بتم وضع الرسائل المجهزة للتصدير في صورة لوطات مرقمة ويدون عليها كافة البيانات الخاصة بالرسالة تحت إشراف لجنة من الحجر الزراعي والتي تباشر أخذ العينات للكشف عن تكوين أو وجود الأفلاتوكسين بها.4.   يفضل التخزين تحت تبريد من10- 515م لضمان سلامة المنتج أو تخزن في مخازن جيدة التهوية ونظيفة مزودة بالمراوح والشفافطات لضمان خفض درجة الحرارة وتقليل الرطوبة.5.      يجب أن تكون المخازن محمية من دخول القوارض والحشرات خاصةً النمل.6.   يفضل وضع الأجولة علي ألواح خشبية حتى لا تتعرض للرطوبة وتوضع فوق بعضها بشكل متعامد ولا يزيد عدد الأجولة بالرصة عن 8 أجولة.ثالثاً: الإجراءات المتبعة في الشحن:1.   لابد من عدم مكث الرسالة في الميناء أكثر من ثلاثة أيام علي أقصى تقدير ولابد أن تراعى ظروف التخزين السابق ذكرها خلال هذه المدة.2.      يفضل الشحن في مبردات إن وجدت مع مراعاة معاينة الحاويات قبل الشحن لضمان صلاحيتها.3.   في حالة عدم توفر مبردات يفضل الشحن في عنابر البواخر التي يتوافر بها نظام تهوية جيد و هذا يصلح في حالة الكميات الكبيرة والمسافات الطويلة.4.   في حالة الشحن في حاويات مغلقة (Box container) لابد من عزل الحاوية من الداخل بمادة عازلة للحرارة كما يمكن إضافة كمية مناسبة من السليكا جيل كمادة ماصة للرطوبة ولابد من وضع الحاويات في أماكن محمية من الشمس كجراش المركب.أعدها وكتبها:د.عـمـاد الديـن يـوسـف مـحـمـودمعهد أمراض النبات- مركز البحوث الزراعية

المراجع

اراضينا

التصانيف

افات وامراض  امراض النباتات