وقد مضى
نسبه في نسب جده حسان بن ثابت متدماً. وهو شاعر من شعراء الدولة الأموية،
متوسطٌ في طبقته ليس معدوداً في الفحول. وقد وفد إلى الخلفاء من بني أمية
فمدحهم ووصلوه. ولم تكن له نباهة أبيه وجده.
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني أحمد بن الهيثم بن فراس قال
حدثني أبو عمرو الخصاف عن العتبي قال: خرج سعيد بن عبد الرحمن بن حسان مع
جماعة من قريش إلى الشأم في خلافة هشام بن عبد الملك، وسألهم معاونته، فلم
يصادفوا من هشام له نشاطاً. وكان الوليد بن يزيد قد طلق امرأته العثمانية
ليتزوج أختها، فمنعه هشام عن ذلك ونهى أباها أن يزوجه. فمر يوماً بالوليد
وقد خرج من داره ليركب، فلما رآه وقف، فأمر به الوليد فدعي إليه، فلما جاءه
قال: أنت ابن عبد الرحمن بن حسان؟ قال: نعم أيها الأمير. فقال له: ما
أقدمك؟ قال: وفدت على أمير المؤمنين منتجعاً ومادحاً ومستشفعاً بجماعة
صحبتهم من أهله، فلم أنل منه خطوةً ولا قبولاً. قال: لكنك تجد عندي ما تحب،
فأقم حتى أعود. فأقام ببابه حتى دخل إلى هشامٍ وخرج من عنده، فنزل ودعا
بسعيد، فدخل إليه، فأمر بتغيير هيئته وإصلاح شأنه، ثم قال له: أنشدني
قصيدةً بلغتني لك فشوقتني إليك، وغنيت في بعضها، فلم أزل أتمنى لقاءك.
فقال: أي قصيدة أيها الأمير؟ قال قولك:
أبائنةٌ
سعدى ولم توف بـالـعـهـد
|
|
ولم تشف قلباً تيمته علـى عـمـد
|
نعم
أفمودٍ أنت إن شطـت الـنـوى
|
|
بسعدى وما من فرقة الدهر من رد
|
كأن قد
رأيت البين لا شـيء دونـه
|
|
فم الآن أعلن ما تسر من الـوجـد
|
لعلك
منها بعد أن تشحـط الـنـوى
|
|
ملاقٍ كما لاقى ابن عجلان من هند
|
فويل ابن
سلمى خـلةً غـير أنـهـا
|
|
تبلغ منـي وهـي مـازحةٌ جـدي
|
وتدنو
لنا في القول وهـى بـعـيدةٌ
|
|
فما إن بسلمى من دنـو ولا بـعـد
|
ومهما
أكن جلدا عـلـيه فـإنـنـي
|
|
على هجرها غير الصبور ولا الجلد
|
إذا سمت
نفسي هجرها قطعت بـه
|
|
فجانبته فـيمـا أسـر ومـا أبـدي
|
كأني أرى
في هجرهـا أي سـاعةٍ
|
|
هممت به موتى وفي وصلها خلدي
|
ومن
أجلها صافيت من لا تـردنـي
|
|
عليه له قربى ولا نعـمةٌ عـنـدي
|
وأغضيت
عيني من رجالٍ على القذى
|
|
يقولون أقوالاً أمضوا بهـا جـلـدي
|
وأقصيت
من قد كنت أدني مكـانـه
|
|
وأدنيت من قد كنت أقصيته جهـدي
|
فإن يك
أمسى وصل سلمـى خـلابةً
|
|
فما أنا بالمفتون في مثلهـا وحـدي
|
فأصبح ما
منتـك دينـاً مـسـوفـاً
|
|
لواه غريمٌ ذو اعتـلالٍ وذو جـحـد
|
تجود
بتـقـريب الـذي هـو آجـلٌ
|
|
من الوعد ممطولٌ وتبخل بالـنـقـد
|
وقد قلت
إذ أهـدت إلـينـا تـحـيةً
|
|
عليها سلام الله من نازح مـهـدي
|
سقي
الغيث ذاك الغور ما سكنت بـه
|
|
ونجداً إذا صارت نواها إلى
نـجـد
|
قال: فجعل
ينشدها ودموع الوليد تنحدر على خديه حتى فرغ منها. ثم قال له: لن تحتاج إلى
رفد أحد ولا معونته ما بقيت، وأمر له بخمسمائة درهم، وقال: إبعث بها إلى
أهلك وأقم عندي، فلن تعدم ما تحبه ما بقيت.
فلم يزل معه زماناً، ثم استأذنه وانصرف. وفي بعض هذه الأبيات غناءٌ نسبته:
أبائنةٌ
سعدى ولم توف بـالـعـهـد
|
|
ولم تشف قلباً أقصدته على عـمـد
|
ومهما
أكن جلداً عـلـيه فـإنـنـي
|
|
على هجرها غير الصبور ولا الجلد
|
الغناء
لمالك خفيف ثقيل أول بالوسطى عن الهشامي. من هذه القصيدة:
وأغضيت
عيني من رجال على القذى
|
|
يقولون أقوالاً أمضوا بهـا جـلـدي
|
إذا سمت
نفسي هجرها قطعت بـه
|
|
فجانبته فـيمـا أسـر ومـا
أبـدي
|
الغناء
لابن محرز ثاني ثقيل بالبنصر عن عمرو. أخبرني الحسن بن علي الخفاف قال
حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني عمي ومحمد بن
الضحاك بن عثمان قالا: وفد سعيد بن عبد الرحمن بن حسان على هشام بن عبد
الملك وكان حسن الوجه، فاختلف إلى عبد الصمد بن عبد الأعلى مؤدب الوليد بن
يزيد بن عبد الملك، فأراده على نفسه، وكان لوطياً زنديقاً، فدخل سعيد على
هشام مغضباً وهو يقول:
إنه
والله لـولا أنـت لـم
|
|
ينج مني سالماً عبد الصمد
|
فقال له
هشام: ولماذا؟ قال:
إنه قد
رام مني خـطةً
|
|
لم يرمها قبله مني أحد
|
فقال: وما
هي؟ قال:
رام
جهلاً بي وجهلاً بـأبـي
|
|
يدخل الأفعى إلى خيس الأسد
|
قال: فضحك
هشام وقال له: لو فعلت به شيئاً لم أنكر عليك.
أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال حدثني عمر بن شبة قال أخبرنا ابن
عائشة لا أعلمه إلا عن أبيه قال: سأل سعيد بن عبد الرحمن بن حسان صديقاً له
حاجةً - وقال هشام بن محمد في خبره: سأل سعيد بن عبد الرحمن أبا بكر بن
محمد بن عمرو بن حزم حاجةً - يكلم فيها سليمان بن عبد الملك فلم يقضها له،
ففزع فيها إلى غيره فقضاها، فقال:
سئلت فلم
تفعل وأدركت حاجتي
|
|
تولى سواكم حمدها واصطناعها
|
أبى لك
كسب الحمد رأي مقصرٌ
|
|
ونفسٌ أضاق الله بالخير باعهـا
|
إذا ما
أرادته على الخير مـرةً
|
|
عصاها وإن همت بشر أطاعها
|
قال ابن
عمار: وقد أنشدنا هذه الأبيات سليمان بن أبي شيخ لسعيد بن عبد الرحمن ولم
يذكر لها خبراً.
أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا محمد بن زكريا الغلابي عن ابن عائشة
قال: قال رجلٌ من الأنصار لعدي بن الرقاع: أكتبني شيئاً من شعرك. قال: ومن
أي العرب أنت؟ قال: أنا رجلٌ من الأنصار. قال: ومن منكم القائل:
إن
الحمام إلى الحجاز بهيج لي
|
|
طرباً ترنـمـه إذا يتـرنـم
|
والبرق
حين أشيمه متيامـنـاً
|
|
وجنائب الأرواح حين تنسـم
|
فقال له:
سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت. فقال: عليكم بصاحبكم فاكتب شعره، فلست
تحتاج معه إلى غيره.
وفي أول هذه القصيدة غناءٌ نسبته:
برح
الخفاء فأي ما بك تكتـم
|
|
والشوق يظهر ما تسر فيعلم
|
وحملت
سقماً من علائق حبها
|
|
والحب يعلقه الصحيح
فيسقم
|
الغناء
لحكم خفيف رملٍ بالوسطى عن الهشامي، وذكره إبراهيم له ولم يجنسه وفي هذه
القصيدة يقول:
علوية
أمست ودون وصالـهـا
|
|
مضمار مصر وعابدٌ والقلـزم
|
خودٌ
تطيف بها نواعم كالدمـى
|
|
مما اصطفى ذو النيقة المتوسم
|
حلين
مرجان البحور وجوهـراً
|
|
كالجمر فيه على النحور ينظم
|
قالت
وماء العين يغسل كحلهـا
|
|
عند الفراق بمستهـل يسـجـم
|
يا ليت
أنك يا سعيد بـأرضـنـا
|
|
تلقي المراسي ثـاوياً وتـخـيم
|
فتصيب
لذة عيشـنـا ورخـاءه
|
|
فنكون أجواراً فماذا تـنـقـم
|
لا ترجعن
إلى الحجاز فـإنـه
|
|
بلدٌ به عيش الكـريم مـذمـم
|
وهلم
جاورنا فقلت له اقصـري
|
|
عيشٌ بطيبة ويح غيرك أنعـم
|
أيفارق
الوطن الحبيب لمنـزلٍ
|
|
ناءٍ ويشرى بالحـديث الأقـدم
|
إن
الحمام إلى الحجاز يهيج لي
|
|
طرباً تـرنـمـه إذا يتـرنـم
|
والبرق
حين أشيمه متـيامـنـاً
|
|
وجنائب الأرواح حين تنـسـم
|
لو لح ذو
قسمٍ على أن لم يكـن
|
|
في الناس مشبهها لبر المقسـم
|
من أجلها
تركي القرار وخفضه
|
|
وتجشمي ما لم أكن أتجـشـم
|
ولقد
كتمت غداة بانـت حـاجةً
|
|
في الصدر لم يعلم بها متكلـم
|
تشفي
برؤيتها السقيم وترتمـى
|
|
حب القلوب رميها لا يسـلـم
|
رقراقةٌ
في عنفوان شبـابـهـا
|
|
فيها عن الخلق الدني تـكـرم
|
ضنت على
مغرىً بطول سؤالها
|
|
صب كما يسل الغنيٌ
المعـدم
|
أخبرني
الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني أبو مسلم عن
الحرمازي قال: خرج سعيد بن عبد الرحمن بن حسان إلى عسكر يزيد بن عبد الملك،
فأتى عنبسة بن سعيد بن العاصي، وكان أبوه صديقاً لأبيه، فسأله أن يرفع أمره
إلى الخليفة، فوعده أن يفعل، فلم يمكث إلا يسيراً حتى طرقه لصٌ فسرق متاعه
وكل شيء كان معه، فأتى عنبسة فتنجزه ما وعده، فاعتل عليه ودافعه، فرجع سعيد
من عنده فارتجل وقال:
أعنبس قد
كنت لا تـعـتـزي
|
|
إلى عدةٍ منك كانت ضـلالا
|
وعدت
عداتٍ لو انجـزتـهـا
|
|
إذا لحمدت ولم تـرز مـالا
|
وما كان
ضرك لو قد شفعـت
|
|
فأعطى الخليفة عفواً نـوالا
|
وقد ينجز
الحـر مـوعـوده
|
|
ويفعل ما كان بالأمس قـالا
|
فيا
ليتني والمنى كاسـمـهـا
|
|
وقد يصرف الدهر حالاً فحالا
|
قعدت ولم
ألتمس ما وعـدت
|
|
ويا ليت وعدك كان اعتـلالا
|
وكانت
نعم منـك مـخـزونةً
|
|
وقـلـت مـن أول يوم ألالا
|
أرى كذب
القول من شر مـا
|
|
يعد إذا الناس عدوا الخصـالا
|
فأبقيت
لي عنـك مـنـدوحةً
|
|
ونفساً عزوفاً تقل الـسـؤالا
|
?فإن
عدت أرجوكم بعـدهـا
|
|
فبدلت بعد العلاء السـفـالا
|
أأرجوك
من بعد ما قد عزفت
|
|
لعمري لقد جئت شيئاً
عضالا
|
نسخت من
كتاب عمرو بن أبي عمرو الشيباني يأثره عن أبيه قال: كان سعيد بن عبد الرحمن
بن حسان إذا وفد إلى الشأم نزل على الوليد بن يزيد، فأحسن نزله وأعطاه
وكساه وشفع له. فلما حج الوليد لقيه سعيد بن عبد الرحمن في أول من لقيه،
فسلم عليه، فرد الوليد عليه السلام وحياه وقربه وأمر بإنزاله معه وبسطه،
ولم يأنس بأحد أنسه به. وأنشده سعيدٌ قوله فيه:
يا لقومي
للهجر بعد التصافـي
|
|
وتنائى الجميع بعـد ائتـلاف
|
ما شجا
القلب بعد طول اندمال
|
|
غير هابٍ كالفرخ بين أثافـي
|
ونعيب
الغراب في عرصة الدا
|
|
ر ونؤيٍ تسقي عليه السوافي
|
وقد روى
عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان قال: رأى علي ابن عمر أوضاحاً فقال: ألقها
عنك فقد كبرت.
ما جرت
خطرةٌ على القلب مني
|
|
فيك إلا استترت عن أصحابـي
|
من دموعٍ
تجري فإن كنت وحدي
|
|
خالياً أسعدت دموعي انتحابـي
|
إن حبي
إياك قد سل جسـمـي
|
|
ورماني بالشيب قبل الشـبـاب
|
إرحمي
عاشقاً لك اليوم صـبـا
|
|
هائم العقل قد ثوى في
التـراب
|
الشعر
للسيد الحميري، والغناء لمحمد نعجة خفيف رمل أيضاً. ولم أجد لهذا المغني
خبراً ولا ذكراً في موضع من المواضع أذكره. وقد مضت أخبار السيد متقدماً.
أكرع
الكرعة الروية منـهـا
|
|
ثم أصحو وما شفيت غليلـي
|
كم أتى
دون عهد أم جـمـيل
|
|
من أني حاجةٍ ولبثٍ طـويل
|
وصياح
الغراب أن سر فأسرع
|
|
سوف تحظى بنائلٍ وقـبـول
|
الشعر
للأحوص. والغناء للبردان خفيف ثقيلٍ مطلق في مجرى البنصر.
أخبار البردان
البردان
لقب غلب عليه. ومن الناس من يقول: بردان من أهل المدينة، وأخذ الغناء عن
معبد وقبله عن جميلة وعزة الميلاء. وكان معدلاً مقبول الشهادة، وكان متولي
السوق بالمدينة.
قال هارون بن الزيات حدثني أبو أيوب المديني عن محمد بن سلام قال: هو بردان
بضم الباء وتسكين الراء. أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر وحسين بن يحيى
قالا حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه، وأخبرني علي بن عبد العزيز عن ابن
خرداذبه قال قال إسحاق: كان بردان متولي السوق بالمدينة. فقدم إليه رجل
خصماً يدعي عليه حقا، فوجب الحكم عليه فأمر به إلى الحبس. فقال له الرجل:
أنت بغير هذا أعلم منك بهذا. فقال: ردوه فرد، فقال: لعلك تعني الغناء! إني
والله به لعارف، ولو سمعت شيئاً جاء البارحة لازددت علماً بأني عارف، ومهما
جهلت فإني بوجوب الحق عليك عالم، اذهبوا به إلى الحبس حتى يخرج إلى غريمه
من حقه.
قال وحدثني أبو أيوب عن حماد عن أبيه عن ابن جامع عن سياط قال: رأيت
البردان بالمدينة يتولى سوقها وقد أسن، فقلت له: يا عم، إني رويت لك صوتاً
صنعته، وأحببت أن تصححه لي. فضحك ثم قال: نعم يا بني وحباً وكرامة. لعله:
فقلت:
قال: مل بنا إلى ها هنا، فمال بي إلى دار في السوق، ثم قال: غنه، فقلت: بل
تتم إحسانك يا عم وتغنينى به فإنه أطيب لنفسي، فإن سمعته كما أقول غنيته
وأنا غير متهيب، وإن كان فيه مستصلحٌ استعدته. فضحك ثم قال: أنت لست تريد
أن تصحح غنائك، إنما تريد أن تقول سمعتني وأنا شيخ وقد انقطعت وأنت شاب.
فقلت للجماعة: إن رأيتم أن تسألوه أن يشفعني فيما طلبت منه! فسألوه، فاندفع
فغناه فأعاده ثلاث مرات، فما رأيت أحسن من غنائه على كبر سنه ونقصان صوته.
ثم قال: غنه فغنيته، فطرب الشيخ حتى بكى، وقال: اذهب يا بني، فأنت أحسن
الناس غناءً، ولئن عشت ليكونن لك شأن. قال: وكان بردان خفيف الروح طيب
الحديث مليح النادرة مقبول الشهادة قد لقي الناس، فكان بعد ذلك إذا رآني
يدعوني فيأخذني معه إلى منزله ويسألني أن أغنيه فأفعل، فإذا طابت نفسه
سألته أن يطرح علي شيئاً من أغاني القدماء فيفعل إلى أن أخذت عنه عدة
أصوات.
لمن
الديار بحـائلٍ فـوعـال
|
|
درست وغيرها سنون خوالي
|
درج
البوارح فوقها فتنكـرت
|
|
بعد الأنيس معارف الأطلال
|
دمنٌ
تذعذعها الرياح وتـارةً
|
|
تعفو بمرتجز السحاب ثقـال
|
فكأنما
هي من تقادم عهدهـا
|
|
ورقٌ نشرن من الكتاب بوالي
|
الشعر
للأخطل، والغناء لسائب خاثر، ولحنه المختار من الثقيل الأول بالبنصر من
أصوات قليلة الأشباه. وذكر عمرو بن بانة أن في الثاني والرابع من الأبيات
للأبجر ثقيلاً أول. وذكر حبش أن لمعبد فيه ثقيلاً أول بالوسطى وأنه أحد
السبعة، وأن لإسحاق فيه ثاني ثقيل، وذكر الهشامي أن لحن إسحاق خفيف ثقيل.
المراجع
al-hakawati.net
التصانيف
فنون الفنون التاريخ