السرعة العربية المتحدة

في هذا العصر، تبرز الحاجة إلى الحاويات لاستخدامات مختلفة.. وهي صناعة ذات مواصفات تحَمّل مُهِمّة وتشترط العلم والخبرة والدراية بالسوق.. ولكن أن تخترع حاويات بمواصفات غير مسبوقة، فذلك أمر يحتاج عادةً - بجانب الخبرة الطويلة - إلى رؤية ثاقبة وشجاعة على المخاطرة التجارية..

وهنا نرى شركة "السرعة الذهبية المتحدة"
فقد استطاعت تصميم حاوية هي الأولى من نوعها في العالم، ذات طابقين بغرف ومطبخ مكتمل ودورات مياه.. وبالمقدور نقلها بسهولة فهي تندمج في قطعة واحدة، ثم يرتفع الجزء الأعلى منها عند الحاجة بنظام هيدروليكي دقيق..


تقوم الشركة بصناعة الحاويات الثابتة أو المتحركة لكل الاستخدامات.. وتتميز منتجاتها بالجودة العالية والسعر المعقول، مما أدى إلى حصولها على عقود مهمة مثل عقد الهيئة العامة للدفاع المدني والاسعاف (الصورة أعلاه).. 

والمدهش أن هذه الشركة صغيرةٌ ناشئة، قام بتأسيسها المبدع نبهان الحسيني.. وكانت البداية منذ حوالي ثلاث سنوات.. حين كان نبهان يزور دولة الإمارات لدراسة مصانع الحاويات عن قرب.. حتى صنع يوما مجسّما من الحطب لحاوية مبتكرة وذلك بإلهام من البيت المتنقل للمثل ويل سميث! ثم بدأ بصناعة حاوية كاملة بنفسه في بيته! وبعدها قام نبهان بتجهيز ورشة مناسبة واستقدام وتدريب عمّال يساندونه..

والعجيب في الأمر أن نبهان لم يدرس الهندسة بالشكل التقليدي، ولكن إصراره وصبره ومهارته مكّنته من تعلّم هذه الصنعة بالممارسة والبحث.. ولم يثنيه عن هدفه تشكيك البعض في قدراته، فقد واجه ذلك بالجدية والمثابرة، فكان يعمل أكثر من 12 ساعة يوميا ويكافح لإنجاز أعماله بأعلى مستوى ممكن من الجودة.. 

بالإضافة إلى ذلك، فقد درس نبهان المشروع بجدية قبل الإقدام عليه، فقام بتحليل المنافسين ومنتجاتهم وأسعارهم، وقام بمخاطرات تجارية محسوبة لجس نبض السوق ومعرفة احتياجاته.. كما حرص دائما على توفير سيولة مالية آمنة وجاهزة..

ولا يقتصر إبداع نبهان على مشروع الحاويات.. فله خبرة تجارية ممتدة لحوالي 8 سنوات.. فلنبهان مشاريع أخرى كصناعة العربات بمواد مختلفة، وصناعات الفايبرجلاس، وإصلاح وسمكرة المركبات، وإعداد مجسّمات نموذجية، وصيانة المكيفات.. كما أنه كان له يوما مشروعا ناجحا لتربية الدجاج وتصديره..

وهذا التنوع في المشاريع التجارية يعود لخصائص فريدة في شخصية نبهان.. فله القدرة على تفكيك الاجهزة، وفهم نظام عملها، ثم إعادة صناعتها حتى باحجام ومواصفات مختلفة.. وهذا ديدنه منذ الصغر، فقد اخترع يوما منظارا لتقريب القمر ورؤية تفاصيل سطحه باستخدام مرايا حلاقة مقعّرة! وفي الثامنة من عمره، كافأته وزارة التراث القومي والثقافة على اكتشاف ذهب وفضة في احد الجبال يوم كان يمارس هوايته بجمع الاحجار! وفي سن الخامسة عشر، كان مولعا بتربية الصقور!

ولنبهان عقل نبيه نشط! لا يتوقف عن التفكير.. ومع إيمانه القوي بالله والمساندة اللامحدودة من والديه وزوجته، فإنه يبدو في طريقه لشق قمم أعلى من النجاح بإذن الله..

وهكذا ترى عزيزي صاحب الشركة الصغيرة، أنه لا حد لقدراتك إلا سقف طموحاتك.. وأنك تستطيع الوصول إلى أي هدف بالعزيمة والمثابرة.. كما ترى أهمية تعلّم الصنعة بجدّ والتعرف الدقيق على حاجة السوق حتى تستطيع تسويق منتجك بنجاح..

المراجع

taamulat.info

التصانيف

تطوير الذات   العلوم الاجتماعية   علم النّفس