البط من الطيور القديمة التي تدل حفرياتها على أنها عاشت قبل 80 مليون سنة في جميع أنحاء العالم، وتنتمي عائلة البط إلى رتبة الأوزيات التي تضم أكثر من 145 نوعا من الطيور المائية.وقد استأنس الإنسان منذ القدم هذه الطيور واستغلها كغذاء ومصدر لممارسة رياضة الصيد.يعيش البط في بيئات السباخ والبرك والمستنقعات والأنهار والمناطق الساحلية في البحار والمحيطات في جميع قارات العالم ما عدا القارة الجنوبية القطبية (أنتاركتيكا).ومعظم أنواع البط الذي يوجد في نصف الكرة الأرضية الشمالي يعيش ويهاجر في أسراب كبيرة وله المقدرة على الطيران بقوة لفترات ومسافات طويلة بين مناطق التكاثر أثناء فصل الصيف ومناطق تمضية فترة الشتاء في الأماكن المعتدلة. ويوجد عدد محدود من أنواع البط التي لا تهاجر وإنما تتجول بالقرب من مواطنها الأصلية.يحمي البط نفسه من تأثير الماء البارد بجعل ريشه غير منفذ للماء حيث يستخدم منقاره في تدليك الريش بزيت شمعي يستخرجه من غدة موجودة لديه عند قاعدة الذيل.وتتميز ذكور البط بألوان ريش زاهية؛ أما الإناث فهي بنية اللون مما يساعدها على الاختباء والتخفي في البيئة المحيطة لوضع البيض وتربية الصغار. يمضي البط معظم وقته في الماء مستخدماً أرجله كمجاديف للغطس والعوم. وهو رشيق فوق سطح الماء، وأقل رشاقة عند السير على الأرض. ويتراوح وزن البط البري بين كيلوجرام واحد و 2 كيلوجرام إلا أن بعض الأنواع تزن أقل من ربع كيلوجرام والبعض الآخر يزيد وزنه على الـ 2 كيلوجرام.غذاء البط:يتنوع طعام البط إلى حد كبير بين الغذاء النباتي والحيواني، حيث يعتمد ذلك على طبيعة حياة الطائر. فنجد أن البط السابح يتغذى على نباتات الأراضي الرطبة الضحلة وبذور الأعشاب والحشائش المائية وأوراق البردي والحشرات والحيوانات الصغيرة. ويشتمل غذاء البط الغاطس على جذور النباتات المائية والحبوب والقواقع والحشرات.أما بط الغابات فيتغذى على الجوز والثمار الصغيرة والحبوب والحشرات . وفي المياه المالحة يتغذى البط السابح على القواقع والقشريات وبلح البحر. وهناك بعض الطيور البحرية من البط تتغذى على الأسماك والسرطانات والقشريات والقواقع والرخويات وغيرها.للبط عادات عجيبة:من العادات المعروفة بين أنواع البط إسقاط ريشه كل عام. ويحدث ذلك في الذكور بعد تركها الإناث لاحتضان البيض. أما الإناث فيحدث معها بعد فراغها من حضانة البيض. ويتم في هذه العملية تخلص الطائر من ريشه القديم ليحل محله ريش جديد. وهى فترة حساسة في حياة الطائر حيث تعجز الطيور فيها عن الطيران وتكون عرضة لأخطار الحيوانات المفترسة .ومن العادات السنوية المعروفة في كثير من أنواع البط هجرته في فصل الخريف من أماكن التكاثر إلى مناطق تمضية الشتاء وكذلك العودة إلى نفس الأماكن في كل عام أثناء هجرة الربيع.بمجرد وصول الطيور واستقرارها في مواطنها الأصلية بعد هجرة العودة في الربيع يحدد الذكر منطقة نفوذ صغيرة ويسيطر عليها ويبعد عنها الذكور الأخرى؛ ثم تبدأ الأنثى في بناء العش الذي يكون عادة على الأرض، ونادراً ما يتواجد هذا العش على الأشجار أو على سطح الماء؛ ويختلف في شكله وحجمه باختلاف الأنواع. ويغطّى العش غالباً بالريش الصدري للأنثى.تضع الأنثى ما بين خمس إلى خمس عشرة بيضة، وتحتضنها مدة تتراوح بين ثلاثة أسابيع وشهر، وبمجرد احتضان الأنثى للبيض يتركها الذكر ليلحق بالذكور الأخرى. وتتطفل إناث بعض الأنواع على أعشاش البط الأخرى لتحتضن لها بيضها حتى الفقس وتقوم بالاعتناء بالفراخ الصغيرة؛ ومنها البط الأمريكي أحمر الرأس.تستطيع فراخ البط العدو والسباحة قبل عمر يومين وتعتمد على نفسها في الحصول على الطعام. ويتكون معظم ريش الفراخ خلال الشهر الأول من العمر؛ وتتعلم الطيران في عمر يتراوح من خمسة إلى ثمانية أسابيع. ومع ذلك تبقي الأم صغارها مجتمعة خوفا من المفترسات مثل الطيور الجارحة والأسماك الكبيرة والسلاحف المائية وغيرها.يتجمع البط بعد انتهاء فترة الفقس ونمو الفراخ وإسقاط الريش ليشكل أسرابا كبيرة في البحيرات والبرك والمستنقعات استعدادا للهجرة. وهى عادة ما تطير في تشكيلات على شكل "7". وتستخدم الطيور في الغالب مناطق للراحة في الصيف والشتاء لا تغيرها كل عام.أربعة أنواع من البط انقرضت حديثا في أوروبا وأمريكا:البط السابح البلبول على الرغم من وفرة المعلومات المتعلقة بأنواع البط فإن أفراد أجناسها قريبة الشبه ويصعب التفريق بينها في كثير من الأحيان. لذلك يعمد علماء التصنيف في الوقت الحاضر لضم أنواع البط جميعا في عائلة واحدة هى العائلة البطية اعتمادا على أوجه الشبه الكبيرة بينها في التشريح والانتشار الجغرافي والعادات والسلوك. وبالإضافة إلى الأنواع الحية المعروفة في عائلة البط، تم توثيق أربعة أنواع منقرضة حديثا في أمريكا وأوروبا.تم تقسيم عائلة البط إلى نحو 32 جنساً ،تضم بعض الأجناس نوعا واحدا؛ وأكثر الأجناس أنواعا وانتشارا هى البط الغاطس، والبط السابح. ويعد البط الجاثم الأقرب شبها إلى التم والأوز من حيث الصفات الخارجية.تشمل مجموعة البط السابح البلبول، والكيش، والبُركة (الخضاري)، والويجون مدببة الذيل، والحذف أخضر الجناح، والحذف أزرق الجناح، والحذف البني الجناح، والبط البري أصلع الرأس، والبط المنزلي وغيرها. وتشترك هذه الطيور في كونها تعيش في المياه الضحلة ووجود بقع بيضاء على الجناح، وطريقة غذائها بمد أعناقها للحصول عليه من القاع.وهناك مجموعة البط الغاطس في المياه العذبة:التي تشمل البوشار (الحمراوي)، والنيروفي وغيرها. وهى تعوم تحت الماء وأجنحتها مضمومة وأرجلها بارزة على جانبي الجسم متجهة إلى الخلف؛ وتتميز هذه المجموعة بأن أفرادها تجرى على سطح الماء حتى ترتفع في الهواء.وتشمل مجموعة البط الجاثم بط الغابة، والماندرين وغيرها؛ وتتميز بألوان زاهية جدا. وتقضي معظم وقتها جاثمة بين الأشجار.وهناك مجموعة البط البحرية وتشمل:البلقشة، والعيدر، والكوتر، والبط طويل الذيل، والبط ذهبي العينين، والبط ذهبي الرأس وغيرها. وتتميز أفراد هذه المجموعة بمهارة عالية في الغطس تحت الماء لأعماق تصل إلى أكثر من 50 مترا كما في البط طويل الذيل. وينتج بط العيدر زغبا يستفاد منه كعازل للحرارة في الملبوسات الشتوية. والشهرمان بط كبير له مناقير قصيرة، تشبه الأنثى فيه الذكر في لون الريش، وهو يعيش في أوروبا وآسيا وإفريقيا.للبط أهمية اقتصادية وبيئية:لمّا كان البط من طيور الصيد المفضلة فقد لفت أنظار السائحين والمبدعين حول العالم؛ وتزايدت أهميته الاقتصادية والبيئية بمرور الوقت، إلا أن أعداده وأنواعه تدهورت كثيرا نتيجة للصيد التعسفي وتدمير مواطنه وإزالة مناطق تمضية فترة الشتاء. ولم تتوان كثير من الجهات في بذل الجهد والمال لتربيته حيث بدأ إنتاج سلالات داجنة منه قبل أكثر من مائة عام.ومعظم أنواع البط الداجن قد تطوّرت من أنواع البط السابح خاصة بط البُركة البرية الذي ينفرد بأهمية بيئية موثقة منذ عام 1914م، وهي كونه النوع القادر على إبادة الناموس، ففي تجربة بيئية فريدة أجريت عام 1914م، لدراسة تأثير كل من السمك الذهبي وبط البُركة على أعداد الناموس، أُقيم سدان على مجرى أحد الأنهار بغرض إنشاء بركة خلف كل منهما تحت نفس الظروف.وأُطلق في إحدى البركتين السمك الذهبي وفي الأخرى 20 بطة من بط البُركة . وبعد فترة قصيرة وجد أن بركة البط خالية تماما من الناموس؛ وأما البركة الثانية فقد وجدت بها أطوار مختلفة من الناموس. ولما أطلق البط فيها أباد تلك الأطوار كلية. ويدل ذلك على أن عدو الناموس الطبيعي الأول هو بط البركة؛ وبالتالي فله أهميته البيئية في المحافظة على الاتزان الطبيعي بين المكونات الحية للنظم البيئية.البط البكيني الأبيض ومن بين أنواع البط الداجن الأكثر شيوعا:البط البكيني الأبيض، والبط المسكوفي، والكامبل الكاكي، والعداء الهندي، والبوماريني، والكول الأبيض والرمادي، وبط الكايوجا، والبط الأبيض المتوج.وتتم تسمية معظم أنواع البط الداجن منسوبة إلى بلد الموطن الأصلي. ومتوسط وزن البط الداجن نحو أربعة كيلوجرامات. ويبلغ إنتاج الأنثى من البيض نحو 300 بيضة سنويا. وهناك كثير من أنواع البط التى أصبحت نادرة أو مهددة بالانقراض مثل بط الغابات الهندي، وبط الماندرين، وحذف مدغشقر، وحذف بايكال، والحذف البني، وبوشار باير، والبلقشة البرازيلية وغيرها.البط المسكوفي ويكون موسم صيد البط البري عادة أثناء فترة الهجرة بالإضافة إلى أماكن تمضية فترة الشتاء. ونظرا للإقبال المتزايد على صيد البط خلال العقود القليلة الماضية فقد سنت الحكومات النظم والقوانين التي تحميه في بعض مناطق انتشاره الجغرافي. وتوجد في الوقت الحاضر مناطق محمية وملاذات ومواقع تراثية كثيرة حول العالم تهتم بحماية الطيور المائية ومنها البط. وتوجد كذلك اتفاقية دولية وقعت عليها 122 دولة، هي اتفاقية (رامسار) لحماية الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية للطيور المائية خاصة. وتشمل الاتفاقية أكثر من 1031 موقعا محميا بمساحة تزيد عن 2ر78 مليون هكتار موزعة حول العالم.

المراجع

اراضينا

التصانيف

الانتاج الحيواني  الدواجن