يتبع نبات بنجر السكر العائلة الرمرامية، وهو يعتبر المحصول الثاني لإنتاج السكر بعد القصب في مصر والعالم، حيث يمثل السكر الناتج من البنجر حوالي 25% من السكر في مصر، و 40% من السكر المنتج في العالم وقد أدخلت الزراعة التجارية لبنجر السكر في مصر اعتبارًا من موسم 1981/ 1982، أي أنه لا يزال حديثًا على الزراعة المصرية. وبنجر السكر نبات ذو حولين ينتج في موسم النمو الأول الأوراق والجذور، وفي موسم النمو الثاني الأزهار والبذور، وسوف نتحدث هنا عن موسم النمو الأول بهدف إنتاج واستخراج السكر منها. يعتبر بنجر السكر من محاصيل المناطق المعتدلة بصفة عامة، ويجب الحذر من زراعته في المناطق شديدة البرودة، حيث يؤدي ذلك إلى حدوث ظاهرة التزهير الكاذب (ظهور شماريخ زهرية في موسم النمو الخضري تؤدي إلى خفض نسبة السكر وزيادة الألياف)، كما يجب الحذر أيضًا من زارعته في المناطق شديدة الحرارة، حيث يؤدي ذلك إلى انخفاض السكر عند الحصاد علاوة على إتاحة الفرصة للإصابات المرضية والحشرية. وتجود زراعة بنجر السكر في الفترة من منتصف سبتمبر حتى منتصف نوفمبر، كما يمكن زراعته اعتبارًا من شهر أغسطس (مع ضرورة مقاومة آفات البادرات وأهمها دودة ورق القطن) في شمال ووسط الدلتا، أما بالنسبة لمصر الوسطى في الفيوم وبني سويف والمنيا حيث ترتفع درجة الحرارة خلال الصيف – فلا تفضل الزراعة قبل شهر سبتمبر. وأفضل الأراضي لزراعة بنجر السكر هي الأراضي الطميية، كما تجود زراعته أيضًا في الأراضي الطينية الثقيلة شرط التحكم في عملية الري، وأيضًا الرملية الخفيفة بشرط توافر مياه الري، ولا تجود زراعته في الأراضي عالية القلوية عالية الملوحة، حيث إنه لا يتحمل نسبة من الملوحة التي قد تصل أحيانًا إلى 4000 – 6000 جزء في المليون إلا بعد الإنبات وعند وصول البادرات 4 – 6 ورقات حقيقية. ويزرع بنجر السكر في مصر كمحصول شتوي يتم تبادله كدورة مع القمح والشعير والفول والبرسيم ومحاصيل الخضر الشتوية. ويزرع البنجر في دورة ثلاثية في الأراضي القديمة والثقيلة، ورباعية في الأراضي الجديدة والرملية، بمعنى أنه لا يفضل زراعته في نفس قطعة الأرض إلا كل ثلاثة إلى أربعة أعوام، بهدف تلافي الإصابات المرضية والحشرية وخاصة النيماتودا. ونظرًا لأن بنجر السكر يزرع بالبذور؛ لذا يلزم الإعداد الجيد للتربة لإعداد مهد مناسب لإنبات البذور. وعلى ذلك يتم حرث الأرض 2 – 3 حرثات متعامدة، ثم تسوى التربة بدرجة جيدة ما أمكن، ويفضل تسويتها بالليزر إذا ما أتيحت الفرصة بعد ذلك يتم تخطيط الأرض بمعدل 14 خط في القصبتين بحيث يكون بين الخط والآخر 50 سم، وإذا تعذر يمكن التخطيط على مسافة 60 سم بني الخطوط، مع مراعاة تضييق المسافة بين الجور المنزرعة، ويراعى إضافة السماد الفوسفاتي أثناء تجهيز الأرض وقبل التخطيط وذلك بمعدل يتراوح من 15 – 45 وحدة فوسفور، أي من 2 – 6 شيكارة سوبر فوسفات 15%، وذلك حسب طبيعة التربة، حيث يضاف عدد 2 شيكارة للأراضي القديمة والثقيلة، 4 – 5 شيكارة للأراضي الجيرية، 6 شيكارة للأراضي الخفيفة والرملية. ويراعى أن يتم التخطيط في حالة زراعة بذور أصناف بنجر السكر عديدة الأجنة في جور، أما في حالة زراعة بذور الأصناف وحيدة الأجنة فيتم ذلك في سطور في أرض مسطحة تمت تسويتها جيدًا، وبعد الإنبات يتم إقامة الخطوط لسهولة إجراء عمليات العزيق والري.وتقاوي بنجر السكر عبارة عن كبسولة بداخلها البذور ويوجد منها نوعان:1- وحيد الأجنة: والكبسولة هنا بداخلها بذرة واحدة تنتج إذا زرعت نباتًا واحدًا، وهذا النوع من التقاوي يستخدم في كل دول العالم المنتجة للبنجر باستثناء مصر وبعض الدول العربية، ويزرع هذا النوع من التقاوي عادة بالميكنة.2- عديد الأجنة: والكبسولة بداخلها 3 – 5 بذور تنتج إذا زرعت 3 – 5 نباتات، وهذا النوع من التقاوي يزرع تجاريًا في مصر وتتم الزراعة يدويًا. وعادة ما توضع في الجورة الواحدة 3-4 بذور تنتج تقريبًا 10 – 15 نباتًا، يجب العناية جيدًا بخفها على نبات واحد في الجورة خلال 4 – 5 أسابيع من الزراعة.وتتم زراعة بنجر السكر في جور تبعد عن بعضها 17 – 20 سم أي يكون في المتر الطولي 5 – 6 نباتات في حالة ما إذا كانت المسافة بين الخطوط 50 سم، أما إذا كانت المسافة 60 سم فتكون الجور على بعد 15 – 17 سم، وذلك بهدف ضمان الحصول على أعلى كثافة نباتية عند الزراعة وأيضًا عند الحصاد، لإمكانية الحصول على أعلى محصول للجذور، لأن الكثافة النباتية هي العامل المحدد للمحصول. وعند الزراعة بالتقاوي وحيدة الأجنة فمن المعتاد في دول العالم أن تكون الزراعة بالآلة في سطور بينها 50سم، والمسافة بين البذور 15 – 17 سم. ومن الجدير بالذكر أنه توجد حاليًا آلات للزراعة على سطر أو سطرين تدفع باليد ولا تحتاج إلى جرار، ويناسب هذا النوع من الآلات الزراعية في مصر لصغر الحيازات (متوسط/ فدان)، ويمكن لهذه الآلة زراعة الفدان في ساعة ونصف إلى ساعتين. يتم الري بعد الزراعة مباشرة وبغزارة، مع تلافي وقوف المياه في بطن الخطوط أو السطور، وبعده بفترة 7 – 15 يومًا حسب نوع التربة وميعاد الزراعة يتم إجراء رية سريعة (على الحامي) هي رية المحاياة، يتم الري بعد ذلك خلال الموسم كل 10 – 15 يومًا في الأراضي الجديدة والرملية، وكل 15 – 25 يومًا في الأراضي القديمة والقلوية والطينية. يوقف الري قبل الحصاد بثلاثة أسابيع في الأراضي الثقيلة، أما في الأراضي الرملية والجيرية فيفضل إجراء رية قبل الحصاد بفترة 4 – 5 أيام لتسهيل الحصاد.وبصفة عامة يجب تلافي وقوف المياه في بطن الخطوط خاصة في الأراضي الثقيلة والأيام الحارة، حيث يؤدي ذلك إلى حدوث أمراض مختلفة مثل أمراض أعفان الجذور والذبول تبعًا لعمر النبات. بعد 2 – 3 أسابيع وبعد حدوث التكشف وظهور البادرات يمكن إجراء عملية الترقيع في حالة نقص نسبة الإنبات، بزراعة بذور من نفس الصنف المنزرع في الجور التي لم تنبت، وعند استعمال التقاوي في الترقيع يفضل نقعها في ماء فترة 12 – 24 ساعة قبل الزراعة، حيث يساعد ذلك على سرعة الإنبات، كما يمكن استعمال طريقة الأصص الورقية في الشتل، حيث يتم زراعة عدد من الأصص الورقية بالبذور عند زراعة الحقل (مع مراعاة أن تكون البذور من نفس الصنف المنزرع بالحقل)، وذلك في مواعيد الزراعة المبكرة بصفة خاصة شهر أغسطس حتى منتصف شهر سبتمبر، حيث يقل الإنبات بسبب دودة ورق القطن، على أن يكون المزارع على دراية تامة بطريقة زراعة الأصص الورقية واستخدامها في الشتل. كما يجب الحذر من إجراء عملية الشتل من نباتات تم خفها من الحقل، حيث إن زراعة هذه الشتلات يؤدي إلى إنتاج جذور متشعبة تزيد من نسبة الاستقطاع الطبيعي وتقلل نسبة السكروز.وتتم مكافحة الحشائش في الحقل عن طريق المكافحة الميكانيكية بصفة عامة، ففي المساحات الصغيرة تستعمل آلات صغيرة. (المناقير) للتخلص من الحشائش، أما في المساحات الكبيرة فيمكن استخدام جرار قوته 25 حصان يجر خلفه 4 – 6 أسلحة صغيرة للتخلص من الحشائش التي في باطن الخطوط، أما التي على ظهرها وقريبة من نباتات البنجر فيجب التخلص منها يدويًا وبحذر خوفًا على بادرات بنجر السكر، كما يمكن استخدام مبيدات الحشائئ الموصى بها.وبصفة عامة يحتاج بنكر السكر إلى ثلاث عزقات:الأولى: خربشة التربة وذلك بعد 3 – 4 أسابيع من الزراعة وفيها يتم إزالة الحشائش وإحداث ترديم بسيط حول البادرات.أما الثانية: فتتم قبل إجراء الخف بعد 4 – 6 أسابيع من الزراعة، حيث تزال الحشائش ويزداد الترديم حول النباتات.والثالثة: بعد 10 – 12 أسبوعًا من الزراعة وقبل تشابك أوراق نباتات بنجر السكر، وفي هذه العزقة يتم الترديم أكثر حول النباتات، وذلك بإضافة جزء من تراب الريشة البطالة إلى الريشة العمالة لتصبح النباتات في وسط الخط. وفي حالة الأراضي الجيرية – بصفة خاصة- حيث تتكون طبقة صماء على سطح التربة بعد الري تؤثر سلبًا على نمو البادرات – يجب خربشة سطح التربة حول البادرات من آن لآخر. وتعتبر عملية خف النباتات من أهم العمليات الزراعية التي تؤثر على المحصول، حيث يتم خف النباتات في الجور إلى نبات والتبكير في الخف قد يؤدي إلى ضياع أو فقد نباتات الجورة نظرًا لصغر حجمها وعدم التحكم فيها، كما أن التأخير في الخف يؤدي إلى كبر حجم الجذور وصعوبة الخف، مما يؤدي إلى نقص في المحصول. وعمومًا يجب أن يتم الخف بعد 30 – 45 يومًا من الزراعة حسب نوع التربة وميعاد الزراعة، ويمكن إجراء اخلف على مرتين؛ في الأولى يترك نباتان في الجورة وتزال بقية النباتات، وتجري هذه بعد 3 – 4 أسابيع من الزراعة. والثانية يترك فيها نبات واحد في الجورة وهذه تجري بعد أسبوعين من الخفة الأولى. كما يعتبر تسميد بنجر السكر من أهم العوامل التي تؤثر على المحصول كمًا ونوعًا؛ لذا لا ينصح بالإقلال أو الزيادة عن المعدلات الموصى بها، حيث إن الإقلال يؤدي إلى نقص في المحصول، والزيادة تؤدي إلى خفض نسبة السكر وارتفاع الشوائب. ويشتمل التسميد بصفة عامة على العناصر الكبرى كالأزوت والفوسفور والبوتاسيوم، وأيضًا العناصر الصغرى كالبورون والزنك والمنجنيز والحديد. والتسميد الآزوتي من العوامل المحددة لمحصول بنجر السكر، ويحتاج الفدان إلى 3-4 جوال يوريا 46.5%، أو إلى 4 – 6 جوال من سمات نترات الأمونيوم 33.5%، وذلك حسب نوع التربة، فالأراضي الطينية الخصبة تحتاج للكمية الأقل، بينما تحتاج الأرض الجديدة والرملية الفقيرة إلى الكمية الأكبر، ولا ينصح باستعمال ايوريا في الأراضي الجيرية. وتضاف نصف كمية الأزوت بعد الخف مباشرة، ويضاف النصف الآخر بعد شهر من الأولى، وذلك في الأراضي الطينية والجيرية. أما في الأراضي الرملية فيضاف السماد الآزوتي على أربعة دفعات؛ الأولى بعد الخف، ثم تضاف بقية الدفعات (دفعة مع كل ثاني رية نظرًا لتقارب فترات الري) وفي الأراضي الرملية والضعيفة ينصح بإضافة دفعة سماد آزوتي (جوال) مع الزراعة كدفعة تنشيطية. يضاف السماد الأزوتي تكبيشًا بجوار الجور وبعيدًا عن النباتات، مع الري عقب التسميد مباشرة. ولا يجب التأخير في إضافة السماد الأزوتي عن 90 يومًا من عمر النبات حتى يتأخر نضج المحصول ويقلل السكر. أما التسميد الفوسفاتي فيحتاج الفدان إلى 4 – 6 جوال 50 كجم من سماد السوبر فوسفات 15.5% تضاف أثناء الخدمة.ويجب الاهتمام بإضافة السماد الفوسفاتي بصفة خاصة في الأراضي الجديدة، مع مراعاة أن هذا النوع من الأراضي يحتاج لكمية أكبر (6 جوال/ فدان).وبالنسبة للتسميد البوتاسي يحتاج الفدان إلى 2 جوال من سماد سلفات البوتاسيوم 48%، تضاف أثناء الخدمة أو مع الدفعة الأولى من السماد الأزوتي. أما العناصر الصغرى فتضاف حسب احتياج النباتات لها، ويمكن إضافة 2 كجم بوراكس في الأراضي التي تعاني نقصًا في البورون تضاف أثناء تجهيز التربة، حيث إن نقص هذا العنصر يؤدي إلى ظاهرة القلب الأجوف في بنجر السكر، ويؤثر سلبًا على المحصول والسكر. وتضاف بقية العناصر الصغرى رشًا على الأوراق إذا ظهرت أعراض نقصها، وتضاف بالكميات الموصى بها حسب نوع العنصر. أما الحصاد فتيم بعد عمر 6.5 – 7 أشهر من الزراعة بعد ظهور علامات النضج على المحصول مثل إصفرار الأوراق وترهلها في الأصناف عديدة الأجنة، أما في الأصناف وحيدة الأجنة يمن أن تظل كمية كبيرة من الورق خضراء، حيث تربى هذه الأصناف لاستغلالها في تغذية الحيوانات عند الحصاد دون التأثير على السكر. ويتم الحصاد يدويًا بالفأس مع تلافي تجريح الجذور، أو يتم باستعمال المحراث البلدي أو بأسلحة خلف الجرار تمر في بطن الخط لخلخلتها وفي المساحات الكبيرة يتم الحصاد بمعدات خاصة لهذا الغرض كما هو مبين بالصورة، ثم تنتزع الجذور بواسطة العمالة اليدوية، وفي ذلك تقليل لتكاليف الحصاد وتوفير الوقت، مما يساعد على توريد المحصول بعد وقت قليل من الحصاد. ويراعى أن يتم تقليع الجذور من أي أتربة أو طين يعلق بها حتى لا تزيد من نسبة الاستقطاع الطبيعي. ويتم توريد المحصول إلى المصنع بعد الحصاد مباشرة، ويجب ألا يتأخر ذلك من 24 – 48 ساعة حسب حالة الجو. وإذا حدث فينصح بتغطية الجذور بالعروش الخضراء، وتبلل بالماء من حين لآخر. ويؤدي التأخير في التوريد إلى فقد من محصول السكر الناتج. ويمكن الاستفادة من العرش بعد قطعة من نباتات البنجر بحرثه في التربة، حيث يزيد من خصوبتها لارتفاع نسبة الأزوت فيه، أو يصنع سيلاج منفردًا أو مخلوطًا مع ما هو متاح لدى المزارع من مخلفات.

المراجع

اراضينا

التصانيف

المحاصيل  محاصيل سكريه