إن " النانو غذاء " أو nanofood تعبير يطلق على الغذاء الذى استعمل فى انتاجه او فى اى مرحلة من مراحل انتاجه تقنية النانو، وبعبارة اخرى " النانو غذاء " هو الغذاء الذى يتم استخدام تقنية النانو فى زراعته أو معالجته او تغليفه .

وحاليا يعتبر التغليف احد اكثر التطبيقات العملية لتقنية النانو حيث يتم فيها استعمال جسيمات النانو طين ( Nanoclay ) فى صنع اغلفة بلاستيكية قوية وخفيفة ومقاومة للحرارة بشكل كبير والاكثر أهمية أنها قادرة على منع اوكسجين وثانى اكسيد الكربون من الدخول وافساد الاطعمة، فقد أنتجت خطوط النانوتكنولوجى فى شركة " هونى ديل " مادة بلاستيكية لتعبئة الطعام تحتفظ به طازجا لمدة أطول، وذلك لانها لا تسمح لجزيئات الاكسجين بأن تخترقها فتفسد المعبأ بها من طعام .

أما شركة " أسبن أيروجليز " فقد أنتجت مادة جديدة باستخدام هذه التكنولوجيا العصرية، لها قدرة على العزل الحرارى تساوى ثمانية اضعاف قدرة أفضل مواد العزل المستخدمة حاليا فى حماية المأكولات من تأثير الحرارة عليها، فتصل الى المستهلك وهى فى أفضل حالاتها.

واما خبراء النانو تكنولوجى فى شركة " أوبل فريش " فقد طوروا مادة سيراميكية لها خاصية قوية مضادة للأكسدة، وصنعوا منها أداة صغيرة يمكن وضعها فى وعاء قلى الطعام، فتعطى الفوائد التالية : تقلل زمن القلى، وبالتالى توفر من كمية الوقود المستخدم فى اعداد الطعام، وتتفظ بزيت القلى صالحا للاستخدام لمدة أطول، وتتيح استخدام نفس الكمية من الزيت فى قلى أنواع مختلفة من الطعام ( لحوم وأسماك، مثلا ) دون ان يتأثر مذاق اى منهما بالآخر .

وسوف تزود السلع مستقبليلا ببطاقات تعريف صغيرة، مسجل عليها – باستخدام ترددات موجات الراديو – معلومات مختصرة عن المسار الذى اتخذته السلعة منذ انتاجها حتى وصولها الى يد المستهلك ؛ وبواسطة جهاز تحسس دقيق مصنوع بوسائل نانو تكنولوجية، تتاح هذه المعلوات للمستهلك قبل ان يضيف السلعة الى سلة المشتريات، فيعرف من ايه مزرعة جاءت شريحة اللحم التى اشتراها، بل من اى قطيع من المواشى.

وهل اعطيت البقرة التى اخذت منها الشريحة مضادات حيوية أو هورمونات أثناء تربيتها، أم لا ؛ ومعلوماتاخرى عن كيية الذبح، والزمن الذى استغرقته الشريحة لتصل الى ارفف السوق، وأساليب نقلها وحفظها .. الخ . والجدير بالذكر ان هذه البطاقات تستخدم الآن، فعلا، فى اليابان ؛ والمتوقع ان تعمل النانو تكنولوجى على تصغير حجم البطاقة وتحسين خواص استخدامها وتخفيضها ثمنها، كما سيكون بمقدورها الكشف عن سلامة السلعة الغذائية وخلوها من الميكروبات، كالأميبا والسالمونيللا.

وسيكون للنانوتكنولوجى شأن فى انتاج الطعام نفسه، وليس مواد التغليف والتعبئة فقط، بل ان التوقعات تقول ان صناعات المأكولات التى لن تعتمد على النانوتكنولوجى لن يكتب لها النجاح، ولن يقبل الناس على منتجاتها . وبحلول عام 2015 م، سنتغير النانوتكنولوجى أنظمة انتاج الطعام التقليدية على النحو الذى يجعل المنتجات رخيصة الثمن وآمنة، ويطيل زمن صلاحيتها للاستهلاك، ويقلل من كلفة الانتاج بنسب تتراوح بين 40 و 60 بالمائة.

والمعروف ان النانو تكنولوجى تتدخل، حاليا، فى انتاج بعض المواد المضافة الى الاطعمة، مثل الفيتامينات والمعادن ومكسبات النكهة، إضافة الى 180 من التطبيقات المستحدثة يجرى العمل على الخطوات النهائية لها، قبل ان تدخل مجال انتاج الاغذية . ويقدر اجمالى الأموال المستثمرة فى قطاع انتاج النانوطعام، بالوقت الراهن، بحوالى 7 مليارات دولار ؛ وينتظر لهذا الرقم ان يقفز الى اكثر من 20 مليار دولار فى العالم المقبل، حيث سيدخل الى هذا المجال عدد كبير من الشكات، يتركز معظمها فى الولايات المتحدة الأمريكية واليابان والصين.

ويمكن ايضا الاستفادة من تقنية النانو فى الكشف عن مدى صلاحية الغذاء وذلك بالكشف عن الجراثيم الضارة التى يمكن ان توجد فى الغذاء وذلك باستخدام تقنية فريدة تدعى " محسسات النانو nano – sensors " هذه محسسات النانو يمكن ان تكتشف الغازات التى تنبعث من الغذاء الفاسد، ومن تطبيقاتها انها توضع على التغليف او الغذاءكمراقب جودة فيعطى اشارة كتغير اللون لانذار المنتج أو المستهلك بفساد المنتج أو تلوثه، ومن مميزاتها انها رخيصة الثمن وسريعة النتيجة حيث يمكن بها منع وصول الاغذية الفاسدة والملوثة للأسواق المركزية.

وفيما يلى سوف نتعرف على نوعين من محسسات النانو الالكترونية التى تستخدم فى الكشف على جودة المنتج الغذائى، وهما الأنف الالكترونى واللسان الالكترونى، حيث ان لهما القدرة على كشف أسباب فساد الأغذية ومعرفة تلوث وتحلل الأطعمة.  


المراجع

alaraby.co.uk

التصانيف

تكنولوجيا   النانو   العلوم التطبيقية