حَلَمَ الزعيمُ
بأن ضيفاً زارهُ..
فأَهمَّهُ ما قد رأى
و أخافهُ..
فَاستنفرَ الفُهّامَ من أتباعهِ
فأتَوا،
يسيرُ بإثرهم عَرّافُهُ..
قالَ الزعيمُ
- وقد تبدَّى شاحباً فَزِعاً
تَنوءُ بحملها أقدامُهُ -:
من فَسّرَ الحُلُمَ سيصبحُ نائبيْ،
وأزيدهُ قرْباً،
وأُصلحُ حالَهُ
فأجابَ بعضُ القومِ:
ضَيفُكَ - سيّدي - مُلكٌ عظيمٌ
لا تُرى أطرافهُ
و أَجابَ بَعضٌ:
ضَيفُكُم - يا سيّدي - مالٌ وفيرٌ
ليسَ يَنفَدُ بعضُهُ
و أجابَ بعضٌ:
إن ضيفَ زعيمِنا شعبٌ ذليلٌ
في يديهِ قِيادهُ
وتبارزَ الأتباعُ في إرضائهِ..
والكلُّ في قُربِ الزعيمِ رجاؤهُ.
واستبشر المسكينُ بَعْدَ تردُّدٍ،
وتَغَيرَت مِن بعدِ همٍّ حالُهُ
لكنَّ شيخاً مطرقاً
لَم يُفتِهِ فيما رآهُ
أطارَ مِنهُ صوابَهُ..
فرنا إليهِ مُسائلاً مُستَفسِراً..
فتبسّمَ الشيخُ،
و أشرقَ ثَغرُهُ:
كم قَبْلَكُمْ - يا سيّدي - مِن ظالمٍ
آذى الوجودَ غرورهُ وضلالهُ،
ومضى يذيقُ الناسَ ألوانَ الأذى،
ويَسوقهمْ نحوَ الرّدَى جلاّدُهُ..
قد غَرَّهمْ في الأرضِ طولُ بقائهمْ،
ونَسُوا بأنّ الله يُمهِلُ عَبدهُ..
حتَّى إذا ناموا وأقبَلَ ضيفهم:
فَزِعُوا لضيفٍ
لا يَحُطُّ رحالَهُ..
إنْ كان يَسألُ سيّدي عن ضَيفِهِ:
ما الضيفُ إلاّ..
موتُهُ وهَلاكُهُ.
المراجع
alukah.net
التصانيف
شعر أدب