لا يكتمل الايمان ولا يصح الا اذا كان يقينا لا ريب فيه ، ولا تردُّد ، والسّبيل
الى اليقين يتمثل في إعمال العقل في آيات الله في القرآن والاكوان ، فآيات الله
الكونية تدل دلالة قاطعة على وجود الله ووحدانيته وإحاطته (علما ورعاية) بكلِّ شيء
، واليقين هو وحده ما يوصل الى المعاملة الصّادقة مع الله ، بالحُبِّ والإخبات
والتّوكل والعبادة ، قال تعالى في سورة الرّعد مبينا دور التّفكير في آيات الكون
في بناء الايمان اليقيني : " اللهُ الذي رَفَع
السّماوات بغيرِ عَمَدٍ تَرَونَهَا ثمَّ استَوى على العَرْشِ وسخَّر الشَّمسَ
والقمرَ كلٌّ يجري لأجلٍ مسمَّى يدبِّرُ الأمرَ يفصِّلُ الآياتِ لعلَّكم بلقاءِ
ربِّكم تُوقِنون " الرعد 2
ويقول الشاعر :
فواعجباً كيف يُعصى الالهُ وكيف يجحدُه الجاحدُ
وفي كلِّ شيءٍ له آيةٌ تدلُّ على أنَّه الواحدُ
والقصيدة مساهمة ادبية متواضعة في الدعوة الى التفكير الجاد في آيات الله الكونية
للفوز بحلاوة اليقين التي هي وحدها السعادة ولا سعادة بدونها على هذه الارض او في
يوم الدين.
أيـنَ الـتّـعـقُّلُ يا iiبشرْ؟
أيـن الـتَّفكُّرُ في الورى ii؟
أيـنَ الـمعارفُ iiوالحقائقُ
أمـا خُـلقتَ من الثَّرى ii؟
وهـل سـألـتَ ومن iiبَرَا
هـل في البطونِ مصانعٌ ii؟
هل استمعتَ إلى الجَوَى ii؟
مـن ذا الـذي مَـدَّ الحياهْ
وهـل نـظرتَ إلى iiالنَّباتْ
هـل فـي التُّراب مهندسٌ
أيـن الـمهندسُ iiوالمصانعُ
وهـل نـظرتَ إلى السَّماءْ
والـنَّجم يسبحُ في iiالفضاءْ
وهـل نـظرت إلى iiالبحارْ
حـيـثُ الـحـياة iiُبِزَخْمِها
وهـل شـكرتَ لمن iiزَجا
هـلِ اعـتبرتَ بمن مضى
أيـن الـلَّـذَاذَةُ والأسى ii؟
أيـن الـتَّـكبُّرُ والرِّياءْ ii؟
فـهـل جـلـستَ iiمُناجيا
الله يـقـبـلُ مـن iiدعـا
إنْ دُمْـتَ تـلـعبُ iiغافلا
إنَّ الـحـيـاةَ iiسـفـيـنةٌ
أيـن الـتَّـوقُّفُ يا تُرى ii؟
نـورُ الـيـقـيـنِ iiسعادةٌ
اسـألْـه هل ذاقَ iiالحلاوةَ
الـحـقُّ يُـبـهـرُ iiساطعا
الـعِـلْـمُ يَـهـدِي iiللهُدَى
|
|
أيـنَ الـتَّـاملُ والنَّظرْ ii؟
أيـنَ الـتَّـطـلُّع للعِبَر ؟
فـي الـطَّـبـيعةِ iiوالسِّيَرْ
فـهـل سألتَ ومن فَطَرْ ii؟
أنـثـى الخلائقِ والذَّكَرْ ii؟
أيـن الـوسـائلُ والأثرْ ii؟
الـقـلـبُ يَـخفِقُ لا iiيَقِرْ
يَرعَى الحُشاشةَ في العُمُرْ ii؟
بـالـزَّهر يَزهُو والثَّمَرْ ii؟
يـبني الحشائشَ والشَّجَرْ ii؟
والـوسـائـلُ والأثـر ii؟
الـشَّـمس تُبهرُ والقمرْ ii؟
يـقـفو مسارَه في حَذَرْ ii؟
حـيـثُ النَّفائسُ والدُّرَر ii؟ْ
تـحدُو العقولَ إلى الفِكَرْ ؟
بُـشرى النَّسائم والمَطَر ii؟ْ
مـن ثـابَ منهمْ أو كَفَر ii؟ْ
عُـمْـرٌ تَـهـافَتَ iiوانكَدَرْ
كـفـرٌ تـطـاولَ iiواندثَرْ
وقتَ الأصيلِ وفي السَّحَرْ ؟
والله يـعـذرُ مـن عَـثَرْ
احـذرْ مصيرُك في iiخَطَرْ
والـعـبـدُ يُبحِرُ في iiسَفَرْ
عـنـد الـجنائنِ أم سَقَر ؟ْ
راقـبْ فـؤادَكَ هل شَعَر iiْ
فـي الـعـبـادةِ iiوالـذِّكَرْ
أم قـد حُـرِمْتَ من البَصَرْ
والـعـقـلُ يَـدعُو iiللحَذَرْ
|