( إلى كل الذين طحنت رحى الغربة حشاشتهم )
لَـعِـبَ الـهُـيـامُ بمعزفي iiفتناغَمَتْ
فَـبِـمَـنْ سـأبـتـدئ العِناق َ مُقَبِّلا iiً
وبـأيِّ دار ٍ أسـتـريـحُ ... iiوكـلُّها
نـامَـتْ بـأحـداقـي زهورُ iiرياضِها
أهـلـوكِ أهـلـي يا ديارُ وإنْ iiمضتْ
أهـلـوكِ أهـلـي يـا ديارُ .. فماؤهمْ
لا ضـاحَـكَـتْـنـي ما حَيَيْتُ مَسَرَّة iiٌ
ويَـمَـسُّـنـي لـو مَسَّ هَودَجَ حُرَّة iiٍ
فـعـسـى يَـسـاري لا تقومُ شهيدة iiً
جـالـتْ ب" حـيِّ الـحيدريةِ" iiمُقلتي
إنْ كـان لـلـمـجـنـونِ في iiأشواقِهِ
مـن هـاهـنـا مَـرَّتْ عليَّ سَحابة iiٌ
وهـنـا اصْـطبَحتُ بضحكة ٍ قُزَحِيَّة iiٍ
لا زالَ مـن دهـر ٍ شـذا iiأنـفـاسِها
لا زلـتُ أذكـرُ رغـم َدهـر ٍ لـيلة iiً
زخَّـتْ.. وأطـلـقتِ الهديل َ حَمامة iiٌ
فَـهَـمَـسْـتُ في مكر ٍ: خذيني أيكة ً
فـاحْـمَـرَّ تُـفّـاحُ الخدودِ.. iiوداعَبَتْ
غـافـلـتُـهـا .. ولثمْتُ زنبقَ خَدِّها
فـتَـعَثَّرَتْ بيْ .. فارتبَكتُ .. iiوراعَني
فـاسْـتـودَعَـتْني من حريرِ ضفيرة iiٍ
يـا جَـمْـرُ : لا تـشمتْ لأنَّ حدائقي
لا زالَ خَـلـفَ دُجـى iiالخريفِوصَخرهِ
صِـنْـتُ الـكـثيرَ .. فهل أخونُ قليلهُ
زعَـمَـتْ مَـوائـدُ لـذَّة ٍ وحْـشِيَّة iiٍ
ولـسـوفَ أقطفُ من قريبِ iiغصونها
لـكـنـنـي والصّابُ خبزُ أحِبَّتي ii(1)
شَـبَّـتْ عـلـى ماء الجَبينِ iiأزاهري
أحْـسـو اللهيـبَ الـمُـرَّ مُبْتَرِدا iiبما
جـيـلانِ فـي الأشواقِ .. دون iiأحِبَّتي
يـا لـلحنينِ الصَّعبِ.. شختُ ولم iiيزلْ
أصبو ل" ليلى في العراق مريضة ٌ" (2)
والـشـاهـريـنَ على المَحَبَّةِ iiحِقدَهمْ
مـسـلـولـة ٌ " لـيلى " لِسُلِّ iiوئامِها
يـا لـلـحـنينِ الصَّعبِ.. لولا iiجَمْرُهُ
فـأحِـنُّ لـلـخـبـزِ الفطيرِ ورشفة iiٍ
وإلـى الـوجـاقِ الطينِ يُرقِصُ iiجمرَهُ
وغِـنـاءِ فـلاح ٍ .. وشـكوى عاشِق ٍ
وإلـى مُـشـاكـسَـةِ الخليلِ iiلرغبتي
لـولا اشـتـيـاقـي لـلـديار iiوأهلها
قُـبَـلُ الـلـقـاءِ ولـوعَة ُ iiالتِّغرابِ
أحـداقَـه ُ... وجـمـيـعُهمْ أحبابي ii؟
فـاءتْ عـلـيَّ بـأعْـذبِ الأطيابِ ii؟
وتَـكـحَّـلـتْ بـتُـرابِـهـا iiأهدابي
بـسـفـيـنـتي عنهم ضِفافُ iiسَرابِ
خـمـري .. وصِـدقُ ودادِهم iiأكوابي
لـو كـنـتُ أنـسـى ليلة ً iiأصحابي
فـي آخـرِ الـدنـيـا رذاذ ُ iiمَـصابِ
وعـسـى يـمـيـني تزدهي iiبكتابي
وتـنـصَّـتَـتْ لـحـفيفِها iiأعصابي
سَـبَـبٌ ولا لـوم ٌ فـلـيْ أسْـبابي :
يـومـا ً فـطـرَّزَتِ الـورودُ iiيَـبابي
وهـنـا اغْـتَـبَقْتُ بسلسبيلِ iiرضابِ
بـفـمـي يُـبَـلِّـلُ بـالندى iiأعْشابي
شـتـويَّـة ً مـزحـومـة ً iiبِـسَحابِ
ورقـاءُ بـيـن خـمـيـلـةِ iiاللبلابِ
لِـهَـديـلـكِ الـمِـغناجِ فهو iiطِلابي
بـمـيـاسِـمِ الـشفتينِ طرْفَ iiحِجابِ
وهـمَـمْـتُ بـالأخرى لأطفئَ ما iiبيْ
خـطـوٌ .. ونـظـرة ُ عابر ٍ iiمُرتابِ
خُـصَـلا ً.. ومنديلا ً.. وزهرَ iiروابي
يَـبُـسَـتْ وقـد أبلى الزمانُ ثِيابي ii
بُـسْـتـانُ أقـمـار ٍ.. ونـهرُ iiشَبابِ
عـمـري .. فـأبْـدِلُ لعنة ً بثوابِ ii؟
أنـي أضَـعـتُ غـدي بـعِشْقِ تُرابِ
وردا ً .. وأصـنـافـا ً مـن iiالأعنابِ
لـسْـتُ الـذي يـجفو مُضاغ iiَالصّابِ
وعـلـى الـنـدى لا رغـوةِ iiالأنخابِ
فـي الـقـلبِ من سعي ٍ لحسْنِ iiمَثابِ
لـيـلـي .. ولا طرَقَ الضُّحى iiأبوابي
طـفـلا ً عَـنـيدَ الطبعِ ليس يُحابي ii |
تـشـكـو لـصوصَ الخبزِ iiوالأرطابِ
والـمـؤمـنـيـن ب "جَنَّةِ iiالإرهابِ"
لا سُـلِّ أضـلاع ٍ وقـيـحِ إهابِ ii(3)
مـا نـالـتِ الأيـامُ مـن iiأحـطـابي
مـن جـدول ٍ يـغـفو بحُضنِ هضابِ
غَـنَـجُ " الـدِلالِ " بـقـهوةِ iiالتِرحابِ
وحِـداءِ رعـيـان ٍ .. وعـزفِ رَبابِ
مـن نـهـرهِ الـصّـافي بكأسِ iiعِتابِ
مـا كـان مـذبـوحَ الـسطورِ iiكتابي
(1) الصاب : نبت زهري شديد المرارة
(2) إشارة إلى بيت قيس بن الملوح :
يقولون ليلى في العراق مريضة
فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
(3) الإهاب : الجلد لم يُدبغ بعد
المراجع
odabasham.net
التصانيف
شعر أدب مجتمع
|