يخلد تاريخ 20 غشت بالمغرب ذكرى جهاد الوطنيين الصادقين إلى جانب الملك الشرعي
للبلاد ضد المحتل الفرنسي الغاشم، وفي إحياء تلك الذكرى واستحضار أحداثها دروس وعبر
لعلنا اليوم في أمس الحاجة إليها
تَـدَفَّـقَ الـشـعـر إصـباحا iiيلبِّينا
لـبـى وأشـجـانـنا شتى iiولوعتنا
تـدفـق الشعر من نجم يضيء iiوكم
وكـل قـلـب لـه نـور iiيـصاحبه
سـرنـا وأوطـانـنا أرخت iiدياجيها
جـاس الـمـعمر حول الدار iiيرقبها
قـد جاس والأرض من أبنائها iiوجلت
فـأصـبحت وشجون الأمس iiتغرقنا
كـل يـفـيـض بـآلام iiتـعـذبـه
كـأنـمـا الـلـيل يطوي كل iiبادية
نـادتـه أفـئـدة حـرى iiفـأنظرها
ويـومـهـا أدركـت مـا شان أمتها
وأدركـت مـا لـهذا الشعب من iiقيم
نـفـتـه أيـدي جـناة لم تزل iiيدهم
نـفـتـه والحزن يستولي على مهج
ولـيـلـة أبصروا في البدر iiصورته
أصـاب مـنا شغاف القلب iiفارتفعت
لـو لـم يـكـن حـانـيا برا iiبأمته
ضـحـى فأحيى نفوسا وانبرت همم
هـو ابـن يـوسف ما قلب iiبمحتمل
فـاض الـحنين فلبانا الأسى iiورمت
وزلـزل الـحـادث المر النفوس iiفلم
أنـسـتـكـين وفينا غاصب iiعبثت
أم كـيف نهنأ إن خانوا العهود iiسدى
أزروا بـأبـطـالنا حتى جرى دمهم
ضـقـنـا بـه وبـأفـكار له iiنفثت
الـحـق يـشـهـد لـم نسلم iiمقالدنا
كـان الـزمـان لـنا لا شر iiيصرفنا
سـرنـا ووازعـنـا حـب ووجهتنا
هـيـهـات نـترك حامينا iiوعاهلنا
هـو الـرجـاء الذي زكى ضمائرنا
لـمـا تـرقرق منا الدمع iiوانفطرت
لـبـى الـنـداء فـأحيانا وما لبثت
حـتـى إذا عـزمت أرواحنا iiوسمت
تـحـركت ثورة الشعب التي iiرفعت
ويـا لـهـا ساعت إذ عاد iiفاجتمعت
كـأنـمـا هـتـفت أرواحنا iiوشدت
مـن درج طـائـرة ألـقـى iiتحيته
جـرى فـأنـطـق آمـالا iiوأفـئدة
يـا ويـح شـعريَ مهما كان من iiكلم
بـالأمـس بتنا على ذكراه في iiحزن
وفاضت الأرض شكرا لا انقضاء iiله
ألـقـى عـلـيـها جمالا فاترا iiوسنا
فـأصـبـحـت والعلا زاه iiيراودها
دعـا لـنـا وقـلوب الناس iiصافية
راحـوا وراح زمـان كـان iiيجمعنا
لـولا الـشـبـاب وأيـد منه iiداعمة
والصدق إن ضاع والأخلاق إن ذهبت
هـذا الـذي جنت الأوطان iiفافترقت
كـيـف الـحـيـاة وأيـدينا مصفدة
لـولا الـشباب لعز الخير iiوانطفأت
اللهَ فــي وطـن حـر iiتـعـذبـه
مـرت عـلـيه صروف لا مرد iiلها
هـي الـقـلـوب إذا ضحت iiبمبدئها
لـولا الـشباب وعزم منه ما iiسعدت
هـو الـحـياة وإن ضن الزمان iiبها
هـو الـحـياة تذود اليوم عن iiوطن
مـا إن دعـونـاهُ حتى فاض يحيينا
ومـا لـحـاضـرنـا شأن iiكماضينا
أضـاء مـن خـافق ذاق الأسى iiفينا
فـلا يـخـاف مـن الأيـام iiتـلوينا
فـلـم تـزل بـالأسـى سودا iiليالينا
وكـانـت الـنفس لا ترضى به iiدينا
لا يـمـلـكـون لـها نصرا وتمكينا
وعـاصـفـات احتلال اليوم iiتضنينا
ويـذرف الـدمـع مدرارا iiفيضوينا
ويـسـتـجـيب لقاص كاد iiيقصينا
غـوايـة مـثـلـمـا نادت iiشياطينا
وكـيـف يـدعى لأخذ العهد iiشانينا
وحـبـه لـلـذي أحـيـى iiالملايينا
تـعـيـث في الأرض إفسادا iiوتنفينا
نـالـت مـن العرش ميثاق iiالوفيينا
فـأقـبـلـوا وجـميع الشعب iiباكينا
مـحـبـة وسـمـت روح iiتـزكينا
كـفـتـه تـضـحية بالعرش iiتفدينا
نـحـو الـنـضـال بـإيمان iiملبينا
بـعـاده أو شـعـور زاده iiلـيـنـا
أيـدي الـنوى كل قلب فانكوى حينا
تـلـبـث تـهيج على القوم المعادينا
يـداه فـي أرضـنا غدرا ويردينا ii؟
وكـيـف نـهـدأ إن شـانوا iiمعانينا
ومـن أبـوا ظـلمه أضحوا iiمساجينا
فـيـنـا الـسـموم وألقت ما iiبأيدينا
لـغـاصـب الأرض أو نترك أمانينا
عـن الـوفـاء ولا أوزار iiتـثـنينا
حـق ولَـلْـحَـقُّ بـاد لـلـمحبينا
روح الـفـدا ونـعادي الحق iiوالدينا
وأيـقـظ الأرض يـحـييها iiفتحيينا
أكـبـادنـا فـرقـا جـئـناه iiناجينا
تـواجـه الـضـيـم إيـمانا iiمبادينا
وأحـدث الـغـدر جرحا غائرا iiفينا
لـواءهـا الـحـق واجـتثت مآسينا
لـه الـقـلـوب ويـوم ازداد iiتمكينا
بـلـوعـة الـشوق والبشرى iiتسلينا
وفـي الـنـفـوس لـه حب iiيداوينا
قـدعـانـت الحزن من شجو iiأفانينا
تـقـاصـر الـشعر إيضاحا وتبيينا
والـيـوم سـالـت دموع من iiمآقينا
كـالـغـيث يهمي ونبع الخير iiيسقينا
يـطوي دجى الأمس مما كان iiيشقينا
عـن نـفـسه والمنى يحيي iiنواحينا
يـرددون بـمـلء الـصـوت iiآمينا
مـؤلـفـا بـيـن قـاصينا iiودانينا
مـا كـان عـز ولا نـصـر iiينجينا
لـم يـبـق شـيء من الدنيا iiيواسينا
ومـزقـت وتـداعـت مـن iiأعادينا
وزفـرة فـي صـميم الروح iiتشجينا
مـشـاعـل الـنور وانجابت iiأمانينا
أيـدي جـنـاة فـتـبـكيه iiويبكينا
وأثـقـلـت أزمـة الماضي iiميادينا
جـفـت مـن الروح لا معنى iiيغذينا
فـيـنـا الـحـياة ولا شيدت iiمبانينا
وإن تَـبَـدَّتْ شـجـون منه تطوينا
يـرعـاه عـهـد جـديد بات iiيحيينا
من ديوان "أزمة المعاني" للأستاذ محمد ياسين العشاب، ص: 46 وما بعدها
المراجع
odabasham.net
التصانيف
شعر أدب
|