تضافرت مجموعة من العوامل الطبيعية والبشرية في الاخلال بالتوازن الطبيعي للنظام البيئي في الاردن   فاصبح هواء المدن خانقا   وتزايد العجز في الموازنة المائية   واتسع نطاق التصحر  و تسارع الزحف الصحراوي و اخذت الغابات تحتضر   وظهرت النفايات الصلبة في المدن الاردنية   واختفت بعض الانواع النباتية والحيوانية.

وظهرت كثير من مؤشرات التدهور البيئي الى ان اصبحت بعض مظاهرها واضحة عبر عن آثارها السلبية المواطنون بالشكوى والتذمر   مما دفع الحكومات الاردنية المتعاقبة ان تضع التحديات البيئية ضمن اولوياتها والحفاظ على البيئة   فانشات المؤسسة العامة لحماية الطبيعة التي اصبحت فيما بعد وزارة البيئة   ووضعت الاستراتيجية الوطنية لحماية البيئة. ومن ابرز المشكلات التي تواجه الدولة الاردنية في هذا المجال التلوث الجوي تلوث الهواء   والعجز المائي   والتصحر   والغابات   وتلوث التربة.

ويعد تلوث الهواء مشكلة كبيرة في الاردن وقد ادت مجموعة من العوامل الطبيعية الى هذا التلوث   ومنها التصحر   والجفاف   والنشاطات البشرية مثل الصناعات الاستخراجية كصناعة الاسمنت   والفوسفات   والاسمدة   وبعض المجمعات الصناعية داخل المدن الاردنية   وانتشار مكبات النفايات   وتزايد اعداد السيارات   ومخرجات مصفاة البترول ومحطات التنقية وغيرها.

وتفاقمت هذه المشكلة حتى اصبحت تحديا بيئيا يستوجب اتخاذ الاجراءات التي تحد من آثارها للحفاظ على البيئة  وتعمل على عدم تفاقمها مثل: زيادة الاهتمام بكفاءة الاحتراق الداخلي للمركبات   واستخدام وسائل تكنولوجية في المصانع لتخفيف انبعاث الغازات   وزيادة المساحات الخضراء   واتباع اساليب علمية متطورة للتخلص من النفايات مثل اسلوب الطمر الصحي   وتطوير نظام النقل للحد من الازدحام المروري   وانشاء المجمعات الصناعية بعيداً عن التجمعات السكنية وان امكن الوصول الى هذه الحلول فانه يمكن الاطمئنان بالحصول على امن بيئي اردني مقبول للحفاظ على الطبيعة.

اما فيما يتعلق بالامن المائي   وما تعانيه مسالة المياه في الاردن من مشاكل تحديات فالاردن من الدول الفقيرة في مصادرها المائية حتى اصبحت قضية شح المياه تلف بظلالها على الامن الوطني الاردني   ولها ابعاد داخلية وخارجية   وهما بعدان اساسيان.

اما البعد الخارجي فيتمثل في حصة الاردن من مياه نهر الاردن   اما البعد الداخلي فيتمثل في الاستراتيجية الوطنية للمياه   والتي تحتاج الى المزيد من الاهتمام.

ان الحديث عن سحب مياه الديسة او نهر الفرات   وتحلية مياه البحر وغيرها هو حل مستقبلي مطلوب   ولكن ما هو المطلوب الآن   المطلوب اتخاذ قرارات سريعة تتضمن حلولاً عملية للتعامل مع المياه المتوفرة تحت اليد حالياً لتلبية الاحتياجات المائية المختلفة. اما في مجال البعد الخارجي المتعلق بالمياه   فقد اعلن في معاهدة السلام ما بين الاردن واسرائيل على اعادة ما مقداره  50  مليون م3 من مياه نهر اليرموك سنوياً الى الاردن   الا انه ومع ذلك فان حصة الاردن من المياه تحاول اسرائيل اخضاعها لعوامل الطقس وغيره في الوقت الذي تعاني فيه الاردن من ازمة مائية خانقة   ولاول مرة نرى دولة ما تريد اخضاع اتفاقيات دولية الى ظروف الطقس وتقلباته   متجاهلة مقتضيات القانون الدولي الذي يحكم نصوص هذه الاتفاقيات.


المراجع

assawsana.com

التصانيف

الحلول والبدائل  بيئة  الحفاظ على البيئة   العلوم البحتة   العلوم التطبيقية