تـلك الخفافيشُ تجْفُو النّور مؤتلقا ... لـكنّها هـويتُ – يا بُؤسها – الغسقا
تـرجو مـن الـليُل أنْ تـمتدَّ سُجفتُهُ ... لـعـلّـهـا لا تــــرى نــــوراً ولا فــلـقـا
فـظـلمةُ الـليْلِ تُـخفي مـن بـوائقها ... ودفـقـةُ الـنـور تـجلُو لـلورى طـرقا
تـهفُو إلـى الـنومِ والـدنيا يهدهدُها ... نـورُ مـن الله يـجْلُو الـنّفْس والأفُقا
تـغطُّ فـي الـنّومِ والأكوانُ صادحةٌ ... مـن بْـهجة النُّورِ حقاً ليْس ذا نسقا
يـا مـشبهاً لـخفافيْش الدجى سفهاً ... هــــلاّ رأيــتــك لــلأنــوارٍ مـعـتـنقا
فـالـكونُ فــي يـقظةٍ تـشدُو بـلابلُه ... لـحْن الحياةِ تناجي النُّور لا الغسقا
مــا أبـهـجَ الـكـوْن والأنـوارُ تـغسلهُ ... مـن ظـلمة الـليل حـتّى لا ترى رنقا
هـيّـا فـشارك عـصافير الـرّبا فـرحاُ ... بـموكب الـنُّور وافـتح بـابك الـغلقا
وأنهضْ مع الفجْرِ إنَّ الفجْر يشهدهُ ... رتـل الـملائكِ زكّـوْا كـل مـنْ صدقا
فــمـا الــفـلاحُ بــنـومٍ عــن مـؤذّنـنا ... إنّ الـفـلاحَ لـمـنْ لـبّـى ومــنْ سـبقا
هـيّـا انـطـلقْ فـأذانُ الـفجْرِ يـرفعهُ ... داعٍ إلــى الله سـبـحان الــذي فـلقا
هـيّـا انـطـلقْ لـترى الأنـوارَ يـرسلُها ... ربُّ الـوجـودِ لـقـلبٍ بـالـتُّقى خـفقا
فـموكبُ الفجْرِ عُرسٌ ليْس يشْهدهُ ... إلا الـــذي جــعـل الأنـــوارَ مـعـتنقا
ومــا الـحـياةُ بــلا نـورٍ يـضيء لـنا ... درْبَ الـحياةِ ويـجْلُو الـهمّ والـرّهقا
مــــا الــنّـور إلا كــتـابُ الله أنــزلـهُ ... عـلى رسُـول الهُدى هدْياً لمنْ خلقا
لـمّـا قـبسْنا الـهُدى مـنْ آيـه صُـدُقاً ... صــرْنـا أســاتـذة الـدّنـيا ومُـنـطلقا
لـمًـا اتّـبـعْنا الـهُدى عـشنا غـطارفةً ... فــي ظـلّـهِ وتـعـالى مـجـدُنا سـمقا
وأرهــف الـدّهـرُ سـمْعيْه لـصرْختنا ... الله أكـبـرُ
| وعــدُ الله قــد صـدقـا
فـراية الـمجد أعـلاها الألى نصروا ... ديــن الإلــه وراح الـبـغيُ مـنسحقا
وأثـبـتـتْ كــتـبُ الـتّـاريخ عـزّتـهْمْ ... وظــل ذكـرُهـمْ عْـطـراً وقــد عـبـقا
وجـاء مـنْ بـعْدهمْ خـلفٌ أصـاغرةٌ ... قد ضيعُوا المجْد لمًا أصبحوا مزقا
وزالَ مـا كـانَ مـنْ مـجْدٍ ومنْ رَشدٍ ... كـمـا يـزولُ ومـيْضُ الـبرْقِ إذ بـرقا
لـمّـا زرعْـنا الـهُدى كـانَ الـعُلا ثـمراً ... وحـيْن بذرِ الهوى كانَ الجنىَ غرقا
قُـرآنكُمْ نـورُكُم يـا قـوم فـالتمسوا ... دربــاً إلـيـه فــإن الـلـيل قـدْ غـسقا
مـن يـقبس الـنور مـنْهُ ظلّ مُهْتدياً ... ومــنْ تـنـكّب عـنـهُ ضــل مـحـترقا
تلك الخفافيشُ تجْفُو النّور مؤتلقا=لكنّها هويتُ – يا بُؤسها – الغسقا
ترجو من الليُل أنْ تمتدَّ سُجفتُهُ=لعلّها لا ترى نوراً ولا فلقا
فظلمةُ الليْلِ تُخفي من بوائقها=ودفقةُ النور تجلُو للورى طرقا
تهفُو إلى النومِ والدنيا يهدهدُها=نورُ من الله يجْلُو النّفْس والأفُقا
تغطُّ في النّومِ والأكوانُ صادحةٌ=من بْهجة النُّورِ حقاً ليْس ذا نسقا
يا مشبهاً لخفافيْش الدجى سفهاً=هلاّ رأيتك للأنوارٍ معتنقا
فالكونُ في يقظةٍ تشدُو بلابلُه=لحْن الحياةِ تناجي النُّور لا الغسقا
ما أبهجَ الكوْن والأنوارُ تغسلهُ=من ظلمة الليل حتّى لا ترى رنقا
هيّا فشارك عصافير الرّبا فرحاُ=بموكب النُّور وافتح بابك الغلقا
وأنهضْ مع الفجْرِ إنَّ الفجْر يشهدهُ=رتل الملائكِ زكّوْا كل منْ صدقا
فما الفلاحُ بنومٍ عن مؤذّننا=إنّ الفلاحَ لمنْ لبّى ومنْ سبقا
هيّا انطلقْ فأذانُ الفجْرِ يرفعهُ=داعٍ إلى الله سبحان الذي فلقا
هيّا انطلقْ لترى الأنوارَ يرسلُها=ربُّ الوجودِ لقلبٍ بالتُّقى خفقا
فموكبُ الفجْرِ عُرسٌ ليْس يشْهدهُ=إلا الذي جعل الأنوارَ معتنقا
وما الحياةُ بلا نورٍ يضيء لنا=درْبَ الحياةِ ويجْلُو الهمّ والرّهقا
ما النّور إلا كتابُ الله أنزلهُ=على رسُول الهُدى هدْياً لمنْ خلقا
لمّا قبسْنا الهُدى منْ آيه صُدُقاً=صرْنا أساتذة الدّنيا ومُنطلقا
لمًا اتّبعْنا الهُدى عشنا غطارفةً=في ظلّهِ وتعالى مجدُنا سمقا
وأرهف الدّهرُ سمْعيْه لصرْختنا=الله أكبرُ | وعدُ الله قد صدقا
فراية المجد أعلاها الألى نصروا=دين الإله وراح البغيُ منسحقا
وأثبتتْ كتبُ التّاريخ عزّتهْمْ=وظل ذكرُهمْ عْطراً وقد عبقا
وجاء منْ بعْدهمْ خلفٌ أصاغرةٌ=قد ضيعُوا المجْد لمًا أصبحوا مزقا
وزالَ ما كانَ منْ مجْدٍ ومنْ رَشدٍ=كما يزولُ وميْضُ البرْقِ إذ برقا
لمّا زرعْنا الهُدى كانَ العُلا ثمراً=وحيْن بذرِ الهوى كانَ الجنىَ غرقا
قُرآنكُمْ نورُكُم يا قوم فالتمسوا=درباً إليه فإن الليل قدْ غسقا
من يقبس النور منْهُ ظلّ مُهْتدياً=ومنْ تنكّب عنهُ ضل محترقا
المراجع
odabasham.net
التصانيف
شعر أدب ملاحم شعرية مجتمع
| |