في الرُكنِ أجلسُ مَطْوياً عَلى نَفَسِي
لا أرى ظِلي على الجُدرانِ من أثر الظلام
ولا أفُقاً ظليلاً كي أمدد جثتي وأنام
لا فرقَ بينَ بدايةٍ ونهايةٍ أخرى
الريحُ تعزفُ آخر الألحانِ فوقَ ستائر هامتي...
متى يسمَعُ الموتى صراخَ النائمين
والريحُ قادمة
والموت الرحيـم
الركنُ مِن بَرْدٍ ومن جوعٍ ومِن قدرٍ غريب
تأبى الوحوشُ زيارتي...
لأعيشَ وحدي بينَ هواجِسِ الموتى
وللموتى سكـوتٌ واضحٌ جداً...
يأتي فلا يأتي إليَّ...
ينساني أغازِل نجمةً فوقَ السمـاء
على سوادِ الليل
أرسمها وأمحـوها ،
وترسمني فأكسـوها
بمنديل الحيـاة
  • أبقـى واقفاً في الركنِ
    أنتظـر الرفاق لكي يعودوا
    مِن حقولِ الغيبِ
    محملينَ بالأخبـار
    والأقـدار...
    لا فرقَ بينهمـا...
  •  
    الركنُ في فوضـى
    والرفاقُ ضائعونَ
    بكلِّ ركنٍ، ضائعون
    والموتُ يجهـل من نكون
    وما أكـون
    يمُرُّ كالظلِّ فوقَ الجدار القريبِ
    فيحسبني سراباً... ثم يمضي
    أنادي في المدى شيخاً جاء من مخيلتي
    فينهمِرُ الصدى مطراً عليَّ
  • في الرُكنِ أجلسُ مطوياً على نَفَسي
    وحدي أصارعُ نجمةً ظلَّت معي
    من أوَّل الليل
    فصرنا أصـدقاء...
    والأصدقاء حكاية أخـرى
    لا فرقَ بينَ صديقٍ حميمٍ
    وصديقٍ لدودٍ
    غير أني لا أحبُّ تسلسلَ الأحداث
    فإما أن تكونَ صديقاً حقيقياً وتمضي
    أو تتركِ الطعنات في قلبي وتبقى
    تعزفُ لحنَك الآتي على أشلاء روحي
    إنها الطلقاتُ مِن عدمٍ وراء الرُكنِ
    أو في الرُكنِ لا أدري
    سأبقى مُطرِقَ الرأسِ
    احتراماً للصداقة
  •  
    في الرُكن غاباتٌ أراها الآن... عالية
    وجنَّاتٌ ... وأنهـارٌ وحوريات
    في الركنِ هذا الضيِّق
    المسكون بالأوهام
    أرى وطناً جميـلاً في الخيام
    أرى أفقاً من الزيتونِ أعشقُهُ
    وعُرسُ صديقةٍ قُتِلت
    بفضلِ رصاصةٍ في القلبِ "طائشة"
    وزغرداتٍ للنساء...
    هُنا في الرُكن ساحات مِن الأحلام
    ((موسيقى))
    أطفالٌ يركضون هُنا وهنـاك
    لا حَرسٌ على الأبوابِ يختصرون لكَ الطريق
    ولا بنادق للجنودِ
    ولا جُنود ...
    كلّ شيء مُمتع
    كل شيء رائعٌ
    وأنا أشاهِدُ ما أرى
  • في الرُكنِ
    توقظني رصاصةُ عابثٍ
    مِن عُنفوانِ الحُلم...
    آخُذُ وقتي كي أمدد جثتي بينَ الزوايا
    الموتُ أقربُ يا صديقي
    فاغتنم صمتَ الرصاصةِ
    وانجُ بالموتِ الأكيـد ...
    واطوِ نفسَك إن استطعتَ...
    كالصفحـات
    في الركنِ وحدَكَ
    عارياً من أيِّ شيء
    والرصاصة طائشة

    المراجع

    diwanalarab

    التصانيف

    شعر  أدب