تتجه الحوث الحالية إلى استخدام الكائنات الدقيقة للقضاء على بعض أنواع التلوث الكيميائي خصوصا الناتج من استخدام مبيدات العشاب ومبيدات الحشرات التي تحتوي على عناصر الكلور والبروم وتتصف بثبات شديدة .

وتتشعب البحوث الحالية إلى اتجاهين رئيسيين :

يتلخص الاتجاه الأول في تربية نوع من الكائنات الدقيقة تستطيع ان تحلل هذه المركبات وتتغذي بها .

  • أما الاتجاه الثاني فهو يتجه ‘إلى استنباط أنواع أخري تستطيع ان تفكك هذه المركبات تحولها إلي مركبات غير ضارة .

وقد توصل العلماء إلى كائنات دقيقة من عائلة " سيدوموناس " pseudomonas . هذا النوع من الكائنات يستطيع القيام بعمليات الأكسدة والاختزال بواسطة الانزيمات . ومنها ما يقوم بتحويل المواد العضوية إلى مواد غير عضوية او غازات تنطلق إلى محيط البيئي مثل ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والنوشادر وفي جامعة كاليفورنيا تمكن الباحثون هناك من تحليل المبيد الحشري " باراثيون " عن طريق نوعين من الكائنات الدقيقة p . slutzeri , p . aeruginosa ومن المعروف ان المبيد الحشري " باراثيون " هو مبيد فوسفوري قوي ويعتبر من المبيدات شديدة التلوث للبيئة وفي عام 1980 تمكن باحثون آخرون من جامعة " الينوي " بالولايات المتحدة من تحضير مزرعة من البكتريا للقضاء علي المبيد . وبعد أيام قليلة تم تحلل مبيد الأعشاب 2 و 4 و 5 ثلاثي كلورو حمض فينوكسي حمض خليك وهو المبيد الذي يتفاعل في الجو منتجا الدايوكسين أخطر الملوثات العضوية .

إلا ان ميكانيكية هذا التحلل لم تحسم بعد ومن المعروف أن مثل هذه المركبات تتاكسد ببطء إليى مركب وسطي يؤدي في النهاية إلى غاز ثاني أكسيد الكربون وماء ويتصاعد منها غاز الكلور او كلوريد الهيدروجين . وتقع صعوبة نظام استعمال الطرائق البيولوجية في القضاء على التلوث بالمركبات الهالوجينية العضوية في استعمال أكثر من نوع من الكائنات الدقيقة مع سيطرة التامة على مثل هذه المزارع البكتيرية الضخمة عند استعمال صناعيا . ويتم تحليل المقادير الضئيلة من مبيدات الآفات بواسطة أجهزة بالغة التعقيد وباهظة التكاليف في قسم البيئة بمعهد الأبحاث العلمية بفيينا بالنمسا . حيث تستخدم هناك الأشعة السينية في تحليل التربة والماء والصخور . ويتم تتبع آثار التلوث التي قد تصل إلى جزء من بليون جزء . وهي دقة لمعرفة نسبة المركبات الكلور ونتية والمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق وتتجلي قدرة الطرق التكنولوجية المستحدثة في تحليل ورصد ثلاثين عنصرا في خمس دقائق أهمها تقدير نسبة التلوث في الماء . وتظهر نتيجة التحليل بعد دقيقة واحدة ثم ترسل بالفاكس . وهكذا يجند العلم كل ما يستجد من تكنولوجيا في خدمة البيئة .


المراجع

qu.edu.iq

التصانيف

الحلول والبدائل  بيئة  الحفاظ على البيئة   العلوم التطبيقية   العلوم البحتة