مع أن التربية البيئية ليست حديثة العهد ، بيد أنه منذ عهد قريب بدأ الإهتمام بدمج البيئة صراحة في عملية التعليم ، ولكن بإعطاء الأوليات والعناية بالمشكلات التي تتعلق بحماية الموارد الطبيعية والحياة النباتية والحيوانية ، او ما يتصل بهما من موضوعات .

إن الأهداف ، او الأسس ، أو المنطلقات للتربية البيئية ، عديدة ، وتشمل ما يلي :
بما ان المشكلات البيئية تتسم بالتعقيد ، فينبغي أن تواجه بمجالات المعرفة المختلفة . ويتعين النظر للمشكلات البيئية في سياقها المحلي ، أولا ، ومن ثم العالمي ، حتى يدرك الفرد حجم المشكلات ، ويقتنع بها وبخطورتها . فالتربية البيئية تكون أكثر تاثيرا في الأفراد عندما توضح لهم . والسلوك الظاهر للناس تجاه البيئة يعتمد على المعارف والقيم التي يمتلكونها .

وكان ميثاق بلغراد ، الذي تمخض عن الندوة الدولية التي عقدت في العاصمة اليوغسلافية في تشرين الأول/أكتوبر 1975 ، قد شرح غايات وأهداف التربية البيئية كونها تهدف الى تمكين الإنسان من فهم ما تتميز به البيئة من طبيعة معقدة نتيجة للتفاعل بين جوانبها البايولوجية والفيزيائية والإجتماعية والثقافية ولابد لها بالتالي من ان تزود الفرد والمجتمعات بالوسائل اللازمة لتفسير علاقة التكافل التي تربط بين هذه العناصر المختلفة في المكان والزمان بما يسهل توائمهم مع البيئة ويساعد على إستخدام موارد العالم بمزيد من التدبير والحيطة لتلبية إحتياجات الإنسان المختلفة في حاضره ومستقبله . وينبغي للتربية البيئية كذلك ان تسهم في خلق وعي وطني بأهمية البيئة لجهود التنمية ، كما ينبغي لها ان تساعد على إشراك الناس بجميع مستوياتهم وبطريقة مسؤولة وفاعلة في صياغة القرارات التي تنطوي على مساس بنوعية بيئتهم بمكوناتها المختلفة ، وفي مراقبة تنفيذها . . ولهذه الغاية ينبغي للتربية البيئية ان تتكفل بنشر المعلومات عن مشروعات إنمائية بديلة لا تترتب عليها اَثار ضارة بالبيئة ، الى جانب الدعوة الى إنتهاج طرائق للحياة تسمح بإرساء علاقات متناسقة معها .

ومن غايات التربية البيئية أيضا تكوين وعي واضح بالتكامل البيئي في عالمنا المعاصر حيث أنه يمكن ان تترتب على القرارات ، التي تتخذها البلدان المختلفة ، وعلى مناهج سلوكها ، اَثار على النطاق الدولي وثمة دور بالغ الأهمية للتربية البيئية من هذه الناحية يتمثل في تنمية روح المسؤولية والتضامن بين بلاد العالم ، بصرف النظر عن مستوى تقدم كل منها ، لتكون اساسا لنظام يكفل حماية البيئة البشرية وتطويرها وتحسينها .

ان بلوغ هذه الغايات إنما يفترض تكفل العملية التربوية بنشر معارف وقيم وكفايات عملية ومناهج سلوك من شأنها ان تساعد على فهم مشكلات البيئة وحلها فبالنسبة للمعارف يتعين على التعليم ان يوفر الوسائل اللازمة وبدرجات متفاوتة في تعميقها وخصوصياتها تبعا لتباين جماهير المتعلمين لإدراك وهم العلاقات القائمة بين مختلف العوامل البايولوجية والفيزيائية والإجتماعية والإقتصادية التي تتحكم بالبيئة من خلال اَثارها المتداخلة في الزمان والمكان . وإذ يقصد من هذه المعارف ان تسفر عن تطوير مناهج السلوك وأنشطة مؤاتية لحماية البيئة وتحسينها ، فمن الضروري ان يتم تحصيلها قدر الإمكان عن طريق وضع البيئات الخاصة موضع الملاحظة والدراسة والتجربة العلمية .

وفيما يتعلق بالقيم ينبغي للتربية البيئية ان تطور مواقف ملائمة لتحسين نوعية البيئة ، فلا سبيل الى إحداث تغيير حقيقي في سلوك الناس إتجاه البيئة إلا إذا أمكن لغالبية الأفراد في مجتمع معين ان يعتنقوا ، عن إرادة حرة ووعي ، قيم أكثر إيجابية ، تصبح أساسا لأنضباط ذاتي . ولهذه الغاية ينبغي للتربية البيئية ان تسعى الى توضيح وتنسيق ما لدى الأفراد والمجتمعات من إهتمامات وقيم أخلاقية وجمالية وإقتصادية بقدر ما لها من تأثير على البيئة أما عن الكفايات العملية ، فان الهدف هو تزويد كافة أفراد المجتمع ، أي مجتمع ، بمجموعة بالغة التنوع من الكفايات العلمية والتقنية ، تسمح بإجراء أنشطة رشيدة في مجال البيئة ، وذلك عن طريق الإستعانة بأساليب متعددة ، تتفاوت في درجة تعقيدها .

والمقصود بوجه عام هو إتاحة الفرصة في كافة مراحل التعليم المدرسي وغير المدرسي لأكتساب الكفايات اللازمة للحصول على المعارف التي تتوافر في البيئة ، والتي تسمح بالمشاركة في إعداد حلول قابلة للتطبيق على المشكلات الخاصة بالبيئة وتحليلها وتقييمها ، ذلك لأن القيام بصورة مباشرة ومحدودة بأنشطة ترمي الى حماية البيئة وتحسينها هو خير وسيلة لتنمية هذه الكفايات . وتشكل هذه الأهداف كلها عملية تربوية موحدة ، حيث لا طائل يرجى من أنشطة تربوية ترمي الى تحقيق أهداف معينة بصورة مشتتة ، وجزئية . ولا يجدي ذلك كثيرا في تطوير نهج جديد شامل تجاه البيئة .

يشير د . غازي أبو شقراء الى أن أهداف التربية البيئية حددت بما يلي :

  • تعزيز الوعي والإهتمام بترابط المسائل الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والبيئية ( الإيكولوجية ) في المناطق المدينية والريفية .
  • إتاحة الفرص لكل شخص لإكتساب المعرفة والقيم والمواقف وروح الإلتزام والمهارات الضرورية لحماية البيئة وتحسينها .
  • خلق أنماط جديدة من السلوك تجاه البيئة لدى الأفراد والجماعات والمجتمع ككل .

المراجع

uobabylon.edu.iq

التصانيف

الحلول والبدائل  بيئة  الحفاظ على البيئة   العلوم البحتة