السبت, 28 جمادى الأولى 1446هـ الموافق السبت, 30 تشرين الثاني 2024

زَمَنُ العجائبِ والغَرائِب والهمومْ
زمنُ المرارة ِ والبشاعةِ والغُمومْ

زمن الأراذلِ والرذائلِ والهَوى
زمن العَواصِفِ والقَواصِفِ والغُيومْ

زمن المعاصي والذنوبِ جميعِها 
قَدْ قَلَّ مَنْ يَنْهى ويَغْضَبُ أو يلومْ

زمن الجرائمِ والمجازرِ والأسى
هذي وسائِلُ كُلِّ مُحْتَلٍ غَشومْ

زمن الهزائم والخيانةِ جَهْرةً
ذُلٌ يُخَيِّمُ في البلادِ على العُمومْ

زمن الركونِ إلى العدو نذالَةً
مَنْ صاحبَ الأفْعى سَتَقْتُلُهُ السُّمومْ

زمن القيامة فيه مِنْ أشْراطِها
أمْرُ القيامةِ للعليمِ متى تَقومْ

يا عالماً فينا وفي أحْوالِنا
هَمٌّ عظيمٌ لَمْ يُزِلْهُ سوى العظيمْ

يا رَبِّ أنْتَ ملاذُنا ومُرادُنا 
وقُلوبُنا مَلأى بِحُبِّكَ يا حليمْ

رَبّاهُ حالُ المسلمين مُرَوِّعٌ 
يبدو عليلَ الجسم تُثْخِنُهُ الكُلومْ

هومُظْلِمٌ بَلْ في الحضيضِ مَقامُهُ
قد كان نجماً عالياً فَوْقَ النجومْ

في أرضِ إسراءِ الحبيبِ مذابِحٌ 
في كُلِّ يَوْمٍ موطني بدمٍ يعومْ

فَبَنادِقُ المحتلِّ تَحْصُدُ شعبَنا 
والعُرْبُ خُرْسٌ مِثْلُ شيطانٍ رجيمْ

حكامنا مَعَ علمهم بعنائنا 
قسما أصَمُّ من النعامة والظليم

لم تَلْقَ مِنْهُمْ نخوةً وشهامَةً
لا لَيْسَ فيهِمْ مِنْ رشيدٍ أوْ كريم

هُمْ والشعوبُ كأنَّهُمْ اعداؤهُمْ 
أما العَدوّ حليفُهُمْ بَلْ والنديمْ

فجرائمُ الأعرابِ مِنْ حُكّامِنا 
تربو قساوةَ ظُلْمِ مُحْتلٍ لئيمْ

حُكّامُنا نارٌ لِكُلِّ مُبَلِّغٍ
القتلُ والتنكيلُ كَيْ يَبْقى زعيمْ

يتفاخَرُ الحكامُ إن سَفَكوا دماً
مِنْ مسلم يبغي الصراطَ المستقيمْ

قَدْ ألصقوا الإرهابَ في إسلامِنا
وحقيقةُ الإرهاب في الحُكْمِ السقيمْ

في كل أرْضٍ للعروبَةِ قصة ٌ
تخطيطُ غَرْبٍ أو يهوديِّ ظَلومْ

في كُلِّ أرْض الله فينا نَكْبَةٌ
دمويةٌ تحكي عَنْ الكيْدِ الأليمْ

هذي المجازرُ شوهدتْ في عالمٍ
قد سانَدَ الإرْهابَ أو غَصْبَ الحريمْ

هُمْ يَدَّعون حضارَةً خَدّاعَةً
ترعى الحقوقَ وما لَهُمْ قَلْبٌ سليمْ

ظلموكَ يا ديني وقالوا مُرْهِبٌ
عجباً فكيفَ يَذُمُّ ذا الحسنِ الدميمْ


إسألِ عن الإسلامِ أوْ عَنْ حُكْمِهِ
ما أرْحَمَ الإسلامَ كالأمّ الرؤومْ

العدلُ والإنْصافُ مِنْ أحْكامهِِ
مَنْ ذَمَّ دين َالحقّ كَذّابٌ زنيمْ

الدين حقا كالربيعِ إذا أتى 
إنْ غابَ زالَتْ كُلُّ آثارِ النعيمْ

الدينُ للكونِ الكبيرِ مُعَمِّرٌ
إنْ غابَ أضْحى الكَوْنُ بوراً أو عقيمْ

الدين خَيْرٌ كُلَّهُ وتراحُمٌ 
بغيابِهِ فالخيرُ في الدنيا عديمْ

الدين ماءٌ أو هواء ٌللورى
بغيابِهِ فالموتُ يأتي أو يَحومْ

فالظلمُ والإرهابُ في فُقدانِهِ
إنْ غابَ هذا الدينُ فالبَلْوى تَدومْ

فالعَيْبُ فيهم ليس في إسلامِنا 
عَرَبٌ وغَرْبٌ أو يَهودِي ذميمْ

أحْبابَنا فَتَأهَّبوا لجهادِهِمْ 
إنَّ الجهادَ مُكَرَّمٌ عِنْدَ الكريمْ

يَغْزو الأعادِي جَمْعَنا في دارِنا
فمتى سنبدَأُ نَحْنُ في شَنِّ الهُجومْ

ترجو انتصاراً والذنوبُ كثيرَةٌ 
تُبْ نادماً يَرْحَمْكَ رحمنٌ رحيمْ

كُنْ ناصراً لله وانْصُرْ شَرْعَهُ
كي ترجِعَ الأمجادُ كانت مِنْ قديمْ

إنْ لَمْ تقوموا أو تكونوا جُنْدَهُ 
يَخْتَرْ إلهي غيرَكُمْ حتى يقومْ

يا إخْوَتي لا تَيْأسوا بَلْ أبْشروا
بالنصرِ لكن عِلْمُهُ عِنْدَ العليمْ

تلك العواصِفُ سَوْفَ تهدأ فَتْرَةً 
لا بُدَّ يوماً فيه تَنْقَشِعُ الغيومْ

زمن المرارةِ سَوف يذهبُ مُرُّهُ 
في لحظةٍ ويعودُ في أحْلى الطُّعومْ

زمن المجازِرِ سوف يوقَفُ نَزْفُهُ
صبراً قليلاً يَنْجَلي الليلُ البهيمْ

صبراً قليلاً للطغاةِ نهايَةٌ 
ظَلماءُ في الدنيا وفي الأخْرى الجحيمْ

بُشْرى لَكُمْ يا مسلمينَ سعادَةٌ 
العِزُّ في الدنيا وفي الأخرى النعيمْ

 


المراجع

qasidah.com

التصانيف

شعر  أدب  ملاحم شعرية  مجتمع