أول محطة شحن للسيارات الكهربائية تعمل بالطاقة الشمسية في الأردن

بهدف دعم وتطوير ما يعرف بـ "الاقتصاد الأخضر" والتخفيف من آثار التغير المناخي والمحافظة على البيئة، قام الأردن بتطوير أول محطة شحن كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية وافتتحت المحطة في مدينة الحسن العلمية.


مع بدء التجارب الميدانية للسيارات الصديقة للبيئة في الأردن انطلقت سيارة نيسان الكهربائية (LEAF) في شوارع العاصمة عمان في إطار المشروع الذي يشارك في تنفيذه القطاعين العام والخاص وتدعمه شركات عالمية.

ويقول منصور الحلاج مدير عام شركة النعيم لتكنولوجيا الطاقة (NETENERGY) المنفذة للمشروع في حوار مع دويتشه فيله إن شحن السيارات والمركبات الكهربائية بواسطة الطاقة الشمسية يتوافق مع مبدأ السيارات عديمة الانبعاث ( ZERO EMISSION) أما شحن السيارات بالطاقة الكهرباء العادية (GRID) فإنه لا يحقق ولا يتوافق مع سيارات عديمة الانبعاث، ولا يحافظ على البيئة بالمعنى الحقيقي وخاصة في منطقه الشرق الأوسط لاعتماد الهيئات المولدة للطاقة على مصادر بترولية أو الغاز الطبيعي و"كلاهما يعمل على انبعاث ضار بالبيئة".

وينفذ المشروع بالتعاون بين قطاعات متعددة كالقطاع العام المتمثل في وزارة البيئة الأردنية والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا والهيئات المستقلة المتمثلة بمدينة الحسن العلمية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية وبين مؤسسات القطاع الخاص المتمثلة في شركة (NETENERGY) وشركة نيسان الأردن وبدعم من شركات فرنسية ويابانية. وفي هذا الإطار يقول الحلاج "تم تكليفنا كشركة (NETENERGY) لبدء إنشاء محطة شحن السيارات الكهربائية التي تعمل بالطاقة على ارض مدينة الحسن العلمية" ويضيف انه تم تركيب الخلايا الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية وتخزينها في بطاريات مصممة ومصنعة لهذا المشروع وكذلك تركيب الشواحن اللازمة لشحن السيارات.

تأمين مصادر الطاقة النظيفة

وتم تجريب سيارة "نيسان ليف" بالفعل حيث سارت في شوارع العاصمة عمان مسافة 1000 كيلومتر، ويؤكد مدير الشركة المنفذة أن الدراسات والبيانات التي جمعت أثناء التجارب كانت مبشرة.

ويوضح الحلاج أن إطلاق محطة شحن تعمل بالطاقة الشمسية هو بداية لمشروع كبير من المؤمل أن يسهم في معالجة مشكلة الطاقة في الأردن، ويضيف أن اعتماد الأردن على الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء سيوفر بشكل مباشر الدعم الذي تتحمله خزينة الدولة لدعم فروقات أسعار النفط.

ويقول الحلاج أن من أهم مقومات الاقتصاد والازدهار في أي مجتمع هو إيجاد فرص عمل، والطاقة الشمسية هي إحدى أهم المشاريع التي سوف توفر فرص عمل من خلال الاستثمارات والمشاريع لتطبيقات الطاقة المتجددة والنظيفة في الأردن؛ ويتابع "من جهة أخرى لا يخفى على أحد التأثير الايجابي الكبير لاستخدامات الطاقة الشمسية في مجالات الصحة والسياحة البيئية".

ويهدف المشروع إلى تأمين مصادر الطاقة النظيفة لشحن السيارات الكهربائية وتزويدها بالطاقة المتجددة وبالتالي خفض نسب انبعاث الكربون في الجو وتخفيف التلوث البيئي. وفي هذا السياق يقول المهندس رؤوف الدباس مستشار وزير البيئة الأردني في حوار مع دويتشه فيله أن هذا المشروع بيئي بامتياز بسبب عدم وجود أي عوادم تنتج عنه أثناء القيادة وهو لا يوثر سلبا على البيئة ويستغل الطاقة المتجددة في عملية شحن البطارية. ويضيف أن وزارة البيئة تقوم حاليا بتنفيذ المرحلة الثانية من استراتيجية الاقتصاد الأخضر. حيث تشير الدراسة الأولى إلى إمكانية الاستفادة من الاقتصاد الأخضر في ستة قطاعات، من بينها قطاع النقل، لجلب استثمارات رفيقة بالبيئة وخلق فرص عمل، إضافة إلى المحافظة على البيئة.

توسيع المشروع وبناء محطات جديدة

ويضيف الدباس أن السيارة الكهربائية ومحطة الشحن بواسطة الطاقة الشمسية التابعة للمشروع تعتبر أكبر دليل على أن الاقتصاد الأخضر يمكن أن يحقق الفائدة المرجوة، ويشير إلى أن إطلاق المشروع تم من خلال تشكيل ائتلاف مكون من شركيتين فرنسيتين وشركة يابانية وأخرى أردنية (ALLCELL) لتوريد عدد من السيارات الكهربائية، وبناء عدد من محطات الشحن وإقامة مصنع للبطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية وإقامة مشروع لإنتاج الطاقة الكهربائية من الخلايا الشمسية.

هذا ويستورد الأردن 90 % من احتياجاته النفطية وهو يبحث بشكل مستمر عن مصادر للطاقة المتجددة، ويؤكد الدباس أنه في حال تزايد الطلب على هذا النوع من السيارات التي تعمل بواسطة الطاقة المتجددة فإن الحكومة الأردنية ستتمكن من تقليل العبء المالي على خزينتها مشيرا إلى أن مصلحة الحكومة في هذا المشروع هو جلب الاستثمار الآمن والمستدام وكذلك خلق فرص عمل جديدة و"هذا ما تم فعلا".

ويضيف انه سيتم إعادة استغلال البطاريات التي تقل كفاءتها عن 80 % لتخزين الطاقة الكهربائية وإعادة بيعها مرة أخرى للموزع أثناء ساعات الذروة. وذلك بالاستفادة من قانون الطاقة المتجددة، ويسمح القانون كما يقول الدباس لمنتجي الطاقة الصغار والمنازل من بيع أية طاقة كهربائية من مصادر متجددة إلى الموزع وتجبرهم على شرائها منهم بسعر يتم الاتفاق عليه داعيا إلى سرعة إصدار التشريعات اللازمة لتفعيل هذا القانون.

ومن المقرر أن تقوم الشركة بعد الانتهاء من مرحلة التأكد من نتائج القيادة وأداء السيارة، ببناء عدد من محطات الشحن وتوزيعها تدريجيا في عمان وعلى الطرقات ليتسع مساحة عمل هذه السيارات شيئا فشيئا.

وتأسست مدينة الحسن العلمية لتكون مركزا للبحث العلمي وتطبيقاته في سبيل تطوير الموارد البشرية. وتسعى المدينة التي تضم تحت مظلتها الجمعية العلمية الملكية والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا وجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا ومتنزه الحسن للأعمال، إلى التأسيس لدور علمي ريادي للأردن على مستوى الشرق الأوسط.

محمد خير العناسوة – دويتشه فيله



المراجع

dw.com

التصانيف

الحلول والبدائل  بيئة  الطاقة المتجددة   العلوم التطبيقية   العلوم البحتة