أعطت الحكومة في تشيلي الاسبوع الماضي موافقتها على بناء خمسة سدود طاقة في باتاغونيا بولاية ايسين وهو اضخم مشروع في اميريكا اللاتينية لانتاج الطاقة دون ان تعير اي اهتمام لموجات الاحتجاج العارمة ومظاهرات
وبهذا انتهى الصراع الذي دام ثلاثة اعوام بين الحكومة والمعارضين وحماة البيئة بسبب سدود الطاقة التي سوف تقع حسب قول الفرود كاسياس احد منظمي المظاهرات في قلب اكثر محمية طبيعية في العالم، وسوف تبنى سدود الطاقة الخمسة على نهري بيكر وباسكوا المهمين للسكان والطبيعة في منطقة باتاغونيا،حيث المحميات الطبيعية والالاف من السكان والحيوانات والطيورة التي سوف يقضى عليها.
لكن لم يعرف بعد متى سيبدا اتحاد الشركات التشيلي الاسباني انديسا كولبون صاحب مشروع سدود الطاقة اعمال البناء لان الامر يتعلق ايضا بتحويل مجرى النهرين بيكر وباسكوا من اجل انتاج الطاقة الكهربائية ويصبان عادة في البحر.
ويصل حجم ما يمكن انتاجه من الطاقة الكهربائية من مشروع سدود الطاقة الضخم الى 2750 ميغاواط اي ما يعادل انتاج اربعة معامل تعمل على الطاقة النووية وتبلغ تكاليفه حوالي 7مليار دولار، يضاف اليها قرابة اربعة مليارات دولار لان الطاقة المنتجة لن يستفاد منها في الجنوب حيث تقع السدود بل سوف تغذي سان دييغوو العاصمة وضواحيها وشركات التعدين في الشمال وقطاع الصناعة التشيلي، لذا يجب مد خطوط للتوتر العالي طولها 2000 كلم لايصال الطاقة.
والتأخير في منح الحكومة الضوء الاخضر لبدء بالمشروع ليس بسبب المظاهرات بل كان عليها ان تحصل على موافقة حكومات الاقاليم التي سوف يقام فيها مشروع سدود الطاقة وخطوط الكهرباء التي تمر في اراضيها.
والمشاكل التي سوف يحملها مشروع سدود الطاقة الخمسة لا تحصى منها اغراق ما يقارب من الالاف من الهكتارات من الاراضي الزراعية التي يعيش من ايراداتها الاف الفلاحين ونزوح مئات الالاف الذين يعيشون في المنطقة اضافة الى خسارة القطاع السياحي، حيث ان الغابات والشلالات فيها تجذب السياح من كل انحاء العالم. كما يهدد مشروع سدود الطاقة حياة انواع كثيرة من الحيوانات من ايائل والابقار والاغنام والاف الحيوانات الصغيرة والطيور النادرة كانت تفتخر تشيلي بوجودها لديها.
وكان روبرت كنيدي جونيور وهو محامي اميريكي قد وجه نداء الى رئيس الجمهورية التشيلي سباستيان بانيرا من اجل الغاء المشروع لان المنطقة حسب وصفه اجمل منطقة على كوكب الارض، لكن كل النداءات لم تلق اهتماما، لذا تريد منظمات حماية البيئة وجمعيات اخرى مواصلة الاحتجاجات حتى ولو بالتصدي لعمال البناء عند البدء بتنفيذ المشروع، كما تقرر اللجوء الى الوسائل الالكترونية المتوفرة مثل ا لفيس بوك والتويتر من اجل حث الناس على الاحتجاج الذي من المتوقع ان تشارك فيه ايضا اتحادات طلابية وجمعيات كنسية
المراجع
bbc.com
التصانيف
الحلول والبدائل بيئة الطاقة المتجددة العلوم التطبيقية العلوم البحتة