سَـتَرَتْ مـودَّتُـكَ الدموعَ بـمقـلـتي
إنَّ الـمـودَّةَ ثـوبُـهـــا " ســـتّــارُ "
قلبي كصحراء ِ السماوة ِ صَـبْـرُهُ:
يــشــدو ولــو أنَّ الـجـراحَ كـثـارُ
روحي مُعَـطَّـلة ُ الهناءة ِ.. ماالذي
يُـغـري وأمـطارُ الـدمـاء ِ غِــزارُ ؟
أعـراسُـنا في الرافـديـن ِ شـحيحَةٌ
أمّـا الـمـــــــــآتمُ والأســى فــمدارُ
حصصاً غدَونا قد نُـباعُ ونُـشترى (1)
سِــرّا ً.. ويـرهَـنُ دارَنـا ســمـسـارُ
الــساسـةُ الــتجّـارُ آفـة ُ عـصـرنـا
شــرُّ الـبـلاء ِ الـســاسـةُ الــتُـجّــارُ
الـسارقـونَ من الطفـولة ِ قـوتَـهـا
والــسـاجــدون وربُّـهـم " دولارُ "
يـاصاحـبي والـقائمـون بـأمـرنـا
تشـكوهـمو ـ قـبـل الأنـام ِ ـ الـدارُ
فُـجِعَـتْ بهم بغدادُ ـ باعـةُ عِرضِنا (2)
الخـزيُ يـخجَـلُ مـنهمـو .. والـعـارُ
أبطولة ٌ خـنـقُ الحَمام ِ؟ وهـل تـقىً
ذبْـحٌ ؟ وبـاب ٌ لـلـجِـنــان ِ دمـــارُ ؟
فـتـراهُ في حـرب ِ المنابـرِفـارسـا ً
لـكـنــه عـنـدَ الـوقـيـعـة ِ " فـــارُ "
جـيـلٌ .. ورابعُ .. والحقولُ قِـفـارُ
أمـريضـة ٌ فـي أرضِـنـا الأنـهـارُ ؟
نُسْـقي ولا حَـصـدٌ سـوى أوهامِنا
فـالـمـاءُ دمعٌ .. والـجـراحُ جِــرارُ
الجوعُ جاع َفـليس يعرفُ صحْنَنا
غـيرُ الـفـتاتِ .. وأُتْـخِـمَ الأشـرارُ
شعـبٌ تُدَثِّـِرُهُ الـهـمومُ .. وزمـرة ٌ
تحـتـارُ فـي نـعـمـائِـهــا الأفــكارُ
يمشي العناءُعلى الوجوهِ وترتعي
شـوكَ الهموم ِ كـهـولة ٌ وصـغـارُ
يا صاحبي وأذلُّ عيش ٍ أنْ أرى
وحشـا ًلـهُ في" الـرافـدين" قـرارُ (3)
ولقد يُسمّى " شاكرا ً " وفـعـالـهُ
خبث ُ الـلـئيم ِ ونـسـكهُ اسـتهـتارُ (4)
يـاصاحـبـي والـدهـرُ بـحـرٌ مـدُّهُ
كــرٌّ .. وأمّــــا جــزرُهُ : إدبــارُ
يا صاحبي ولـربّـما كان الهـوى
حَـتـفـا ً كـمـا لــو أنـه ُ الأقــدارُ
أحـببتُ من بين الحِـسـان ِنديـمة ً
تخضـرُّ حـين مـرورِها الأحجارُ
صافحـتها يوما ً فغارتْ من يدي
شـفـتي فـبيـنَ يـدي وثغـريَ ثـارُ !
ولـثمـتها يوما ً فَخِـلتُ رضـابَـهـا
طِـبّـا ً بـه ِلـذوي الهـمـوم ِ عُـقـارُ( 5)
سِـتّا ً بفـردوس ِ الـمَسـرّة ِ هانِـئـا ً
أمـضـيْـتُ مــن أعـنـابِـهـا أمْـتـارُ (6)
التوتُ في الشفتين ِ ينضحُ شـهـدُهُ
والـتيـنُ ـ في الخـدّيـن ِـ والـجُـمّارُ (7)
تُـدني قطوفَ غصونِها فموائدي
فــيـهـا مـن الأنـعـام ِ مـــا أخـتـارُ
تُغـوي بضحكتِها الربيعَ فـينتـشي
وتــفـوحُ قـبـل أوانِــهــا الأزهـارُ
إنْ عانقـتْـني فالصخـورُ سَـفَرْجَلٌ (8)
أو خـاصَمَـتْـني فالـنـدى مِسـمـارُ
طفلين ِ كُـنّـا .. نستحي من يومِنا
إنْ كان كـأسُ الـلـثـم ِ لـيـس يُدارُ
الـلـيلُ حارسُـنا الأمينُ .. ظلامُـهُ
عـن كـلِّ عَـيـن ٍ: خـيـمـةٌ وإزارُ
لولا صياحُ الدِّيكِ ما عـرَفَ الفتى
إنْ آبَ لـيـل ٌ.. أو أطـلَّ نــهــارُ
أيـامُ لا أحلـى ! نصومُ صَباحَـهـا
نـومـا ًلـيـبـدأ في الضحى الإفطارُ
أغفو لأحضنَ بالجفون ِ طـيـوفَها
وإذا صحـوتُ فـلـلـعِـنـاق ِ حـوارُ
صدري وسادتها وحضني ثوبُها
ويـدي وشـاحٌ.. والجـفـونُ خِـمـارُ
لا نعرفُ الليلَ النؤومَ من الضحى
إلآ بــمـا تُـفـضـي بــه ِ الأطــيــارُ
ثـغـرٌ على ثـغـر ٍ .. كلانا مِعْضَـدٌ
والـســاعـدان ِ : قِــلادة ٌ وسِــوارُ
حتى إذا إذا بـلـغَ الفؤادُ من الهوى
مالـيسَ منه سـوى الهـلاكِ فِـرارُ
كـفـرَتْ بآية ِ أصْـغـريَّ وصدَّقَـتْ
ظنّا ً فـعـزَّ على الـمـشـوق ِ مَـزارُ |