الصين والهند تهتم بالطاقة المتجددة 

من المرجح تفوق الدول الناشئة على غيرها من الدول المتقدمة هذا العام، فيما يتعلّق بالسّعة التي تم تركيبها من الكهرباء المولّدة من طاقتي الرياح والشمس، وفق وكالة التصنيف الائتماني العالمية «موديز».

وأثناء فترة السنوات العشر المنتهية في 2016، ارتفعت سعة الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية حول العالم، بنسبة 50%، في حين زادت طاقة الرياح بنحو 22%، وفقاً لتقرير الطاقة العالمية السنوي، الذي تصدره شركة «بي بي» البريطانية للنفط.وفي حين كانت الدول المتقدمة، متقدمة في تطوير توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، فإن معظم الزخم الذي صاحب هذا القطاع في الفترة الأخيرة، جاء من الدول النامية، ومن الصين والهند تحديداً، حيث تعتبر الصين الأكبر الآن، والهند ثالث أكبر أسواق كهرباء الطاقة المتجددة في العالم، بحسب صحيفة «فايننشيال تايمز».

ويقول سوامي فينكاتارامان، الشريك في إعداد تقرير موديز: «تقود دول مثل، الصين والهند، موجة الانتعاش التي يعيشها قطاع الطاقة المتجددة، في الوقت الذي أصبحت فيه بعض مصادر الطاقة المتجددة، تشكل منافسة قوية لمصادر توليد الكهرباء الأخرى حتى في الدول النامية». وبدعم من الانخفاض الكبير في تكلفة تقنية طاقتي الرياح والشمسية، تمكنت الصين والهند، من إحراز تقدم كبير في مجال توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة، في الوقت الذي تسعى كل منهما لدعم النمو الاقتصادي القوي. وبعثت موجة عمليات الإضافات الجديدة من كهرباء الطاقة المتجددة، الرضا في نفوس المدافعين عن اتفاقية باريس للمناخ، حتى بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منها.

وفي حقيقة الأمر، فاق الانخفاض الكبير في تكلفة تقنية الطاقة المتجددة، توقعات كل المراقبين حول العالم.وأضافت الصين في العام الماضي، 50 جيجاواط من سعة الطاقة الشمسية، وفقاً لبيانات الوكالة العالمية للطاقة، ما تجاوز ما أضافته في سعة الكهرباء المولدة من الفحم والطاقة النووية والغاز مجتمعة، ما يتساوى مع سعة الطاقة الشمسية لفرنسا وألمانيا مع بعضهما البعض. كما تمكنت الهند، أسرع الاقتصادات الكبيرة نمواً في العالم، من إضافة 9.5 جيجاواط من الطاقة الشمسية، وهي في طريقها لبلوغ 28 جيجاواط بنهاية العام الجاري، ما يساوي 6 مرات السعة التي كانت تملكها قبل 3 سنوات فقط. في المقابل، يحقق قطاع طاقة الرياح، نمواً أقل سرعة، بيد أنه يملك قاعدة أكبر. وأضافت الصين في العام الماضي، 15.6 جيجا واط، بزيادة قدرها 10%.

وما يؤكد النمو في الطاقة الشمسية، التراجع الكبير في تكلفة الألواح، سواء بسبب تطور التقنية أو لفائض الإنتاج في الصين. وبحلول العام الماضي، انخفض سعر الألواح الشمسية، بأكثر من 80% منذ العام 2009، وفقاً للرابطة العالمية للطاقة المتجددة، بينما تراجعت تكلفة توربينات الرياح، بما يقارب النصف، خلال الفترة نفسها. وتظهر المخاطر الأكبر، من السياسة التي تنتهجها الصين، التي تغيرت في يونيو الماضي بخفض الحوافز التي تقدمها لقطاع الطاقة الشمسية. وتتوقع وود ماكينزي، الشركة العاملة في مجال بحوث سوق الطاقة، إضافة الصين لنحو 20 جيجا واط، أقل مما كان متوقعاً في البداية، نتيجة لتلك السياسة.وبينما من المرجح، أن ينجم عن بطء وتيرة عمليات التركيب، لجوء شركات تصنيع الألواح الشمسية، لبيعها بأسعار أقل في السوق العالمية، تبرز بوادر ببدء بعض الحكومات في مقاومة تدفق الألواح الرخيصة المستوردة من الخارج.


المراجع

alittihad.ae

التصانيف

الحلول والبدائل  بيئة  الطاقة المتجددة   العلوم التطبيقية