يا كفّ أينَكَ كَي نَكونَ أصابِعا
يا قَلْبُ أَينَكَ كَي نَكونَ أضالِعا
أينَ الصَّهيلُ وَقَدْ مَلأْتَ بِهِ الذُّرى
أيَن الصّــليلُ بِهِ كَتَبْتَ رَوائِعا
ما كانتِ الأقدارُ تُلْقِنُكَ الخُطـى
بَلْ كُنتَ تَرْسُمُ للنّـــجومِ مَطالِعا
إذْ كُنتَ وَجهاً ما آسْتَلاذَ بِبُرْقُعٍ
وَلَكَمْ أَزحْتَ عَنِ الوجوهِ بَراقَعا
وَبسَطْتَ ملءَ الأرضِ عِزّاً زانَها
وَصَنَعْتَ ملءَ الأُفْقِ مَجْداً ذائِعا
وأشَـعْتَ في خُلْدِ الطُّغاةِ مَهابةً
فَلَدى الكَريْهَةِ كُنْتَ مُرَاً لاذِعا
لا يَفْخَـــرَنَّ بِزَهْوِ ماضيْهِ آمرؤٌ
ما لَمْ يُعَقِّبْ للرّديــفِ مُضارِعا
يا مَـــنْ تَقَوَّسَ ظَهْرُهُ مِنْ هَمِّهِ
حَتّامَ يَحْسِـــبُكَ المخالِفُ راكِعا
يا أيُّــها السّيْفُ الصَّقيْلُ بِغِمْدِهِ
يَشْـكوْ إلى بَرْدِ الزَّمانِ مَواجِعا
نَفدَ الطَّحيْنُ مِنَ الرّحايا حَــوْلَهُ
فَمَلأْنَ أســـماعَ الوجودِ جَعاجِعا
حَتّام تَنْـــظُرُ والأماني مَرْكَبٌ
حيثُ الرُّموْس..لَعَلَّ مِنْها راجِعا
تلكَ العُيونُ تنامُ ملئَ جفــونــها
لَمْ تَقْتَنِـصْ منها الرّعودُ مَدامِعا
شَـــرُّ البَلِيَّةِ أنْ تَعيــــشَ مجَرَّداً
فَتَرى الحـياةَ مطاعِماً ومَضاجِعا