( هذه قصيدة نظمتها في 11/11/1973 وقد أنشدها المنشد المعروف أبو مازن بعد أن نشرت
في الشهاب البيروتية التي كان يرأس تحريرها الأستاذ إبراهيم المصري ثم نشرتها في
ديوان فصائد للفجر الآتي ، ولا أدري لم لم يعرف قائل هذه القصيدة/الأنشودة مع
توثيقها في المصدرين السابقين ، وقد تنبهت من أيام إلى أنها ذات رواج نصا ونشيدا في
مواقع الإنترنت ورأيت بعد هذه المدة الطويلة أن أعيد نشرها من جديد من باب التوثيق
وإزالة الالتباس حول صاحبها ولعرض النص الأصلي لأن كثيرا من الصور المتداولة منها
قد أصابها تعديل أو تحوير ، ولعلي أنال دعوة بظهر الغيب من كل من قرأها أوسمعها
نشيدا فأعجب بها مع الإشارة إلى أن عنوانها الأصلي هو : حتى متى ؟)
حتى متى يا قلب تغشاك الظنون ؟
والتائهون معذبون
والراقدون مخدرون
والسائرون بلا دليل يخبطون
حتى متى ؟
حتى متى هذا التردد والجفاء ؟
حتى متى هذا الحياء
الأرض يملؤها البغاء
والظالمون لهم لواء
والفاسقون
لهم لواء
والمسلمون
في كل درب يركضون
والليل قد ملأ العيون
والقلب يحرقه الخواء
القلب فارقه الضياء
حتى متى يا قلب تغشاك الظنون ؟
إن لم تكن للحق أنت فمن يكون ؟
الناس في محراب لذات الدنايا عاكفون
والموت غاب عن العيون
والحور والجنات والنيران صارت كالظنون
اهتف بكل النائمين
أتصدقون ؟
أنا عن الأرض الصغيرة راحلون ؟
أتصدقون ؟
أنّا نموت ويقبض الجبار ناصية السنين ؟
حتى متى ياقلب تغشاك الظنون ؟
من لم يكن في الفلك أدركه الغرق
وطواه تيار الظلام وغاب في لجج الغسق
من لم يكن في قلبه الرحمن أدركه القلق
يا دامع العينين لا تحزن على هذا السراب
من لم يكن في الخلد مسكنه فمأواه التراب
الشمس تؤذن بالغياب
والراحلون إلى إياب
فإلى متى يا قلب تغشاك الظنون