جعفر الكنج الدندشي إلى بيان جعفر
مررتُ باليومِ بعد اليوم أعتبرُ
يقود قلبي بيانُ الشوق ينتظرُ
عسى
اشتياقي يشقُّ الصدر مُنبعثاً
إلى
تشتّتِ أنفاسٍ لها القدرُ
أُصافحُ الليلَ في ليلي فيأسرني
إلى
قريبِ ضُحى عمري وأستَعِرُ
تَكلّمُ الليل عن وعدٍ سيجمعنا
بدارِ فجرٍ وتلك الدار تصطبرُ
ألستِ أنتِ التي يرتاحُ خاطرُها
بلا
ارتياحٍ بكلِّ الشوق تنفطرُ؟
فسامحيني إذا شاطرتكم أملاً
أعيشهُ صامتاً في الصمتِ أنفَجرُ
أصونهُ طائعاً في الصدر محفلهُ
في
القلبِ ملعبهُ بالودِّ يعتذرُ
في
غُربةٍ نَثـَرتْ أضواءَها نُجُماً
من
وردةٍ سَطَعَتْ بالعطر تنتشرُ
في
ليلةٍ ذُهِلَتْ أحلى كواكبها
في
كفّها أخذتْ بالحبّ تعتصرُ
عن
هفوةٍ شردتْ إذ جُنَّ مضطربٌ
فالحبّ يأمرنا والعبد يَنحسرُ
والريح تحملني من حيث أتبعها
بل
حينَ تأخذني الأوهام والفِكَرُ
أو
حينَ تنسجني الأنوالُ ثانيةً
من
حيث ما كان مُبتدأٌ ولا خبَرُ
أركان إعرابنا حبٌّ سيرفعنا
إلى
نجومٍ بـِبُعد الكون تنتظرُ
بُنيان دولتنا حبٌّ قواعدنا
عشقٌ متاعبنا والشوق يَنتَصرُ
راياتنا رفرفتْ في كلّ مملكةٍ
دستورنا هائمٌ أجنادهُ نفروا
بعض
الذين تولّوا أمر دولتنا
تلظّظوا حمماً بالشوق واستعروا
لو
انّ بلقيسهم عند الحجاز رمتْ
بلوعةِ اللهفةِ الزهراء تنتشرُ
لإن
تمادتْ مسافاتٌ تفرّقنا
كما
تفرّقتِ الألوان والصوّرُ
يوماً ستجمعنا الأشجان ثانيةً
وترسل الشمس نوراً يُبهَرُ القمرُ
لنجعلَ البحر مدّاً لا مداد بهِ
سوى
امتداد حديث العشق يُعتبرُ
فلا
تضُنّي بأرقى ما يُعذّبنا
أنتِ الجنون وعقلي الآن ينتحرُ
وحاوري قلبكِ الملقيُّ في جسدي
كبسمةٍ من ورود الحبّ تفتخرُ
وعانقي كلماتي حيثما انتشرت
فوهج لحن بياني هائمٌ عَطِرُ