فيما بين عامى 1970 و 1990 تم ادراك حوالى 800 مليون نسمة ببرامج كهربة الريف ، وحوالى 500 مليون عاينوا حياتهم تتحسن تدريجيا وجوهريا خلال استخدامهم طرائق افضل للطهى وسائر المهام الأخرى للطاقة الريفية ، على الأخص فى الصين .

ورغم هذه الجهود الهائلة لتحسين خدمات الطاقة للسكان الريفيين فى السنوات 20 – 30 الماضية ، فإن جموع المحرومين من هذه الخدمات ظلوا كما هو تقريبا بالاعداد المطلقة – 2 بليون نسمة . وعلى حين يشكل انعدام اتاحية خدمات طاقة كافية فى المناطق الريفية فى العالم أخطر مشكلة طاقة يمكن ان تواجه الإنسانية على الأرجح فى المستقبل القريب تظرل الطاقة الريفية ، رغم ذلك ، ادنى فى قائمة اولويات غالبية مخططى الحكومات والمؤسسات المختلفة ؛ كذلك فالمتطلبات المتزايدة والأسرع نموا لسكان الحضر ، ذوى السطوة والنفوذ الاكبر ، سوف تجعل من الصعوبة بمكان الاحتفاظ بالتنمية الريفية العالمية على جدول الأعمال .

ولذا فاية استراتيجية فعالة لمعالجة احتياجات الطاقة للسكان الريفيين يتعين ان تستهدف تعزيز صعودهم على " سلم الطاقة " ، بما يتضمن الانتقال من انواع الوقود الاحيائي البسيط ( الروث ، ومخلفات المحاصيل ، والأحطاب ) على اكثر اشكار الطاقة يسرا وكفاءة ، فى المدى من الطاقة الملائمة للمهام المعتادة – انواع الوقود السائل او الغازي عادة للطهى والتسخين – الى الكهرباء لمعظم الاستخدامات الاخرى . ويشتمل مثل هذا " الصعود " ليس فقط على الإزاحة تجاه انواع الوقود الحديث ، بل يتدعم كذلك بالاستخدام المساند لأجهزة الاستخدام النهائي الحديثة الاكثر كفاءة كمواقد الطهي .

غير ان تسلق " سلم الطاقة " صعودا لا يعنى بالضرورة ان جميع " الدرجات " التى استخدمت فى الماضى يجب ان يعاد تسلقها . ففى حالة الطهى ، على سبيل المثال ، لا يتحتم على مستخدمى الطاقة ان يتجهوا من الاحطاب الى الكيروسين الى غاز البترول المسيل LPG او الكهرباء ، فما يتعين عليهم فعله – متى يكون ممكنا – ان يثبتوا مباشرة من الاحطاب الى تكنولوجيات الاستخدام النهائي الاكثر كفاءة ، واقل صور الطاقة المتاحة تلويثا ( بما فى ذلك لمتجددات الجديدة ) . ونظرا لبزوغ التكنولوجيات الجديدة فمن المستطاع استدخال درجات جديدة فى سلم الطاقة ، واكتساب كفاءات أرفع ، ومقبولية بيئية اعلى كذلك .

وتتغيا اهداف التنمية المستدامة للمناطق الريفية بلوغ ما يلي :

  • اشباع الحاجات الانسانية الاساسية عن طريق امداد جميع المنازل بالمقادير الكافية – كحد ادنى – من الكهرباء للاستخدامات المختلفة ، كالانارة ومراوح التهوية ، فضلا عن انواع الوقود الانظف للطهى . وبنوع أخص فإن جميع المنازل يجب ان تنحو فى استخداماتها للطاقة بعيدا عن انواع الوقود الصلب غير المعالج ( الكتلة الاحيائية والفحم ) للطهى والتسخين الى صور الطاقة العصرية ، التى من المقدار أن تشتق من المصادر المتجدد ( الكتلة الاحيائية والشمس ) او انواع الوقود الاحفورى .
  • الامداد بالكهرباء التى يمكن اداء مقابلها ( اى تحمل تكاليفها ) بكفاية لدعم النشاط الصناعى فى المناطق الريفية ، الذى من شانه ان يقدم فرص التشغيل والتوظف ، ويساعد بالتالى على كبح الهجرة الداخلية من الريف الى الحضر .

وفى حالات عديدة يكون الفقراء الريفيون عازمون على دفع ثمن خدمات الطاقة وقادرون عليه إذا ما طرحت امامهم خيارات تمويلية مناسبة لمساعدتهم على مقابلة التكاليف المبدئية العالية ، ولذا فاقتصاديات الإمداد بالقدر الاساسي من الكهرباء الى المنازل الريفية يجب تقييمها وفقا لتكاليف الإمداد بخدمات طاقة قابلة للمقارنة خلال حاملات طاقة ( اوساط ناقلة للطاقة ) أقل كفاءة ، وفى غالبية لاحوال يمكن للنظم الشمسية الفوتوفلطية المنزلية ان تمد البيوت الريفية بخدمات الطاقة عند تكلفة اقل مما للكيروسين ، واقل كذلك من تكلفة البطاريات التى تحل محلها ، فهى بامكانها ان تكون مصدرا ذا حيوية اقتصادية للقوى الكهربية للمنازل الريفية ، حتى ولو على مستويات منخفضة نسبيا من الإمداد بالخدمة .

إن إتاحية خدمات طاقة يمكن اداء مقابلها ، وكافية فى المناطق الريفية بمقدورها ان تؤدى الى تحسينات كبيرة فى الأحوال المعيشية ، وإلى تحقيق مرام الحاجات الانسانية الاساسية على مدى اطار زمنى قصير نسبيا ، فكمية الطاقة المطلوبة للامداد بمثال هذه الخدمات فى المناطفق الريفية صغيرة نسبيا ، والطرق العرية لاستخدام الكتلة الاحيائية بكفاءة اكبر قد تنتهج طريقا طويلا فى اتجاه احراز هذا الهدف ؛ ولقد أظهرت اتجربة انه للعثور على اكثر الحلول حيوية وملاءمة للطاقة الريفية تعد المشاركة الفعالة للناس الذين يطلعون لا ستخدامها امرا وجوبيا .

عن التحدى الفعلى هنا هو ان نجد الوسائل التى تجعل حاملات الطاقة العصرية طيعة لاداء مقابلها كى يتسنى اشباع الحاجات الاساسية لجميع السكان الريفيين – التى ربما تتطلب ، على الاقل فى البداءة ، إعانات او منح مالية ، ومفتاح ذلك هو ان تستدخل كفاءات السوق اذا امكن استخدام اصغر اعانة مالية مطلوبة لاحراز الاهداف الاجتماعية ، فاذا ما كان هذا الدعم متطلباص رئيسيا ، ربما امكن تدبيره كجزء تكميلي لعقد اجتماعى جديد يخدم بمقتضاه موردو الطاقة احتياجات الطاقة الريفية رغم ما ينشا فى الوقت ذاته فى قطاع الطاقة من ظروف تنافسية كبيرة ( كأحد العناصر الرئيسية فى إعادة هيكلة الطاقة ) .


المراجع

archive.unescwa.org

التصانيف

الحلول والبدائل  بيئة  الطاقة المتجددة   العلوم البحتة   العلوم التطبيقية