تعتبر الصناعة المعتمدة على إعادة تدوير النفايات من اولويات الدول الكبرى والتي انعكست على تخصيص أماكن خاصة للنفايات المختلفة وسط الشوارع الفرعية والرئيسية بحيث خصصت أماكن لنفايات الأوراق وأخرى للعلب البلاستيكية وللزجاج وغيرها، وهي دول غنية ومتطورة ولكنها تسعى إلى حفظ مدخرات البلد وتنمية اقتصاده وتعويد المواطنين على النظام والاستفادة من جزء من مصروفاته في المساهمة في رفع الاقتصاد الصناعي وحماية للبيئة ولو بجزء من تلك النفايات حيث أن تلوث البيئة الناتج عن النفايات يتسبب في حوالي 80% من الأمراض ، وإمكانية تطبيع النشء على ممارسة إعادة التصنيع الذاتية وحماية البيئة وترسيخ مفهوم الدعم الاقتصادي الوطني منذ الصغر
وفر إرجاع تصنيع الورق من المخلفات ثلث كمية الطاقة المستخدمة في تصنيع ورق جديد من لباب الشجر كما أننا بذلك نوفر الشجر نفسه الذي يحافظ على توازن بيئتنا بالإضافة إلى أن إعادة تصنيع الزجاج لعمل برطمان زجاجي كبير بالنسبة لعملية تصنيعه من مواد خام جديدة يوفر كمية من الطاقة كافية لإضاءة مصباح كهربائي بقوة 100وات لمدة أربع ساعات فعملية التوفير من وراء تلك المبادئ في الاستثمار الصناعي واردة ولكن تحتاج فهم شامل من قبل المواطنين والتي لابد أن تغرس منذ الصغر.
حيث تجد أن إعادة تدوير النفايات لها سياسة اقتصادية جيدة لتنمية اقتصاد البلد وفيه توفير للمال والمواد الخام ، وتلك أمور لا تأتي من فراغ بل من التعلم ومن طرق تربوية ، ولابد أن تتوفر مصانع تستقبل مخلفات المدارس لإعادة تصنيعها بدفع نسبة مالية يعود ريعها على ميزانية المدارس ، فأغلب المدارس ترمي جميع الكتب الزائدة أو الملقاة بعد الطلبة في ساحات المدارس بعد الاختبارات التي أنفقت الدولة الملايين لتوفيرها كما أن حرقها بعد ذلك يؤدي إلى زيادة تلوث للبيئة، ولو جمعنا مخلفات الطلبة والطالبات فقط لحصلنا على ميزانية خاصة وتنمية اقتصادية كبيرة أسوة بتلك الدول المتقدمة فالورق وحده يمر بعمليات تصنيع معينة تحوله إلى عجائن تقطع ويصنع منها ورقا جديدا مثل ورق الجرائد على سبيل المثال.
نظريا كل المواد قابلة لإعادة تدويرها ، ولكن اقتصاديا بعض أنواع التحويل تعتبر ذات مردود أقل ، لذا لا يمكننا تحويل أي شيء فمثلا تكاليف تحويل المواد الإلكترونية مكلف جدا ، وفي حالة عدم إمكانية استرجاع مادة من المواد ، من الممكن استعمالها لإنتاج الطاقة بحرقها واستعمالها كوقود للتدفئة مثلا ، كما يوجد إمكانية استخراج مادة غاز الميثان بواسطة عملية تحويل بعض المواد الغذائية وبعض الفضلات الموجود في محطات تنقية المياه
تعتبر مفاهيم إعادة تدوير النفايات يساعد في المحافظة على البيئة فعملية إعادة تصنيع عبوة معدنية واحدة مثل عبوات المياه الفارغة في تلوث الماء اقل بنسبة 97% وتلوث الهواء اقل بنسبة 95% مقارنة بعملية تصنيع نفس العبوة من مواد خام جديدة ، وأن عملية إعادة تدوير النفايات من المخلفات تقلل نسبة تلوث تقريبآ 74% بالنسبة لعملية تصنيع الورق من مواد خام أي من لباب الشجر ، كما أن عملية الإعادة لا تستهلك كل المخلفات التي تلقى في صندوق النفايات حتى لو كانت مناسبة لعملية الإعادة فعمليات التصنيع تحتاج إلى أموال وجهد وأيدي عاملة وتكنولوجيا ، لذلك يستهلك من النفايات لهذه العملية نسبة 10% فقط ، أما الباقي يدفن أو يحرق ، ونظرا لأن عمليات التصنيع لا تستهلك إلا تلك النسبة وحول استثمار المخلفات في الأنشطة تضيف سمر العابد معلمة فنية لذلك أصبح من المهم استغلال المواد الزائدة في مجالات وأنشطة مختلفة قبل إلقائها والتخلص منها.
المراجع
alriyadh.com
التصانيف
الحلول والبدائل بيئة إعادة التدوير العلوم التطبيقية