أوقفتُ راحلتي
على أبوابِ قدسِكْ
و مسحتُ عن نفسي
غبارَ هوى السّوى
حتّى أراكِ عليَّ راضيةً
فقولي
هل رضيتِ ؟
دثّريني ...
يا خديجةَ كأسِهِ
بدثارِ حبِّكْ
فأنا الذي رمتِ الصّروفُ بهِ ...
على الرّملِ الخَواءْ
فرأيتُ في قفرِ الحياةِ ....
ضرامَ أنسِكْ
لا تسألي عنّي عيونَ السّاهرينْ
قلبي ....
ـ و حجّ إليهِ كلُّ العاشقينْ ـ
إليكِ يهفو
يا محجَّ الأوّلينَ
و يا محجَّ الآخرينْ
لا تتركيني تحتَ أطرافِ السّماءْ
قلبي بقيعُ العاشقينْ
أكفانُ هابيلَ التي ....
نسجَ الغرابُ خيوطَها ....
بُسِطتْ عليَّ و ما كفتْ
فضعي عليَّ ...
نطاقَ أسماءَ الطّهور
و ضعي يديكِ ....
و مسّحي وجهَ الفقيرْ
ما زالَ يسكنُ خافقي.....
صمتُ القبورْ
منذ انتهتْ من كوخيَ المحمومِ
أقداحُ الخمورْ
فتورّدي يا خمرةَ العهدِ القريبْ
و تقدّمي نحوي بكأسِكْ
هزّي إليكِ ...
بمقلةِ الغصنِ الرّطيبْ
فأنا الذي ....
تعبتْ حوافرُ خيلِهِ ....
فوقَ الدّروبْ
و تقلّبتْ بشؤونِ صرّةِ زادهِ
نُوَبُ التّخوم
و أرادَ وصلَكِ .....
يا سعادَ الذّاهبينَ بروحهِ .....
بينَ الكرومْ
فدعيهِ يستلقي .....
على أطيافِ وصلِكْ
يا جمرةَ الوَجدِ ارحميني
فصَلتْ بأحبابي هناكَ العِيرُ ....
لكنْ ريحُ يوسفَ لم تصلْ
يا جمرةَ الوَجدِ ارحميني
أتعبَ العينَ البياضُ
و أرهقَ الشّوقُ المقَلْ
ألقي القميصَ ....
على العيونِ الوالهة
فالقلبُ أتعبهُ المسيرُ
و عاد كالعرجونِ....
من بعدِ الرّحيلْ
عودي إليَّ
و غسّليني يا سعادُ
بدمعِ " هاجَرْ "
فالهوى أودى بهِ ....
بعدُ الخليلْ
و ارحميني يا سعادْ
يا ربيعَ الهاربينَ .....
من الفصولِ القاسيةْ
فأنا و صومعةُ النبيِّ ....
خميلتانِ .....
و أنتِ فينا الرّابيةْ
عودي ...
فإنّ مُدامةَ الغادينَ جفّتْ ....
في الكؤوسِ الباقيةْ
و قوافلُ الأزهارِ ماتتْ
من جفافِ السّاقيةْ
قلبي " بَحيرا " مقلتيْكِ ....
و أنتِ ريحُ القافلةْ
عودي إليَّ ...
فليسَ في رحِمِ اليراعةِ قافيةْ
و تشابها عندي الحقيقةُ و المَجازْ
فانثري فوقي نسائمَ ....
من أزاهيرِ الحجازْ
.... من رياحينِ القَبولْ
و خذي بأنفاسي الأخيرةَ ....
و انثريها بهدوءٍ ....
عندَ أقدامِ الرّسولْ
- عضو رابطة الأدب الإسلامي العالميّة