بنظرة سريعة إلى مختلف مناطق العالم نجد أنه في قارة أوروبا ، تعتبر التعرية بالرياح أو الأمطار من أهم أسباب تدهور الأراضي الزراعية ، أما في أمريكا الشمالية والتى تمثل أراضيها المنتجة للحاصلات الزراعية 11 في المائة من مجموع الأراضي الزراعية في العالم فإن أهم العوامل التى تؤدي إلى تدهور أراضيها هي استخدام المبيدات الحشرية الزراعية والأسمدة الكيماوية وذلك لزيادة إنتاجية هذه الأراضي . ولكن يختلف الأمر في الدول العربية التي تتميز في معظمها بارتفاع درجة الحرارة كما في دول الخليج ، حيث يعمل ذلك على زيادة تبخر مياه الري وبالتالي زيادة تملح التربة الزراعية وتدهورها تدريجيا. كما أن الحرائق في الأحراش وغابات الساحل السوري مثلا ساعدت في القضاء على 8 ألاف هكتار من هذه الأراضي بين عامين 1985 و 1993 ، مما تسبب في تعرية التربة وتدهورها .
السبب الثالث لتدهور الأراضي في الدول العربية هو الزيادة السكانية ، ولعله اهم الأسباب جميعا ، وذلك واضح جدا في مصر حيث تستهلك مساحات شايعة من الأراضي الزراعية لبناء المنازل والمرافق والمشاريع الإسكانية عليها مما يؤثر في خطط التنمية بها برغم جهود الدولة في مكافحة الإسكان العشوائي الذي يعتبر العدو الأول للتنمية .
كما تقوم الحكومات المتعاقبة في دولة الكويت بمجهودات كبيرة من أجل تحسين الأراضي الزراعية خاصة في مناطق الوفرة والعبدلي والصليبية ، وكما نعلم أن أهم المعوقات لانتشار الكساء الخضري في دولة الكويت هي الظروف المناخية القاسية والرعي الجائر وقلة المصادر الطبيعية للمياه العذبة ، بالإضافة إلى زحف الرمال وتعرية التربة الزراعية وارتفاع المياه الجوفية في بعض المناطق أو انخفاضها في مناطق أخرى وزيادة ملوحتها. وكنتيجة طبيعية لإزالة الغابات في العالم بدرجة كبيرة ومعدلات سريعة ، وأيضا لتدهور النظم البيئية الشاطئية لمصايد الأسمال نتيجة التلوث المائي أو استنزاف الثروة السمكية ، فقد بدأت الموارد الأولية اللازمة للصناعات الرئيسية تتناقص بدرجة كبيرة وبشكل واضح . ويمكن القول إن الغابات المدارية المطيرة ( التى تعتبر أغنى البيئات في مخزونها من الأجناس الوراثية النباتية والحيوانية ) تتعرض للقطع أو الحرق بمعدل 27 مليون فدان في العالم أي 50 فدانا كل دقيقة ، وكنتيجة لذلك فسوف تختفي كل هذه الغابات المدارية المطيرة خلال فترة وجيزة.
والتى تعتبر أكبر الغابات في قيمتها وأغناها في التنوع البيولوجي ، وهي تتعرض للتدمير بمعدل أسرع من غيرها من الغابات . وكنتيجة لذلك يقدر العلماء أن ما يقارب 25 ألف نوع من النباتات وأكثر من ألف نوع من الثدييات والطيور والبرمائيات والزواحف والأسماك مهددة بخطر الانقراض نتيجة التدمير البيئي . ويرى الكثير من الناس أن تدمير الغطاء النباتي في دول أخرى غير دولهم أمر لا يغنيهم ولذلك فلا يعيرونه أي اهتمام . وهذا شيء يتنافى مع الحقيقة التى يجب أن تكون واضحة لهم وهي أن تدمير صنف من الأصناف النباتية يمسنا جميعا لأنه يمس العديد من الأنواع والأصناف النباتية الأخرى . وهنا لا بد من أن نشير إلى التنوع البيولوجي وأهميتة للإنسان .
المراجع
who.int
التصانيف
المشاكل البيئية بيئة مشاكل وحلول العلوم البحتة العلوم التطبيقية