للغابات دور رئيسي في المناخ نتيجة تأثيرها وتأثرها بالتغيرات المناخية في العالم فهي عامل مهم في دورة الكربون المختزن على المستوى العالمي سواء في اشجارها او في النباتات الموجودة بها , وكما نعلم ان لها تاثيرا كبيرا على تركيز غاز ثاني اكسيد الكربون في الجو اثناء نموها حيث ينطلق غاز الاكسجين الى جو ويستهلك غاز ثاني اكسيد الكربون (أثناء عملية البناء الضوئي ), ويلاحظ ان مايدمر من الاشجار يفوق ما يزرع على النطاق العالمي , ولذلك فنسبة غاز ثاني اكسيد الكربون تزيد في الجو وبالتالي تقل نسبة غاز الاكسجين .
وقد تم تقدير كمية الانبعاثات من غاز ثاني اكسيد الكربون في العام 1990 ب 1.6 – 1.67 الف مليون طن على المستوى العالمي نتيجة تدمير الغابات , وهذه النسبة تعادل 20 في المائة تقريبا من نسبة ثاني اكسيد الكربون على مستوى العالم .
• للغابات دور مهم في اتزان دورة الماء في الطبيعة (الدورة الهيدرولوجية )والذي تدفع به ثانية الى الجو على هيئة بخار ماء عن طريق عملية النتح التي تقوم بها النباتات او عن طريق البخر من التربة , وبالتالي تتكون السحب وتنزل الامطار . وكمية الماء التي تنتجها النباتات عالية جدا , فقد قدر العلماء ان شجرة واحدة من
ا شجار الغابات الاستوائية اذا عاشت مائة عام فانها تدفع للهواء بكمية من الماء قدرها 2.5 مليون غالون خلال عملياتها الحيوية التي تقوم بها , وبذلك تضاف هذه الكمية الى السحب لتسقط مطرا . وبالطبع فان ازالة الغابات تضعف من اعادة دورة الماء وتؤدي الى قلة تكون السحب وبالتالي تقل كمية الامطار فتصاب هذه المناطق بالجفاف ثم التصحر .
تلعب الغابات دورا مهما للغاية في تحسين درجات الحرارة في الغلاف الجوي للارض فالغطاء النباتي في الغابات يمتص الطاقة التي تنعكس ثانية الى الجو لو كانت الارض جرداء ( ظاهرة الالبيدو )اذ تؤدي قلة الغطاء النباتي وتعرية التربة الى زيادة انعكاس الاشعة الحرارية من سطح الارض الى الغلاف الجوي , وبالتالي رفع درجة حرارته (الالبيدو هي كلمة عربية وهي تحريف لكلمة البياض )اي نسبة ما يعكسه كوكب الارض الى ما يسقط عليه من اشعة , وتؤكد الابحاث والقياسات الحديثة التي استخدمت فيها الاقمار الصناعية ان (الطاقة الشمسية التي تصل لسطح الارض تبلغ 0.5 سعر/سم2 في الدقيقة , لكن الارض تعكس للفضاء 0.17سعر/سم2
في كل دقيقة اي ان مجموع نسبة الانعكاسات من على سطح الارض وجوها تبلغ 34 في المائة , وهي ما تسمى بالالبيدو ). ولذلك فان تدمير الغابات يؤثر في معدل درجات الحرارة في العالم فيعمل على زيادته وبالتالي احترار الجو العالمي .
• تعرية التربة من الاشجار يجعلها تحت التاثير المباشرللامطار خاصة الحمضية منها التي تعمل على تفكيك محتويات التربة وتحلل عناصرها وتفقدها قدرتها على الانتاج , لذا فللغابات فائدة عظمى للتربة حيث تحميها من الانجراف نتيجة تاثير الامطار الحمضية عليها وتفككها , ومن الامثلة على ذلك تاثير التاكل الشديد الذي حدث للمرتفعات الاثيوبية وهي من اكثر الاراضي التي تعرضت للتاكل في العالم بسبب ازالة
الغابات وتاثير الامطار خاصة الحمضية على التربة , وهذه الاراضي تشغل 45 في المائة من مساحة اثيوبيا وتضم 85 في المائة من السكان بالاضافة الى 75 في المائة من الثروة الحيوانية , وفق اخر المصادر
Neil Cooper/Still2001) )نجد ان 50 في المائة من مساحة تلك الاراضي متاكلة بشكل خطير,25 في
المائة بشكل اكثر خطورة , بينما فقدت 5 في المائة ىمن الارض القدرة على انتاج اي غذاء لان الجزء الذي يتاكل من التربة هو اخصب طبقات التربة (الطبقة السطحية )لاحتوائة على العناصر الغذائية اللازمة لنمو النباتات , وعند ازالة الغابات فان الاوراق والفروع المتساقطة من هذه الاشجار والتي اختفت بسبب ازالة الغابات وكانت السبب في فقد التربة للمواد العضوية التي كانت تضاف لها باستمرار فتصبح فقيرة في السماد العضوي اللازم لنمو النباتات مما يساعد على تفكك التربة وبالتالي تاكلها , واذا استمرت الحال
على ما هي عليه ,فان المرتفعات الاثيوبية ستفقد كلية خلال 100-150 عاما (3 ).
• تعود اهمية الغابات في العالم الى انها تحتوي على اكثرمن نصف انواع الاحياء النباتية والحيوانية
في العالم (4 ). لذلك فان ازالة وتدمير الغابات يؤدي الى تدمير الانواع النباتية والحيوانية , فمن المؤكد ان الحضارة البشرية اعتمدت على التنوع الطبيعي للكائنات الحية ,ولكن ازالة الغابات وفقد المواطن الطبيعية للكائنات الحية سيجعل العالم يفقد الكثير من هذه الانواع , وخاصة ان الغابات تعتبر مصدرا لكثير من الانواع التي تستخدم للحصول على الدواء , وبدائل البترول , واصول النباتات من خضروات ومحاصيل وفواكه , لان اصل كل النباتات نشأ في الغابات .
وتقدر مساحة الغابات في العالم العام 2005 بحوالي 30.2 في المائة من اجمالي مساحة الاراضي المزروعة , وازالة الغابات على مستوى العالم وتحويلها الى اراضي زراعية تقدر بحوالي 13 مليون هكتار في العام ولكن نسبة هذا الفقد تختلف من قارة الى اخرى كما يتضح من الجدول السابق الرقم (7).
وبنظرة سريعة الى دمار الغابات وفقدها على المستوى العالمي والتي استخدمت في رصدها الاقمار الاصطناعية نجد انه بين عامين 1990و 2005 تم فقد حوالي 94 مليون هكتار , وكان لقارة افريقيا نصيب الاسد في هذا التدمير حيث فقد حوالي 52 مليون هكتار , اما بالنسبة لقارتي اسيا واستراليا , فان الفقد فيهما كان قليلا نسبيا , ويرجع ذلك الى اهتمام بعض الحكومات الاسيوية بالمحافظة على الغابات من جهة , واهتمام بعض الدول الاسيوية الاخرى بزراعة غابات جدبدة مثلما حدث في الصين والفلبين اما بالنسبة لقارتي اوروبا وامريكا الشمالية فقد زادت مساحة الغابات , فمثلا في القارة الاوروبية بلغت الزيادة حوالي9 ملايين هكتار فيما بين عامي 1990 و 2005 حيث زادت مساحة الغابات من 1042الى 1051 مليون هكتار (تقرير الفاو 2005 )اما في قارة امريكا الشكالية (الولايات المتحدة و كندا )فقد زادت مساحة الغابات المنزرعة فيها بمقدار 3.9 مليون هكتار في المدة نفسها رغم ما عانته تلك الدول من حرائق شديدة في الغابات , فقد كان موسم الحرائق في العام 2003 في كندا قاسيا الى حد كبير .
وتعتبر دول امريكا اللاتينية (الجنوبية )من اكثر المناطق فقدا في ارضي الغابات بالرغم من انها غابات استوائية في الغالب, حيث فقدت مساحة تقدر بحوالي 46.7 مليون هكتار , فيما بين العامين 1990و 2000 وهي ثاني اكبر خسارة للغابات في العالم بعد افريقيا , وكانت مساحة الغابات في دول امريكا اللاتينية والبحر الكاريبي في العام 1990 نحو مليون هكتار ثم تناقصت الى 964.4 مليون هكتار في العام 2005
وفي كثير من البلدان تختلف الاسباب التي تدمر من اجلها الغابات فتجد انه في افريقيا مثلا يكون السبب الرئيسي هو الحصول على الاخشاب لاستخدامها كوقود كما حدث في زامبيا حيث تم تدمير 430 كيلومترامربعا من غابات ) , كذلك في الكاميرون والسودان chenje 2000 ( الاخشاب لتحويلها الى فحم (حوالي 100 الف طن من الفحم )
)من الاشجارالمقطوعةFAO 2001a ومدغشقر كان استخدام اخشاب الاشجار كوقود يمثل حوالي 80 في المائة (
اما في قارة اسيا فيختلف الامر ففي نيبال مثلا تقطع اشجار الغابات من اجل الحصول على الطاقة ,وهو ما يمثل حوالي 70 في المائة من الطاقة المطلوبة , بينما تمثل حرائق الغابات نسبة لا باس من اسباب تدمير الغابات خاصة في بعض الدول مثل اندونيسيا كما حدث في العامين 1996و1997 , وكذلك في استراليا والصين ومنغوليا في السنوات الاخيرة. وفي بعض الدول الاخرى تمثل اشجار الغابات ثروة لتصدير الاخشاب الى الخارج , كما يحدث في نيوزيلندا (5 )واستراليا واندونيسيا وماليزيا وغيرها من الدول . وتمثل كلا من الصين والفلبين الدول التي وضعت خططا طموحة لزيادة مساحة الغابات فيها , فالصين كانت اولى الدول التي نفذت هذه البرامج في العام 1970 , ولذا فقد زادت مساحة الغابات بها والتي كانت في العام 1993 تمثل 13.9 في المائة من مساحة اراضيها فاصبحت في العام 2000 تمثل 17.5 في المائة , اما الفلبين فقد وضعت برنامجها لزيادة مساحة الغابات بها خلال الاعوام من 1990 الى 2015 الى ما مقداره2.5 مليون هكتار , وتطمح استراليا كذلك لزيادة اراضي الغابات المزروعة فيها بمقدرا 3 ملايين هكتار في الفترة 1990 وحتى العام 2020 . وفي القارة الاوروبية تمثل فنلندا اكثر الدول من حيث مساحة الغابات تليها فرنسا والمانيا ثم السويد , ولعل اكثر العوامل المؤثرة في الغابات التي تؤدي لتدهورها في القارة الاوروبية هو التلوث الذي يؤدي الى تكون الامطار الحمضية والتي لها تاثير مدمر على اشجار الغابات , كذلك حدوث الحرائق , كما ان الاشعاعات التي نتجت عن التسرب من مفاعل تشرنوبل في الاتحاد السوفييتي السابق كان له اثر على الغابات الموجودة في اوكرانيا . اما الغابات الموجوده في جنوب اوروبا وعلى شواطئ البحر الابيض المتوسط فقد تاثرت بقطع الاشجار للحصول على الاخشاب , كما تاثرت باندلاع الحرائق
نتيجة ارتفاع معدلات درجة الحرارة وشدة الرياح وذلك حدث اخيرا ايضا في روسيا (يوليو – أغسطس 2010 ).
وتعتبر دول امريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي من اغنى المناطق بالغابات الاستوائية والتي تقدر ب 834 مليون هكتار
علاوة على 130 مليون هكتار من انواع الغابات الاخرى ( FAO 2001a )وكما ذكرنا سابقا فانها تنتج 160 مليار متر مكعب من الاخشاب في العام وهو ما يمثل ثلث كمية الانتاج العالمي من الاخشاب , لذا يعود السبب الرئيسي لتدمير الغابات في هذه الدول الى الحصول على الاخشاب من جهة ,وتحويل اراضيها الى اراض زراعية علاوة على
اندلاع الحرائق من جهة اخرى ,ومن اهم الزراعات التي التي حلت محل الغابات هي رزاعة فول الصويا والبن والموز خاصة في البرازيل وبوليفيا ودول امريما الوسطى . وتدمير الحرائق لمساحات هائلة من الغابات في دول امريكا اللاتينية والكاريبي تكون اما بفعل بشري او نتيجة للعوامل الجوية المتطرفة .
اما في دول امريكا الشمالية والتي تضم الولايات المتحدة الامريكية رابع اهم دولة بها غابات على المستوى العالمي حيث يوجد بها 226 مليون هكتار ( FAO 2008 ) , وتزيد مساحة الغابات المزروعة في كل من الولايات المتحدة
وكندا نتيجة للاهتمام المتزايد من الدولتين باهمية الغابات مما جعل مساحة الغابات تزيد فيهما .
المراجع
mawdoo3.com
التصانيف
المشاكل البيئية بيئة مشاكل وحلول العلوم التطبيقية العلوم البحتة