مـِنْ أينَ أبـدأُ؟ والأحـــزانُ تعْـصِـرُنـي
مِنْ قسْوةِ الهُـونِ أمْ منْ حالـةِ الوهَـنِ؟ ‏
مـنْ أيـنَ أبـدأُ ؟ مِـنْ تَغْـريـبِ سُـنْبُلةٍ؟
أو مـنْ ديارٍ خَلـتْ فـي غَفْلـةِ الزَمَــنِ؟
أم مـنْ ذئابٍ عَـوَتْ ؟عـزْفــاً على وَتَرٍ
أنْـغـامـهُ لحَــنَتْ فـي سُـــلّمِ الـعَـفَـــنِ
جـاءتْ تحـفُّ بهــا أحْقـَادُهـــا زُمَــراً
فسـرْبلـتْ عفّــةَ الأفـــراحِ فـي كفـــنِ
أنْيابُها أفْصَحَـتْ عـن بُغْضِهــا وبَــدا
خُـبْـث النوايــا بأشـكـالٍ مـنَ الفتَـــنِ
ما هـاج قلبكَ يومَ اصطفَّ حشـدهمُ؟؟
كيْ يغْمدوا السيفَ في بوّابةِ الوطنِ
من كـلّ داجيــةِ الأشْبـاهِ قــدْ جُمِـعــوا
يحْدو بِهمْ باطــلٌ في الســرِّ والعلــنِ
أزهارنا هاجَـرتْ مـنْ روضهـا قُـلِعَتْ
والجـهلُ ســادَ على الأرواحِ والبَــدَنِ
الجمْــعُ مرتهــنٌ فـي حسـبـةٍ نَفَقَـــتْ
والتاثَ أمرهـمُ في الفـرْضِ والسـنـنِ
ضاعـتْ مبادِئُـهـمْ ،أخلاقُهـــمْ وَهَنَـتْ
فضاعَ عصفورُهمْ والخيطُ في الدُجَـنِ
حــادتْ بَصيرَتهـمْ عـن دربِ خـالقِهـا
فاقـتـادَ عُـــورهمُ أعـمـى بـِلا فِـطَــــنِ
ســادَ الغبــيّ فهـلْ تـرجـى لمعضلــةٍ
أنْ ترتقيْ الحلَّ في حِـلٍّ عـن المِحَــنِ
منْ أينَ أبـدأُ؟ والأوطــانُ قـد سُـلِبـتْ
منْ قبلها القـدسُ إذ باتتْ على حَـزَنِ
لـو أنّ بعــضَ دمٍ ممـا أرُيـقَ جــــرى
في عِـرْقِ زيتونِهـا ما باتَ في شَجَـنِ
لكــنّ فطنـتَـنــا قــدْ شـــابَهـــا خَــــوَرٌ
واسـتوطـنتْ روحَنــا مــدّاحةُ الــوثنِ
إنّ الكفـوفَ التي قـدْ صفّقَــتْ مَـلَقَــاً
عيـنُ الكفـوفِ التي باعــتْ بلا ثمــنِ
واليـومَ قـد بدّلـتْ أَجْـلالَــهَـا طـمـعــاً
مـا زادَ مـنْ ذلّـهــا رهــنٌ لـمـرْتهـــنِ ‏
بانـتْ نجاســاتُهمْ فاحـتْ بمـا حَمَلـتْ
من مُـنْتِـنِ القيح والأرْجـاس والعفـنِ
شجّـوا تواشِـجَنـا في تربـةٍ حَضَنَــتْ
منْ سـالفِ المَجْـدِ أطيـافاً على سنـنِ
تاريـخُ صَحـْــوتنـا زاهٍ يَضــوعُ بنـــا
كالشمس إذ ضمّتِ الأقمـار في حنَـنِ
خــابــتْ تجـارتـهـمْ رُدّتْ بضـاعتـهـمْ
والـويــلُ للآفــكِ المـوتـورِ والهُجـنِ ‏
تبّـتْ رؤى حـاقــــدٍ إذْ خــابَ مطْـلبـهُ
ثَـابـتْ ســواعــدنـا تبني بلا حَــــــرَنِ ‏
لكـنّ يا صـاحِبـيْ مـا بِـيـعَ لـيــسَ لــهُ
فـيْ دارةِ الكَــونِ مـنْ شـبْهٍ ومقْـتَــرَنِ
إذا تبـارى، شمـــوسُ الكـــونِ قاطبـةً
لــهُ ســتـكْـسِـفُ إجْــلالاً بـلا ضَـغَـــنِ
مـنْ أيـنَ يا لائمـي أَسْمــو بمفْــرَدتـي
والحــرْفُ قَــدْ نالـهُ ذبْـحٌ مِــنَ الـوُتُـنِ
هم ألجمـوا شَـفَتـيْ عـنْ كــلِّ باســمةٍ
واسْتكْثَروا هَمْسَتيْ في هَدْأةِ الوسَــنِ
آهٍ علـى زمـــنٍ ســــادَ الـزنيــــمُ بـــهِ
واسـتوطَنَ الــدارَ عـلجٌ غيـر مـؤتَمـنِ
ناديـتُ يا وطَنـيْ ليــلُ الطغـــاةِ مضى
صاحَ البـــلاءُ بِنـا يسعى ولــمْ يـهـــنِ
هــذا النـخيــــلُ يئنُّ اليــومَ مُنـتَـحِبـــاً
يسْتنْزف السـعْفَ والزيتونَ في وَهَـنِ ‏
صيـّرْت منْ خـافقــيْ نـذراً كـمنتـَـهَــلٍ
للســائريـــنَ الـى العَليــــا بـلا مِنــَــنِ
عينيْ مــدارُ رؤىً جفّـتْ محـاجـرهـــا
واسْتمْرأتْ ومضةً منْ عـاطـرِ الزمـنِ
قلْبــي يَـراعُ تُـقـى أمْســـتْ محَـــابـرهُ
تسْتقْدح الحرف كي يَسْمو على المِحَنِ
هاجـتْ بيَ الـروحُ لـمْ ترْكـنْ لمِحْنتِـها
تسْتنْهض الريـحَ أنْ تنْســابَ بالمــزنِ
دمعـيْ على واحتــيْ مـا كفّــهُ جـَــدبٌ
مِـدرارهُ ســابِغٌ كالنــازلِ الهَتــــــنِ
مـا رقَّ ليْ ناظــرٌ مـنْ بعْـدِهــا فَـــرِحٌ
فهْيَ الشذا والندى إن هاجَ بيْ شَجني ‏
أدعـو إلـه السمـــا والأرض يحْفـظهــا
من كـلّ شــرٍّ بدا فـي زرقـةِ الـوطـــنِ

المراجع

odabasham.net

التصانيف

شعر  أدب