تؤثر العديد من العوامل قي توزيع السكان مثل العوامل الطبيعية ( المناخ - المياه - التربة ونوعيتها ) والعوا مل البشرية مثل العامل الديموغرافي ( السكاني ) ، نوع الحرفة النقل والمواصلات ، الزراعة , الصناعة وتطورها المشكلات السياسية والحروب ، ويتأثر عدد السكان بالتفاعل بين العناصر البشرية وبين البينة الطبيعية .
والعوامل الطبيعية تختلف قي تنأئيرها على توزيع السكان من مكان لاخر . وبالطبع هناك عوامل بشرية أخرى مكنت الانسان من تغيير ظروف بيئته الطبيعية وتعديلها حتى بتلاءم مع وجوده بها . لذلك , فلا تعتير العوامل والمؤثرات الطبيعية وحدها المسؤولة عن توزيع السكان بمعزل عن العوامل البشرية الأخرى التي تتكامل وتتداخل بعضها مع البعض وتؤثر مجتمعة على انتشار السكان .
فالمناخ مثلا له تأثيركبير قي توزيع السكان على الأرض لأن للمناخ تأثيرا كبيرا على تكوين التربة والغطاء النباتي . و ولذا نجد أن معظم السكان يتركزون خي المناطق الشمالية من الكرة الأرضية حيث المناخ أكثر اعتدالا .
من المعروف أن المناخ الحار عامل طارد للسكان وكذلك امتزاج الحرارة العالية والرطوبة المرتفعة لا يثسجع على السكن ، ويتضح ذلك في المناطق الاستوائية والمدارية ، بينما لو نظرنا إلى المناطق الصحراوية الجافة فتمتازبقلة السكان وكذلك المناطق شديدة البرودة فلا يوجد فيها أي إغراءات للاستقرار . حيث يزيد البرد الشديد من انتشار الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي كما لا يسمح بالسكن ٠ قلة نمو المحاصيل الزراعية .
هناك أيضا عامل المياه الذي يؤثرتأثيرا مهما على توزيع السكان في العالم حيث توجد مناطق قليلة الأمطار مثل منطقة وادي النيل ( مصر والسودان ) . ومع ذلك ، فهي مزدحمة بالسكان لوجود نهر النيل وخصوبة التربة ، بينما لا تجذب بعض المناطق الأخرى التي يتوافرفيها المطر الغزير مثل المناطق الاستوائية فهى تمثل عائقا أمام استقرار الجماعات البشرية ، ويسبب فقر هذه المناطق بالثروات المعدنية التى تعمل على جذب السكان ، وفقر التربة نتيجة غسيل الأمطار المستمرة لها . لذلك فهي غير صالحة للزراعة من ناحية ، وكثيرة الحشرات السامة والحيوانات المفترسة من ناحية أخرى ، مما يزيد من العوامل التى تعمل على تقليل الكثاقة السكانية . .
أيضا يبرز أثر التضاريس بوضوح على توزيع السكان ، لا سيما المناطق المرنقعة التي تسبب مرض دوار الجبال خصوصا التي تعلو فوق 3000 متر . لكن السكان المنتشرين قي أودية وهضاب الجبال التي تعلو أكثر
من 2000 متر قد تعودوا على المعيشة مثل سكان الهملايا والبيرو .
وتتميز المناطق الجبلية العالية بقلة السكان إجمالا ويعتبر بيير جورج أن أكثر من 90 في المائة منسكان العالم يعيشون في مناطق لا يزيد ارتفاعها على 450 مترا . وتؤثر المرتفعات في انتشار السكان تأثيرا مهما إذ إن المرتفعات الشديدة الانحدار تمتاز بوجود خوانق تعيق النشاط البشري .
كما أن المناطق الجبلية في المناطق الباردة عائق أمام الاستقرار لانخفاض درجة الحرارة ، بعكس المناطق العالية في الجهات الصحراوية أو المدارية حيث يساعد الارتفاع على تلطيف المناخ وتصبح بالتالي صالحة لاستقرار السكان مثل هضبة البحيرات الاستوائية قرب منابع النيل أو مرتفعات كينيا وهضبة الحبشة التي تنشط فيها المياة الزراعية .
أما قي المناطق السهلية المعتدلة والقي يتوافر قيها النشاط اليشري كالزراعة أو التعدين وسهولة التنقل مثلا ، فهي تعتبر مراكز جذب للسكان مثل السهول الموجودة قي الهند وأوروبا ومصر والصين وباكستان وجاوا وسهول اليحرالمتوسط وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وذلك لقابليتها الشديدة للزراعة ولسهولة المواصلات بها . وإذا توافرت مواد معدنية في مناطق جبلية فان العوامل الاقتصادية هي التي تجذب السكان إليها ، كما هو الحال في جبال أطلس في أفريقيا وجبال بوليفيا وبيرو في أمريكا الجنوبية وهناك أيضا العامل الأمني والهرب من الاضطهاد . حيث تصبح المناطق الجبلية عامل جذب للسكان ، مثل مرتفعات البلقان وجبال لبنان
والعلويين ومرتفعات القبائل قي الجزائر وفي شمال أفريقيا .
تابع
العوامل المؤثرة في توزيع السكان صفحة 2
الدكتور عبدالمنعم مصطفى المقمر