مـدن الـجـراح تأجّلتْ iiأمطارُها
واعـشـوشبت فيها براكين iiالردى
وتـنفّست سحبُ الغياب على iiالربا
مـدنـي غـيـابات يُؤجَّلُ iiموتها
وتـكـسّـرت عند المتاهِ iiخطوطها
أرضـي مـصـادرةٌ شظايا iiرملِها
نـثـرَتْ بـأنفاس الحنينِ iiحنينها
وخيولُ ريحِ الصمت تركض iiللمدى
وتُـثـيـرُ فـيها الذكريات رحيلها
وتـشـيـلُ أكتافي زحوفَ iiمآتمي
ورواحـلـي حَمَلتْ بكفِّ iiضياعِها
وعـلى طريقي ترتمي طرقُ iiالشجا
وعـبـاءتـي لَمَّ الرحيلُ iiخيوطَها
وتـدقُّ أنـفـاسي رواجمُ iiغربتي
ودمـي يُـغادِرُ عن عروقي iiمُبْعدا
وتـلـفّـني عجلى سواترُ iiحُرقتي
ويـشـيلُ وجهي كلَّ ألوانِ iiالأسى
قـلـقـي وأحـملُه مرافيءَ iiغيبةٍ
مِـنْ أيـنَ والمطرُ المقيتُ iiمسافرٌ
لَـبِـسَـتْ مداراتي يداي iiتفحَّمَت
مَـنْ ذا وروحـي في مهبِّ iiدمارِها
عـجـبـا لأوجـاعي يتيهُ iiبكونها
وأنـا مـجـرّاتُ الـسماءِ iiمدائني
أنـا لـم أزلْ غـرّا ومن أَزَلٍ iiأنا
وجـراحُ مـوتٍ أيـنعت iiمجهولةً
وتـنـاهـبتني خطوتي في iiتيهِها
فـزَّت بـأضـلاعـي عوالمُ iiلهفةٍ
سُـحـبـي مـبعثرةٌ تمزَّق iiبِشْرُها
وسـمـاء وردي مـا تفتّحَ iiوردُها
هـذي بـلادي خـبأت بفم الدجى
وتَـمـازيَـتْ والموتُ خاصمَ iiجثةً
وتـنـاثـرتْ حُـفَـرٌ بـقايا iiأنَّةٍ
قـد تـرْحَـلُ الدنيا ولكن في iiدمي
ويـظـلُّ شـعـري ثورةً iiمحفوفةً
ويـظـلُّ ميلادُ الشموس وقد iiنأت
وتـردَّدُ الـنـغـمَ الشرودَ iiسُراتُه
مـدنـي بـها جفَّ النهارُ iiوأثمرَتْ
صـارت يباباً مثلَ روحِ iiقصائدي
وتـيـبَّـست رئتي تزوَّجها iiاللظى
ومُـذِ اسـتفاقَ على جنوحِ iiغزاتِنا
كـلّ الـذيـن تـزوَّجوا لم iiيُنْجِبوا
جـئـنـا وأدمـتـنا ولادةُ iiحزنِنا
مـوتٌ أنـا لـملمتُ أحجارَ iiالردى
مُـذْ جـئتُ والمنفي يُراودُ iiعالمي
وبـكـى الأذانُ فـغـيَّبوا iiأنفاسَهُ
وبـكـتْ فـوانيسي ففزَّتْ دمعتي
وشـكـتْ زمانَ الفوضوية iiغابتي
يـجـتـثُّ لا يـعيا شبابَ ربوعِنا
طـاروا عـلى كفِّ العذابِ iiحمائماً
هـشَّـتْ لـهم أبوابُ جَنةَ مَنْ iiدحَا
وتساقطوا ورقَ الخريفِ وما انْحَنَتْ
كـلا ومـا زالـتْ هـنا iiأسماؤهم
وطني زحوفُ الموتِ فيه iiتشابكتْ
وتـعـدَّدتْ ألـوانُـه iiوتـمايَزَت
ومـآتـمٌ حـاراتُـه مـدّ الـمدى
والأرضُ مـا زالتْ بها يَلِدُ iiالردى
فـالـفـجـرُ آتٍ والعراقُ iiالملتقى
وتـعـودُ مـن عدمٍ خيولٌ iiغادرتْ |
|
ونـمـت على نزف الدما أشجارُها
وزهـت عـلـى آلآلامها iiأزهارُها
وتـنـاسـلت وجعا طغى iiأعذارُها
عـنـد الغروب ويستباح iiمسارُها
وتـهـدمـت في صمتها iiأسوارُها
وتـمـوت عـطشى للنهار iiثمارُها
وعـلـى مدارِ الأفقِ غاب iiمدارُها
تـعـبـى ويعرجُ للغيابِ iiغُبارُها
وأصـابـعُ الأحـزان تَمْطُرُ iiنارُها
عـبـئاً ويرحلُ بالحروف iiنهارُها
يُـتْـمـي. وتُنْكِرُ بوحَها أسرارُها
ظـمـأى. وتـغرقُ بالدِّما iiأنهارُها
ورمـى سُـراها وانحنت iiأعطارُها
وعـلـى ضلوعي تستحمُّ iiشِفَارُها
وتـدوسـنـي قدمُ الدجى وأُوارُها
لـيـغـيبَ بي قمرٌ تناعسَ iiغارُها
ويـظـلُّ يـنـطُرُ للسعاة iiمزارُها
فـيـقـئُ فـي غـابـاته iiتيّارُها
عـنّـا ومَـلَّتْ من سماي iiجرارُها
وزهَـت بـأنـواعِ الشقا أغوارُها
يـجـتـاحُ ميدانَ العروقِ iiدمارُها؟
شـعري. وتُعصرُ للسرابِ iiغمارُها
فـيـهـا تُـشاكِسُ للمنى iiأقطارُها
قُـطْـبُ احـتراقٍ آنسته iiجِمارُها
ومـشى إلى المجهولِ فيه iiقطارُها
وبـأضـلـعـي شَدَّ المتاهَ iiسوارُها
ونَـمَـا جـحيمي واكتوتْ iiأنوارُها
وهـوَتْ قـنـاديلي وعَزَّ iiجدارُها
وغـيـومُ لـيلي غابَ فيّ مَغارُها
أسـرارَهـا وتـعاظمت iiأخطارُها
مُـذ راحَ يَـخْرِقُ للدروبِ دُوارُها
صَـرخَـتْ وتشكو صمتَنا أشبارُها
بـاقٍ نـزيـفـي ما حَوتْهُ iiبحارُها
بـوعـيـدِها وغدُ النشورِ iiمَطارُها
خـطـواتُـهـا وتـعيده ii ثوّارُها
وتـدقُّ بـابَ الـمـلتقى iiأنصارُها
عَـطـشاً وماتت بالسراب iiثمارُها
وغـدت جـروحَ سنابلي iiأوتارُها
مـذ أنـجـبـت فيها المآتمَ iiدارُها
واسـتأصلَ الحلمَ الشفيف iiسعارُها
الآيَ ضـمَّـت قـامـتي أحجارُها
تـذكـي بـأعراقي الجحيمَ شِفارُها
وحـفرْتُ قبري في ضياعِ iiحِوارُها
ومـآذنـي فـيها الْتَوَتْ iiأسْحارُها
ونَـعـى محاريبَ الركوعِ iiنِفارُها
وجَـرَتْ تـخُـدُّ بـمقلتي iiآثارُها
ورمـى سـلاسـلـه بها iiمنشارها
فـتـشـيـلُ تـابوتي إليَّ iiقفارها
خُـضْـراً ويـنقُل روحهم iiمنقارُها
بُـرْجَ الـوجـودِ بهم يشبُّ iiأُوارُها
قـامـاتُـهـم وتـكوَّرت iiأقدارُها
فـي مـرفـأ الأنفاسِ يمطرُ iiثارُها
أشـكـالُـهُ وبـه عـلا iiإنـذارُها
غـيضاً ولاحَتْ في البُروقِ iiمِهارُها
صـنـعَـت به لونَ الدمار iiكبارُها
وتـعـدُّ لـلـفلقِ القريبِ iiعِسارُها
وغـداً قـريـبٌ والشَّرارُ iiشَرارُها
وتـعـدّ مـيلادَ الضحى ii(أنبارُها) |