التصحر بالمغرب

على الرغم من موقع المغرب الإستراتيجي ومناخه المعروف وتضاريسه التي توفر المهاد لغطاء نباتي غني ومتنوع يبلغ حوالي سبعة آلاف صنف ونبتة مستوطنة، فإنه يفقد حوالي 31 ألف هكتار من غاباته كل سنة، مما يجعله مهددا بالتصحر في المستقبل المتوسط حسب عدد من الدراسات والخبراء ووضع استنفر المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر لوضع مخطط عاجل لمواجهة التصحر والمحافظة على تلك الثروة.

 

أوضاع مقلقة

غابة معمورة بمساحة 133 ألف هكتار -أكبر غابة للفلين بالعالم- نموذج لما تتعرض له غابات المغرب من تلف وتدهور.
فحسب الخبير المغربي في النباتات لدى منظمة الزراعة والتغذية الدكتور محمد الرجدالي فقد فقدت غابة معمورة منذ 1920 نصفها، وهو وضع أكدته أرقام المندوبية السامية للمياه والغابات حين ذكرت أن غابة معمورة تقلصت بين عامي 1951 و1992 من مائة إلى ستين ألف هكتار.

الرجدالي أضاف في حديث للجزيرة نت أن الغابات المنتشرة في شمال المغرب تقلصت بنسبة 45% في الأربعين سنة الماضية بسبب زراعات القنب الهندي والحرائق أما في الجنوب فزحفت الرمال الصحراوية على 280 ألف هكتار في واحتي درعة وزيز، كما أن 1500 صنف من النباتات مهدد بالانقراض، وأغلبها من النباتات المستوطنة التي لا توجد إلا في المغرب، حسب الرجدالي.

ويضيف أن هناك أيضا 30 ألف هكتار من غابات شجر الأركان (تنطق بالجيم المصرية) الفريدة التي لا توجد إلا في المغرب، تلفت بسبب جشع ذوي الضيعات الفلاحية وغور المياه بتقريبآ 250 مترا تحت الأرض فتهديدات الغطاء النباتي المغربي لا تتوقف عند هذا الحد، بل إن انجراف التربة يهدد المحيط الحيوي على مساحة 20 مليون هكتار بسبب التلوث والزحف العمراني.

أسباب متعددة
وحسب دراسات المندوبية السامية للمياه والغابات، التي اطلعت الجزيرة نت على بعضها، فإن أسباب هذا الوضع متعددة، ويقف على رأسها أن الغابة بالمغرب هي المصدر الرئيسي للطاقة لدى سكان القرى، إذ إنها توفر حطب التدفئة والطبخ بنسبة 30%، ويستهلك المغاربة سنويا تقريبآ 10 ملايين متر مكعب من الحطب.

وتذهب 83% من أخشاب الغابات إلى البيوت بالقرى، في حين أن 3% يستهلكه سكان الحواضر و8% يستعمل في الأفران والحمامات. ولا يمكن للغابات التي تنتج 3 ملايين متر مكعب من الحطب والخشب، أن تلبي الكثير من الطلب.
كما أن الرعي من أهم أسباب تدهور الغابة بالمغرب، إذ إن 40% من مساحة المغرب مخصص للرعي، وتوفر 1.5 مليار وحدة علفية أي 17% من الرصيد العلفي الوطني.

وتدمر الحرائق مساحات متزايدة من الغابة، إذ انتقلت المساحات المحروقة من 1883 هكتارا بين عامي 1960 و1969 إلى 2700 هكتار بين عامي 1990 و2007 ويغتصب الزحف العمراني المزيد من الغابات بنسب كبيرة، ففي شفشاون على سبيل المثال وصلت نسبة الزحف 88%، تليها أزيلال بنسبة 85% والصويرة 83% والحسيمة 72% ثم القنيطرة 54% فخنيفرة 53%.


مخطط للإنقاذ
وأمام هذه الأوضاع الخطيرة، أعلنت المندوبية السامية عن مخطط استعجالي لمواجهة هذه الآفات التي تهدد الغابات والنباتات بلغت كلفته الإجمالية 280 مليون درهم (40 مليون دولار) لتقوية البنية التحتية الغابوية وتجديد 20 ألف هكتار من أشجار الفلين وانطلق المشروع منذ العام 2005 في غابة معمورة بإعادة غرس 1200 هكتار ليصل إلى 2000 هكتار عام 2008 وحوالي 2900 هكتار عام 2014.

المراجع

aljazeera.net

التصانيف

المشاكل البيئية  بيئة  تصحر   العلوم البحتة   العلوم التطبيقية