الهند بلاد عظيمة المساحة كانت خاضعة للإحتلال البريطانى ، ثم استقلت فى عام 1947 غير أن الخلافات بين سكانها المسلمين والهندوس أدت الى انقسامها الى دولتين هما جمهورية الهند وجمهورية باكستان .
لقد اصبحت باكستان دولة مستقلة فى عام 1947 ومع هذا لا يزال هناك خلاف شديد بين الهند وباكستان على إقليم كشمير الذى يعيش فيه أغلبية إسلامية تتطلع الى الانضمام لباكستان الأم وهذه المشكلة سببت حروب كثيرة بين الدولتين مازالت مستمرة حتى اليوم . لقد اهتمت الهند بالنشاط النووى منذ أواخر الخمسينات بالتعاون مع كندا ويوجد بها الآن 10 محطات نووية ومصانع للوقود النووى والماء الثقيل . وقد قامت الهند باجراء تفجير نووى عام 1974 فى صحراء راجستان قدرته 12 كيلو طن ثم قامت بإجراء 5 تفجيرات نووية فى 11 و 13 مايو 1998 م .
كذلك اهتمت الباكستان بالنشاط النووى منذ اكتوبر عام 1958 فى عهد الرئيس الراحل ذو الفقار على بوتو المخطط الرئيسي لسياسة باكستان النووية والذى انشأ المعهد باكستان للعلوم والتكنولوجيا وبه مفاعل قدرته 5 ميغاوات للأبحاث ثم انشا مفاعل فى مدينة كراجى لتكوين محطة نووية طاقتها 125 ميجاوات بمساعدة كندا ثم محطة نووية قدرتها 600 ميجاوات قامت الصين ببنائها فى كاشيا . وفى منتصف عام 1976 أبرمت اتفاقية لإنشاء وحدوة معالجة الوقود المستهلك لاستخلاص البلوتونيوم مع فرنسا لكن تدخل الولايات المتحدة أوقف هذه الاتفاقية وبالتالى لم تتمكن الباكستان من تصنيع القنبلة الذرية من البلوتونيوم فكان هناك اتجاه آخر هو هولندا فى مؤسسة الميلو المتخصصة فى مشروع تخصيب اليورانيوم . لذلك اتجهت المخابرات الباكستانية للإستفادة منه فى الحصول على تكنولوجيا تخصيب اليوارنيوم بطريقة الطرد المركزة وقد لعب عبد القدير خان دورا هما فى نقل هذه التكنولوجيا لبلاده حتى استطاعت تصنيع القنبلة الذرية الباكستانية على أرجلها متحدية القدرات النووية الهندية وثبتت للعالم أنها الدولة النووية السابعة فى النادى الذرى .
اعلن قيام النظام الجمهورى فى باكستان عام 1956 وكان اللواء اسكندر ميرزا او من تقلد منصب رئيس الجمهورية ، وقد بسط العسكريون سيطرتهم على مقاليد الحكم خلال أواخر الخمسينات والستينات من القرن العشرين وقد عانت الباكستان من عدة حروب بينها وبين الهند ومن جهة وبسبب الخلاف حول اقليم كشمير من جهة اخرى وهذه الخلافات نشبت منذ عام 1947 م وحتى اليوم وفى عام 1971 م نشبت حرب بين الجانبين ادت الى وفاة اكثر من مليون شخص بسبب استقلال دولة بنجلاديش عن باكستان ومساندة الهند لها .
البرنامج النووى فى باكستان :
بدأ البرنامج النووى الباكستانى موجها أساسا الى الهند متأثرا باعملين أساسيين :
- الأول : هو تاريخ العداء الطويل بين البلدين والذى شهد ثلاثة حروب دامية فى أعوام 1947 و 1965 و 1971 م .
- الثانى : إقدام الهند على اجراء تجربتها النووية الاولى فى عام 1974 م .
لقد كان ذور الفقار على بوتو هو ابو القنبلة النووية الباكستانية حيث خطط لسياسة باكستان النووية منذ عام 1985 م حينما كان وزيرا للخارجية ووزيرا للطاقة ومسئولا عن الطاقة الذرية لقد قالى الزعيم ذو الفقار على بوتو : " لقد ارتبطت بالبرنامج النووى منذ اكتوبر عالم 1958 م ، الى يوليو عام 1977 م وهى فترة امتدت لمدة 19 عاما وعندما توليت مسئولية هيئة الطاقة الذرية الباكستانية لم تكن أكثر من أسما فقط وقد كرست كل امكانياتى بنشاط وتصميم لا يلين من اجل مهمة الحصول على القدرة النووية لبلادى .
وقد أرسلت مئات الشباب الى أوربا وأمريكا الشمالية للتدريب على علوم النووية واشرفت على بناء معهد باكستان للعلوم والتكنولوجيا ، ووضعت حجر الأساس له فى منطقة بالقرب من العاصمة " إسلام أباد " وقمت بالتفاوض باقامة اتفاقية خاصة بتجهيز مفاعل للأبحاث قدرته 5 ميجا وات لهذا المعهد ، ثم أجريت مفاوضات أخرى لبناء محطة نووية فى مدينه كراجى قدرتها 125 ميجا وات بالتعاون مع الحكومة الكندية وقمت بافتتاحها وفى منتصف عام 1976 م وافقت على اقامة محطة نووية أخرى فى كشما وابرمت اتفاقية لإنشاء وحدة معالجة الوقود المستهلك لاستخلاص البلوتونيوم مع فرنسا فى نفس العام حيث كان جاك شيراك رئيسا للوزراء فى ذلك الوقت .
وبجهودى الشخصية حصلت باكستان على البنية التحتية الاساسة والامكانيات اللازمة للقدرة النووية ، حين توليت مسؤولية الطاقة الذرية . كانت باكستان متخلفة عن الهند بحوالى 20 عاما فى برنامجها النووى وحينما تركت رئاسة الوزراء كانت متخلفة عن الهند بخمس سنوات فقط . إن المتطلبات الاساسية الى البنية البشرية اللازمة من العلماء والفنيين وقد اعطيت أولوية بتدريب عدد كبير من العلماء النوويين والفنيين فى الدول الاجنبية ونحن نمتلك الان القدرة بالعقول ولدين وحدة الطاقة النوية فى كراجى وكل ما نحتاجه هو وحدة معاجة الوقوت لاستخلاص البلوتونيوم . نحن نعلم ان اسرائيل لديها وتمتلك قدرة نووية كاملة بمعاونة جنوب افريقيا و أن الحضارات المسيحية والهندية واليهودية تمتلك هذه القدرة التى لم تكن تملكها فكان هذا الوضع .
لقد سعيت للحصول على وحدة معالجة البلوتونيوم من فرنسا منذ عام 1973 م " وفى احدى المناقشات مع وزير خارجية أمريكا الدكتور هنرى كسنجر الذى ذهب الى الباكستان بتوجيه من اسرائيل لإقناع الرئيس و الفقار على بوتو بالتوقف عن النضى قدما فى برنامج " القنبلة الاسلامية " وعرض عليه 110 طائرات مقاتلة مجهزة بالمدافع والصواريخ ومع رفض الرئيس بوتو لهذه الاغراءات قال له كسنجر " سنجعل منك عبرة رهيبة " ولم يتوقف الامر عند هذا التهديد بل امتد الى الغاء كافة المعونات لباكستان فى عام 1981 م .
انقلاب عسكرى ضد ذو الفقار على بوتو :
بعد التهديد الذى تعرض له بوتو من هنرى كسنجر ، حدثت ازمة سياسية بين رئيس الوزراء وزعماء المعارضة فى الباكستان فى عام 1977 م . بعد ذلك حدث انقلابا عسكريا فى 5 يوليو 1977 م بقيادة الجنرال محمد ضياء الحق أطاح بحكومة ذو الفقار على بوتو واستيلاء الجيش على السلطة واعتقل رئيس الوزراء واتباعه وفرض الجنرال ضياء الحق الاحكام العرفية على البلاد . حدث هذا بالرغم من رئيس الوزراء ذو الفقار على بوتو هو الذى اختار الجنرال ضياء الحق رئيسا للاركان الحرب قبل ذاك بحوالى عام فى اول مارس عام 1976 م . لم يكتفى الجنرال ضياء الحق بقيامه بانقلاب عسكرى بل قدم الزعيم الكبير للمحاكمة . لقد أثار هذا الرأى العام فى باكستان والعالم وناشدت دول كبيرة العفو عن الزعيم ذو الفقار على بوتو ولكن السلطات العسكرية الخائنة غضت الطرف عن كل هذه المحاولات وفوجىء العالم فى الرابع من ابريل سنه 1979 م بنبأ تنفيذ حكم الاعدام شنقا ولم تعلن الحكومة الباكستانية النبأ الى بعد دفن الزعيم الوطنى الكبير ، لقد كانت التهمة التى وجهت له هى التحرض على اغتيال أحد معارضية والذى كان حيا ولم يمت .
إن اعدام الزعيم على بوتو بطل الباكستان كان جريمة هزت الضمائر جميع زعماء العالم بلا استثناء وتحدثت الصحف العالمية واستنكرت هذه الجريمة المدبرة . وفى شهر اغسطس عام 1988 تم اغتيال الجنرال ضياء الحق فى حادث تحطم طائرة غامض . وفى نوفمبر عام 1988 نجحت بناظير بوتو زعيمة حزب الشعب الباكستانى ابنه ذو الفقار على بوتو فى الانتخابات النيابية وتولت منصب رئيس الوزراء ورئيس الحكومة وبهذا اظهرت عدالة السماء من جديد فى باكستان .
المراجع
saidaonline.com
التصانيف
المشاكل البيئية بيئة الطاقة والمخلفات النووية العلوم البحتة العلوم التطبيقية