فكأنكَ حيِنَ تطِلّ عَليَّ
،صَباحاً،
مِنْ نافِذةِ الحُزن بقلبي
أمَلٌ مَوْعُودُ ..
للهِ فمَا أبْهاكَ..ومَا
أبْهاكْ..
فكأنكَ عِيدُ..
وَكأنكَ نورٌفوقهُ نورٌ مَوْلودُ
غرّدْ يَاعُصْفوري ..غرّدْ
غرّدْ...
فعَسَى التغريدُ
يُعِيدُ
لِقلبي شيْئً مِنْ حُبّ مَا عُدْتُ بهَذِي الدّنيَا
ألقى لوْنَ شذاهْ
غرّدْ يَاعُصْفوري
وامْلأجَوّ الدُّنيَا لحْناً ونشِيدَا
لحْنكَ
..اَااااهْ
يَفتحُ فِي صَدْري شبَّاكاً أغلقتِ الأيّامُ مَدَاهْ
لحْنكَ يُحْيينِي..
لكِنهُ أيْضاً يَاعُصْفوري يُبْكِينِي..
يُحْيي فِي قلبي ألماً حَاولتُ مِراراً أنْ أنسَاهْ
وَمَشيْتُ ..مَشيْتُ بهَذِي الدُّنيَا
فِي الظلّ حَزينا
أكتمُ جُرْحِي ..
أحْمِلهُ فِي قلبي أنِيناً ..
وَرنِيناً ..وحَنِيناً ..
أحْمِلهُ سِكينا ..
وَمَشيْتُ سِنينا ..وَبَكيْتُ سِنِينا ..
وَشكوْتُ
سِنينَ مَدِيدَة.ْ.
اااااهٍ....
غنِّ... فأنِي ..أشعُرُأنكَ ..أنِي
نتقاسَمُ أشيْاءَ عَدِيدَة ْ..
نحْنُ.. الاثنانْ
أنتَ.. وَتبْدُو بعَيْنِي حَزينا
وَأنا قلبي مَضَغتهُ الأحْزانْ
أنتَ تطرُزُ اَلامَ الدُّنيَا
رَجْعاً وحَنِينا
وَأنا أكتبُهَا بالأوْزانْ
مَنْ فِينا العُصْفورُ اذنْ ..؟
مَنْ فِينا الانسَانْ؟
فِي
بَعْضِ الأحْيَانْ
يَبْدُو الشيْئانْ...مُختلفيْن..
لكنهُمَا فِي الجَوْهَر مُتحِدّانْ
هَلْ تذكرُ،يَاعُصْفوري، لمَّا كنتُ صَغيرَا
هَلْ تذكرُذاتَ زمَانْ...؟
كنتَ تجئُ اليَّ بقرْب الدَّارْ
فتغنِي...فتغني ..فتغني..
وَتحُط ُّأمَامِي..
تنقرُ مِنْ كفِي حَبّاتِ اللوْزالمَلئى كالرُّمانْ
وَتغني ..وتغني ..وتغني
اَهٍ ...كمْ كانتْ تسْحَرنِي فِيكَ الألوَانْ..
الأحْمرُ.. والأصْفرُ..
والأسْودُ..والأبْيضُ..
والبُنِي...
وَكنتَ تغنِي ..
فيَردُّ عَليْكَ صدى ما بفؤادي من ألحانْ
لكِنْ يَا عُصْفوري.. اهٍ
كلُّ الأشيَاءِتغيَّرَتِ الانْ
أنتَ حَزينٌ ..
وأنا قلبي مَضغتهُ الأحْزانْ..
أبْصرْتكَ تمْضِي مَكسُورَ البَالِ وَحِيداً
تبْحَث عَنْ شئ ٍلنْ تلقاهْ
تبْحَثُ عَنْ طعْمِ حَيَاهْ
وَتحَاولُ أنْ ترْنونحْوَ الأفق السَّاجي ..
لكِنْ ..اااااهٍ...اهْ
بالعُنفِ يُحَاصِرُكَ الدُّخانْ ..
يَاعُصْفوري المِسْكينْ..
مَاعُدْتَ بهَذِي الأرْض الثكلى
تلقى حَتى غُصْناً بَيْن الأغْصَانْ
تبْنِي فِيه عُشا لِفِراخِكْ ..
يَاعُصْفوري ..
هَلْ تذكرُ أشجَارَ اللوْزِ..؟؟؟
هَلْ تذكرُ أشجَارَ الرّمّانْ؟؟
والنهْرَ الباسِمَ.. والزهَرَاتِ المُنفتِحَاتِ
ترُشُّ عَلى الدُّنيَا أمْواجَ الرَّيْحَانْ ؟؟
هَلْ تذكرْ...؟
كانْ..يَامَا ..كانْ
عُصْفورٌ.. وَأمِيرٌ.. فِي بُسْتانْ
والدُّنيَا بَيْنهُمَا نهْرٌ مِنْ ألوَانْ
كانَ الاثنانْ ..
يَجْترحَانِ الدُّنيَا لحْناً وَنشيدَا .
لكِنْ ..بالأمْسِ فقط ْ..
وَصَلتنِي مِنكَ رسَالهْ..
طوِيَتْ فِي ظرْفٍ مِنْ أحْزانْ
مَكتوبٌ فِيهَا بمِدَادِ الألمِ المَكسُور ِ:
"عَزيزي الشاعِرْ..
هَذِي الدُّنيَا مَاعَادَتْ سَكنِي ..
هَلْ سَترَافِقنِي ..
نحْوَ ضِفافِ الرَّيْحَانْ
انِي أعْدَدْتُ رَحِيلِي
وَرسَمْت سَبيلِي
لِبلادٍ أخْرى لايَسْكنهَا الاِنسَانْ .."
طائر الحسّون "الموقنين" ...كانت لي معه في الطفولة ذكريات ..وهواليوم مهدد
بالانقراض .