التلوث الاشعاعي 

تتعرض النظم البيئية بما تحويه من كائنات حية و غير حية إلى أنواع متباينة من الأشعة القادمة من الشمس ومن المجرات الأخرى، والإشعاعات المنبعثة من الأرض نتيجة لتفكك بعض السلاسل والنظائر المشعة الموجودة طبيعيا فيها ، مثل سلسلتي اليورانيوم ٢٣٨ والثوريوم ٢٣٢ ونظيري البوتاسيوم 40 والروبيديوم 870 .

و تنحصر المصادر الصنعية للإشعاع في مصادر الإشعاعات المستخدمة في تشخيص وعلاج الأمراض كالأشعة السينية و إشعاعات غاما وغيرها، وفي تساقط الغبار الذري الناتج عن التفجيرات النووية، خاصة تلك التي تتم فوق سطح الأرض، والمواد المشعة المتسربة عن أنشطة دورة الوقود النووي، وخاصة من تشغيل المفاعلات النووية و من معالجة و إعادة معالجة الوقود النووي، ومن مرافق النفايات المشعة، ومصادر أخرى مختلفة مثل آجهزة التلفزيون وشاشات الحاسبات الآلية وغيرها . وتختلف أنواع الإشعاعات التي يتعرض لها البشر من المصادر الطبيعية والصنعية، وتتضمن هذه الإشعاعات كلا من جسيمات آلفا وبيتا والآشعة السينية و اشعاعات غاما والنيوترونات وغيرها، ويطلق عليها جميعا صفة الإشعاعات المؤينة. وتعرض هذه الإشعاعات أجسام الكائنات الحية وغير الحية لجرعات إشعاعية متفاوتة، تمثل بعض المخاطر على هذه الكائنات بما فيها الإنسان .

في حين لا يتجاوز التعرض الإشعاعى من المصادر الصنعية ( 33.3% ) وتحدث غالييته العظمى من التطبيقات الطبية للإشعاع والمواد المشعة .

ولكل نوع من الإشعاعات المؤينة تأثيره السلبي على الكائنات الحية، حيث أنها تنبعث حاملة معها كميات مختلفة من الطاقة، وتتميز بقدرات متباينة على النفاذ داخل الخلايا الحية . فعلى سبيل المثال، لا يمكن لجسيمات ألفا كبيرة الكتلة آن تخترق الطبقات السطحية من الجلد الميت، وبالتالى فلا خطورة منها طالما لم تدخل النظائر المشعة التى تطلق هذه الجسيمات إلى داخل الجسم من خلال التنفس أو الطعام أو الجروح، إلا أن جسيمات ألفا تمثل أكبر المخاطر عند دخول المواد التى تصدرها داخل الجسم . ومن ناحية أخرى تكون أشعة بيتا أكثر قدرة على النفاذ داخل الخلايا الحية، ويمكن أن تصل إلى عمق حوالى ١ سنتيمتر تحت الجلد .

وتستطيع إشعاعات غاما، التى تتحرك بسرعة الضوء، اختراق الخلايا الحية بيسر لأعماق كبيرة للغاية .

ومن المعروف أن أغلب الإشعاعات الكونية تأتي إلى الكرة الأرضية من الفضاء السحيق ومن الشمس . غير أن مستويات التعرض الإشعاعى ليست متساوبة في كل البقاع، فقد أكدت البحوث العلمية أن القطبين الشمالي والجنوبى يتلقيان من الإشباع أكبر مما تتلقاه الناطق المتاخمة لخط الاستواء بحوالي الضعف، وذلك بسبب المجال المغنطيسي المحيط بالأرض . كذلك تزيد جرعات التعرض من الأشعة الكونية زيادة سريعة كلما زاد الارتفاع عن سطح الأرض، الأمر الذى يعرض الطيارين وأطقم الطائرات والمسافرين جوا لجرعات إشعاعية محسوسة . وكما ذكر تنبعث الإشعاعات الأرضية بصفة رئيسية من سلسلتين مشعتين هما اليورانيوم ٢٣٨ والثوريوم ٢٣٢ ومن نظيرين رئيسيين هما البوتاسيوم . ٤ والروبيديوم ٧٨ ويتفاوت مقدار الجرعة الإشعاعية التي يتعرض لها الناس تفاوتا كبيرا تبعا لنوعية المهن التي يمارسونها، وطبيعة الأرض التي يعيشون عليها مستوى ارتفاعها فوق سطح البحر، ونوع المساكن التي يعيشون فيها، وأخيرا تبعا لنمط المعيشة التي يعيشونها .

وفى الوقت الحالي يعتبر مجال تشخيص وعلاج الأمراض بالإشعاع أكبر المصادر، على الإطلاق، التي يتعرض لها الناس من المصادر الصنعية . وتتباين جرعات ألتعرض من جرعات صغيرة حتى جرعات كبيرة إلا أن الأشعة السينية التشخيصية تمثل أكبر المخاطر على الإطلاق بالمقارنة بباقي التطبيقات الطبية، بما فيها علاج مرضى السرطان بالإشباع .

ويؤكد العلماء أن كافة الناس قد تعرضوا خلال الخمسين عاما الماضية إلى جرعات من إشعاع التساقط النووى الناتج عن تفجيرات الأسلحة النووية وعن أنشطة دورة الوقود النووى . فقد انتشرت تلك المرافق مؤخرا في كثير من الدول وتعدت ٤٣٥ مرفقا في أكثر من ٢٦ دولة، و إن كانت مازالت محدودة للغاية في الدول العربية .


المراجع

mawdoo3.com

التصانيف

النظام البيئي  بيئة  أحداث بيئية   العلوم البحتة