مَـدِيـنَـةُ  الـعِلْمِ ما أخبارُ iiماضيها
سـمـاؤُهـا و جِـنَانُ الأمسِ iiشَاهِدَةٌ
ضَاءَتْ  بِهَا الصَّفَحَاتُ الغُرُّ و iiائْتَلَقَتْ
لَـمْ آلُ مـنـها ادِّكَارًا و الفؤادُ iiهَوَى
يـا  لَـيْـتَـهَا قَدْ أَجَابَتْ مُغْرَمًا iiوَلِهًا
مِـنْ  بـعدما زَيَّنَتْهَا الرُّوحُ فانْتَسَجَتْ
آهَـا لَـهَـا خَدَعَتْنِي فاحْتَمَلْتُ iiشَجًى
مـا  كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ الوَصْلَ فيهِ iiجَفًا
جَـرَحْـتَنِي مِنْ عَذَابٍ يا مُرِيقَ iiدمي
ولَـوْعَـةٌ  لَـوَّعَـتْ أَعْمَاقَ iiذَاكِرَتِي
فَـرَرْتُ  مِنْ حُرْقَةِ الماضي iiفهَيَّجَنِي
أَدْهَـى  مِنَ الفَقْدِ لَوْ أَنَّ الحبيبَ أَسَى
  •                 *                ii*
  • أَرُوحَ رُوحِي و عَيْنَ القلبِ قَدْ iiنَزَلَتْ
    بـالـحُسْنِ مِنْ حُسْنِهَا حُسْنًا iiيُرَاوِحُهَا
    ولـلـمـعـانـي مَعَانٍ ليس iiيُدْرِكُهَا
    ذَاقَ الـمَـوَاجِدَ في حُبِّ الرجالٍِ و قَدْ
    مِـنْـهُ الهُدَى و إليهِ الفَضْلُ إذ iiفَتَحَتْ
    مِـنْ بَـعْـدِمَا مَسَّ غَدْرُ الغادرينَ يَدًا
    فـحَـلَّ  مِـشْـكَاةَ نُورٍ لَمْ يَزَلْ قَبَسٌ
    لـولاهُ لانْـطَـفَأَتْ فينا الحياةُ و iiهَلْ
    كـالـغَيْثِ  إِنْ جَفَّتِ الأرواحُ أَوْرَدَهَا
    حتى ارْتَوَتْ منه و اهْتَزَّتْ به و رَبَتْ
    كَـمْ  قـد تَحَلَّتْ بآياتِ الهدى iiفزَهَتْ
    كـالـشمسِ مُشْرِقَةً لا شيءَ iiيَحْجُبُهَا
    نـورٌ سـبـاني و أنوارٌ سَبَتْ مُهَجًا
    كَـمَـا  اشْـتِـيَاقُ مُحِبٍّ للحبيب iiإذا
    فـكيفَ لا يُحْرِقُ النفسَ البِعَادُ و iiهَلْ
    وَصَـلْتُ  فانْقَطَعَ الوَصْلُ الذي عَلِقَتْ
    فَـمَـا  وَجَدْتُ الذي أَلْفَيْتُ في iiخَلَدِي
    وبِـتُّ فـي حَـيْرَةٍ قَدْ عِفْتُ iiعَادِيَهَا
    هَـانَـتْ  عَلَيَّ و قَدْ أَزْرَى بِهَا زَمَنٌ
    آهَـا لَـهَـا كيفَ لَمْ تَعْبَأْ بِمَا iiشَهِدَتْ
    ومِـنْ  أَسَايَ رَأَيْتُ الناسَ قَدْ iiنَزَعُوا
    هِـيَ  الحَيَاةُ وَلَوْلاَ الزُّورُ مَا iiغَرَبَتْ
    كَـأَنَّـمَـا نَـبَذُوا البُرْهَانَ iiوالْتَمَسُوا
  •                 *                ii*
  • لِـلَّـهِ فِـهْـرِيَّـةَ الآبَاءِ ما iiصَنَعَتْ
    بـالأمـسِ قَـدْ قِيلَ بَيْتٌ مُظْلِمٌ iiفمَتَى
    صَـلَّـيْتُ فيهِ فَمَا أَبْصَرْتُ غيرَ iiدُمًى
    آهٍ تَـحَـمَّـلْـتُ ألوانَ الشَّجَى iiفَدَمِي
    حَـاشَـاهُ  و الـعلمُ مِنْ آلائِهِ سَطَعَتْ
    فـي كُـلِّ سَـارِيَـةٍ بَـدْرٌ لـهُ iiأَلَقٌ
    حَـنَّ الـجَنَانُ لَهَا مُذْ كُنْتُ في iiصِغَرٍ
    أَضَـعْـتُـمُـوهَـا فأَنَّى بَعْدَهَا iiسَبَبٌ
    مَـدِيـنَـةُ الـعِلْمِ قَدْ أُخْبِرْتُ iiمَاضِيَهَا

    و هـل لِـحَـاضِرِهَا شَأْنٌ كماضيها؟
    عـلـى  العُلَا, و رُبَاهَا الشِّعْرُ iiسَاقِيهَا
    مِـشْـكَـاةَ نـورٍ ضياءُ الْعِلْمِ iiيُورِيهَا
    تـلـكَ الـرُّبُـوعَ، فـلَمْ أَفْتَأْ iiأُنَاجِيهَا
    أضـاعَ بـالـظَّـنِّ دُنْـيَاهُ وما iiفيها
    فـي الـقلبِ جَنَّاتِ عَدْنٍ عُدْتُ أَرْثِيهَا
    مِـنْ بَـعِْـدِمَا جِئْتُهَا و ارْتَدْتُ iiنَادِيهَا
    يَـزِيـدُ  مِـنْ غُرْبَةِ العاني و iiيُنْمِيهَا
    أَشَـاهِـدَ  الأمـسِ ذِكْرَى بِتُّ iiأَبْكِيهَا
    إِذْ لَـمْ أَزَلْ عَـاشِـقًـا مُسْتَغْرِقًا iiفيها
    ما  جَالَ مِنْ حَاضِرٍ في النفسِ يُشْجِيهَا
    عـلـى حـبيبٍ, فمَنْ للرُّوحِ iiيُحْيِيهَا
  •                 *                ii*
  • بـأرضِ  زَرْهُـونَ أَنْـوَارٌ iiتُـزَكِّيهَا
    و  بـالـجَـمَـالِ جَـمَالًا إِذْ iiيُغَادِيهَا
    إِلَّا  مُـحِـبٌّ نَـقِـيُّ الروحِ iiصَافِيهَا
    أَحْـبَـبْـتُ  نَازِلَ زَرْهُونٍ و iiحَامِيهَا
    دَارُ  الأمـانِ ذِرَاعَـيْـهَـا iiلِـهَادِيهَا
    تَـضَـرَّعَتْ مِنْ هَوَى الْبَاغِي لِبَارِيهَا
    مـنـهـا يَفِيضُ عَلَى الدُّنْيَا و يَرْوِيهَا
    تُـرْجَـى  حـيـاةٌ بلا هَدْيٍ يُرَاعِيهَا
    أَسْـنَـى الـمَوَارِدِ مِنْ أَسْمَى iiمَعَانِيهَا
    واسْـتَـبْـشَـرَتْ  أَيَّمَا بُشْرَى iiبآتِيهَا
    وعَـمَّـهَـا  نُـورُهَـا يَجْلُو iiدَيَاجِيهَا
    عَـنِ  الْـعُـيُونِ مَدَى الآفاقِ iiتَشْبِيهَا
    فـي نـورها غَرِقَتْ و الشوقُ دَاعِيهَا
    هَـاجَتْ  مِنَ الْوَجْدِ في نَفْسٍ iiدَوَاعِيهَا
    وَصْـلٌ و قد رَاحَتِ الأنوارُ يُطْفِيهَا ii؟
    بـه حـيـاتـي وما قَدْ كان iiيُرْضِيهَا
    حـتـى وَجَـدْتُ على فَاسٍ و iiأَهْلِيهَا
    أُسَـائِـلُ الأرضَ مـاذا حَلَّ iiيُشْقِيهَا
    لَـمْ  يُـبْـقِ خَـيْرًا فقَاصِيهَا iiكدَانِيهَا
    مِـنَ الـضِّـيَاءِ و لَمْ تَرْغَبْ iiلِمُنْشِيهَا
    إلـى  الـتَّـحَـرُّرِ دَعْوَى لاَ أُعَادِيهَا
    شْـمُـسُ  الـمحَامِدِ وَانْهَارَتْ iiمَبَانِيهَا
    مِـنَ الـهَـوَى وَ مِـنَ الأَفْكَارِ iiبَالِيهَا
  •                 *                ii*
يَـدَاكِ مِـنْ عِـزَّةٍ بُـشْـرَى iiلِبَانِيهَا
نَـرْعَى الحقيقةَ يا قومي و نَحْمِيهَا ii؟
أَسْـتَـغْـفِـرُ اللهَ مِـنْ حَالٍ iiأُعَانِيهَا
يَـغْـلِـي عـلـى أُمَّةٍ تَاهَتْ مَبَادِيهَا
شُـمُـوسُـهُ  و بُدُورٌ لَسْتَ iiتُحْصِيهَا
هُـوَ الـهُدَى و النُّهَى فَاضَتْ iiمَعَانِيهَا
و  يَـافِـعًـا لَـمْ يَزَلْ يَدْعُوهُ iiدَاعِيهَا
إلـى الـفـلاحِ و لا إِصْلَاحَ iiيُحْيِيهَا
ومـا  لِـحَـاضِـرِهَا شَأْنٌ iiكمَاضِيهَا

        نظمت هذه القصيدة بعد العودة من زيارة لفاساس

              


المراجع

odabasham.net

التصانيف

شعر  أدب