تـجـتـاحُ صخرَكَ أمواجٌ iiوتنكسرُ
عـلـى ضفافِكَ لم تبرح iiحضارتُنا
نـسـائمُ الحبِّ من أعماقكَ iiانبثقتْ
مـن هـذه الضفةِ العصماءِ اِنطلقتْ
منها أضاءت أقاصي الشرق iiأنجمُنا
منها "ابن ماجدَ" جاب البحرَ iiمكتشفاً
واِبـنُ قـاسـمَ جاب الشرقَ iiيفتحُهُ
واِبـنُ عُـقـبةَ خاض اللُّجَّ iiيزرعُهُ
وعـادتِ الأرضُ بعد الخيرِ iiمُقفرةً
أرضُ الـخلافةِ كان الكونُ iiمسرحَها
وكـان دَيْـدَنَـهـا عـدلٌ ومَرْحَمَةٌ
كـانـت لأسيافِنا في العدل iiملحمةٌ
كُـنّـا الأعـزّاءَ في الدّنيا بوحدتنا
أيـن الـرّشـيـدُ لـنـقفورٍ يؤدّبُهُ
إذْ هـبّ يُـنـجدُ من نادتْ تلوذُ iiبه
وقـدتـداعـتْ عـلينا كلُّ iiطامعةٍ
ونـحـن ما بين أشلاءٍ iiممزَّعةٍ[3]
هـمُ الـنِّـعاجُ إذا ما العِلْجُ iiخاطبهمْ
مـا حـالُ بغدادَ تغزوها "نقافرةٌ"[4]
دارُ الـرّشـيدِ غدت iiتصحوبمجزرةٍ
وفـي فـلـسطينَ إرهابٌ iiيمارسهُ
أيـن الـملايينُ من عُرْبٍ iiوإخوتِهِمْ
أيـن الـكـرامـةُ أين الفخرُ iiتُعْلِنُهُ
يـا عُـرْبُ لا تيْأسوا فاليأسُ مَخْذَلَةٌ
دعـوا الـتّـشَرْذُمَ هُبُّوا من iiسُباتِكُمُ
هـلاّ أعـدْتُـمْ إلى الدُّنيا ربيعَ iiسناً |
|
تـحـكي لأجيالنا الماضي iiليدّكِروا
تـبـني مناراتِ مجدٍ ذكرُها iiعَطِرُ
لـتـجـمع الشملَ تُزجيهِ iiفينصهرُ
جُـلُّ الـفتوح تنير الأرض iiتنتشرُ
فـأقـبـلـت أمـمٌ لـلنورِ iiتبتدرُ
و"سـنـدبـادُ" مضى تجتالهُ iiالغُمَرُ
يـزيـلُ دَيْـجورَهُ كَيْ يَبْزُغَ القَمَرُ
ورداً وفُـلاًّ فغربُ الأرضِ iiمزدهرُ
من بعد أن جاءها الشُّذّاذُ iiوالغُمَرُ[1]
والـيـومَ جـزّأهـا عادٍ iiومحتكرُ
فـجـاءَ مَـنْ بـسياطِ القهرِ iiينتهرُ
وسـيـفُـهـم بسموم الظلم يستعرُ
فـأيـن نحنُ وأين العينُ iiوالأثرُ[2]
وأيـن مـعـتـصمٌ للروم iiيزدجرُ
فـمَنْ لآلاف من في الأسرِ iiينتصرُ؟
مـن الـلـئـام؛ فثَمّ النّفطُ iiوالوَطَرُ
فـيـهـا "بـيادقُ" فيها الذُّلُّ iiمنحفرُ
هُـمُ الـذِّئـابُ إذا ما شعبَهمْ iiأمروا
عـبـر البحار فلا غوثٌ ولا iiنَصَرُ
والـنـاسُ تهرب لا أمن ولا iiوَزَرُ
جـيشُ العصاباتِ فيه الحقْدُ iiيعتكرُ
أهـلِ الـعقيدةِ هل أَوْدى بهم iiخَوَرُ
غُـرُّ القصائدِ هل زافتْ بها iiالدُّرَرُ؟
والطامحون لهم في العاقبِ[5] الظَّفَرُ
وبـادِروا فـالـكسولُ اليومَ iiمندثرُ
فـيزهرُ الوردُ يُحْييها الشّذى iiالعَطِرُ |