أدرِكْ بجـودك سُهـدةَ المتلهِّـف حسبُ الفـؤادِ وصابُـه المتعصِّـف
أدَّيتُ وصلَـك كالفـرائض وافياً فعـلام أحظـى بالتمنُّع مجحِفـي؟
مـا بين خـاطرةٍ تجيءُ وهمسةٍ أسعفْ بهـا قلبي، فمـا مِن مُسعِف
أين العـواذل إذ أناشـدُهم يداً؟؟ يفتَـرُّ مجلسُهـم بهـاكَ المُنصِـف
لامـوا جُـذافاً أحرفي أسرفتُهـا لكننـي فـي الحب لسـتُ بمسرِف
أَوَمسرفٌ مَن كـان مَلْكُ فـؤاده في كف من يهوى رهيـن تَقَشُّف؟
وإلام عـذلُ العـاذلين؟، وإنهم أرزى بهـم عـذلٌ لقـارِف مَنْكَف
هو ذاك صب في الهوى وأغيضه فيفيضني في سـاحة المستطـرَف
ألِحسنـه العـاتيِّ إنْ أشقى بـه حينـاً، ويؤنسُني إِماض تـزلُّفي؟
فيمـا إذن أَشْقى بهَوْل غرامه؟ ونعيمُـه زُلفـى بمــاءِ تكلُّفـي
ولمنْ سهادي كان، لا عُدِم الكرى إنْ طاف جنّيُّ الهوى في مَطْرَفي؟
ولمنْ سبيلي كـان كـلَّ رجائه وله السبيـلُ إلى صدودٍ أعْنَـف؟
لو كنت أمتلكُ الصراحةَ، لم أزل في لهفةِ الخَرِسِ المعطَّل منطِفـي
أهواكَ أو أخشـاك لا أدري بما قد جـاس في قلبي رؤى المتخوِّف
يا متعِبي، رُحماك، كم أتعبتني يا شـاغِلي بالفكـرِ فيـكَ ومُتلِفي
تحتاج كل صراحتي، فاسمعْ لها ما كان من شأن الصراحة مُحْصِف
حـاولتُ كَبْحَ صبـابتي متحدياً قصفَ الهوى لأضالعي إنْ يقصِف
وزهدت كالصوفيِّ في دحضـاضةٍ فيهـا انقطـاعُ تعفُّـفٍ وتصوُّف
ورغبتُ لا أبغـي الهوى أذياله تـأتي بـلا إذنٍ ... ولا بتصرُّف
لكنـه التهيـام كيف أصـده؟ يَثْني بِعِطْفِ المنكبيـنِ بمِعْطفـي
وأمـامَ بابي قـابـعٌ أطيـافُه كالسحْـرِ بـاقٍ لا يغادر مَطْرَفي
والغـرفةُ الظلماءُ يخبو نورُها وتأنُّ في جُـدُرٍ لتُسمـعَ مَلْحَفـي
والقهوة السمـراءُ فـي فنجانها بَرَدَتْ، فليستْ تُستطـاب بِمَرشَف
كانت لـه ودعاً تلامس صَفْحَه بشفـاهِ لَثْـمٍ كـالأديـم المُدْلِـف
وقِـداحُ تحنو كالشقائق صبوةً يَنْـداحُ مَلْسَمُهـا لِكفَّـيْ أهيـف
وأسـاورٌ ... وقـلادةٌ تَـوَّاقةٌ للجِيْدِ ...أو للمِعْصَـم المتَـورِّف
بكيتْ رحيلِك كالصغيرة أدمعـاً لمّـا تَزَلْ تُدمي الأسى المستنزَف
أيَِبِينُ من دعوى الأنـام لسانُهم عن جَمْهَرٍ يَنعى لِمَـا لم تعرِفي؟
وتكذِّب الأحـداثُ منك مواجعاً لمّـا هَوَتْ في قلب ذاك المُتلَف؟
اللـه يعلم من سيُصدِقه الهوى فتأفّفـي مـا شئتِ أنْ تتـأففـي
وتعقّلي، لبيـكِ، كـاسرتي فما طـابت لكِ أُكُلٌ سوى من مَغْرَفي
هـذا العناد، وإنْ عَلَت أمواجُه تبقـى غُثـاءً فيـه زَبَدٌ قد نَفِـي
والعَوْدُ كالمـاء انجلتْ أمواجُه بغثـائهـا، والعَوْدُ أجملُ مَـوْقِف
وتَـوَدُّدُ الخِلَّيـنِ ذاك منـاطُـه من أدمعي الحَرَّى شهيـدةَ مَوْصِفي
إنْ كنتِ مُـؤثرةَ العنـاد طبائعاً فإليـكِ أبلـغُ مِن عنـادٍ أَجْحَـف
إني أزفُّ إليـكِ تَبشـاري بمـا قد طـال من صمتي وَرَام تَوَجُّفي
أنا لستُ أيْأسُ ما حييتُ مَـواجعاً فلتُـدركي، وأشدُّ منهـا مـا خَفِي
وأنـا الذي أقسمتُ دون كـلالةٍ وكـلافةٍ لكِ بالـوعـود بأنْ أفِ
فتطيبُ لي تلكَ الـوعود وفاؤها طيبي إذن مثلي بـوعدِك أن تَفِيْ
يـا طَعْمَ أشهـادِ الحَلا بنُـواتها طِيْبَ اللمَى مُشِجتْ بماءٍ صَفْصَف
وزكيّـةََ التَعـلال ذاك مسـاؤها شَدَقُ النسيـمِ الحـائمِ المتلطِّـف
أيقنـتُ أني حيـن أهـوى حرةً تختـالُ، أهـوى صبغة المتطرِّف
وأهيـمُ في دنيـا الهوى متدرعاً ثـوبَ البِلى في هيئـة المتكيِّـف
عُـودي إلى المشتاق لا أملٌ له فالعَـوْد يبقى منكِ أجمـلَ مَوْقِف

حسن محمد نجيب صهيوني
Hmns_najeb@orange.jo

المراجع

pulpit.alwatanvoice.com

التصانيف

شعر  أدب