يقصد به التلوث ببعض المواد الكيميائية التي يتم تصنيعها لاغراض خاصة او التي قد تلقي فى المجاري المائية مع مخلفات الصناعة او تلك التى قد تستخدم في الحروب الاسلحة الكيميائية والسموم الكيميائية وهو نوع من اخطر انواع التلوق المعروفة في عصرنا الحديث وكما تساهم المنشات الصناعية في تلوث الهواء بما يخرج من مداخنها من ابخرة وشوائب وغازات فهي تسبب كذلك تلوث المجاري المائية بما تلقيه فيها من مخلفاتها ونواتجها الثانوية.

كما ثبت من بعض البحوث ان بعض المواد التي توجد في مخلفات الصرف الصناعي تستهلك قدرا كبيرا من غاز الاكسجين  يزيد بمقدار اربعة اضعاف على ما تستهلكه مخلفات الصناعية حتى ولو كنت غير سامة قد تسبب في قتل الكائنات الحية التي تعيش في المياة التي تلقي فيها بسبب استهلاكها للاكسجين الذائب في هذه المياه  وهناك مجموعات اخرى من المواد الكيميائية التي تتصف بسميتها الشديدة وثباتها النسبي والتي لا يسهل التخلص منها او من اثارها الضارة  ومن امثلة هذه المواد بعض انواع المنظمات الصناعية  وبعض مركبات الفوسفوروبعض مركبات الهالوجين العضوية وبعض المذيبات العضوية وغيرها من المركبات  وتسبب مثل هذه المواد تلوثا شديدا للبيئة التى تلقى فيها  ويبقى اثرها الضار قائما لمدة طويلة. 
اهم الصور الاخرى من التلوث الكيميائي:

  • المنظفات الصناعية:

تسبب المنظفات الصناعية التي تتسرب احيانا الى مياة الانهار او البحيرات في احدث تلوث شديد لهذه المياه  فاذا كانت هذه المنظفات من النوع غير الثابت  منظفات يسرة  حيث يسهل اكسدتها والتخلص منها بعد مدة قليلة من الزمن  اما اذا كانت المنظفات الصناعية من النوع الثابت  منظفات عسرة  فهي تقاوم التحلل ولا تستطيع الكائنات الحية التخلص منها  وتسبب كثيرا من اللاضرار للبيئة التى توجد فيها لان اثرها يبقى طويلا.

  • التلوث بالفلزات الثقيلة:

يمثل التلوث بالفلزات الثقيلة  مثل الزئبق والرصاص وبعض الفلزات الاخرى كالكادميوم والزنك  مشكلة كبرى وقد لقيت هذه المشكلة اهتماما شديدا من كثير من الدول لان هذه الفلزات ذات تاثير سام  خصوصا الزئبق اكثرها انتشارا واشدها سمية   كما ان لها القدرة على التراكم في الانسجة الحية ويتسبب التسمم بالزئبق فى حدوث اعراض شتى  فهو قد يؤدى الى الاحساس بالصداع والدوار  ويسبب شعورا عاما بالتعب والارهاق في حالات التسمم الخفيفة وبينما يؤدي الى تلف الكلي  والى حدوث اضطربات شديدة في الجهاز الهضمي في حالات التسمم الشديدة  ثم ينتهى الامر بحدوث الوفاة.

  • التلوث بالمركبات العضوية الهالوجينية:

وهي تشمل على بعض المركبات العضوية التي تحتوي جزئياتها على بعض ذرات الهالوجين  مثل ذارت الكلور او البروم او الفلور  ومن امثلتها بعض الموادج التي لها استعمالات متعددة في كل نواحي النشاط الصناعي والزراعي والمنزلي مثل مركبات الفريون  وبعض المبيدات الحشرية.

  • التلوث الكيميائي الناتج من الحوادث الصناعية:

فهناك حوادث صناعية حدث تلوث كيميائي منها حادث فيزين عام 1966 الذى وقع في معمل تكرير للبترول بمدينة ليون بفرنسا ادى ذلك الى موت واصابة بعض الاشخاص  وكذلك حادث بوبال احدى الولايات في وسط الهند في مصنع يقوم بتصنيع مبيد حشرى يسمى  كارباريل  والذى وقع عام 1984.
وقد لوحظ في السنوات الاخيرة ان بعض الدول الاوربية تجد صعوبة كبيرة في التخلص من بعض النفايات الصناعية وقد قام بعض هذه الدول بوضع النفايات السامة والخطيرة على سفن خاصة وارسلت هذه السفن لتطوف في البحار لكي تلقي بهذه المخلفات في اماكن بعيدة عنها امام السواحل الافريقية او في البحر الاحمر او امام سواحل امريكا الجنوبية ولقد تكرار هذا الوضع اكثر من مرة  ولذلك فقد فرضت بعض الدول الافريقية  ومنها جمهورية مصر العربية  رقابة شديدة على مثل هذه السفن لمنعها من القاء مثل هذه المخلفات الصناعية السامة فى مياها الاقليمية او امام سواحلها البحرية.

  • التلوث بالاسلحة الكيميائية اثناء الحروب :

الاسلحة الكيميائية احد انواع اسلحة التدمير الشامل وهدفها الانسان والحيوان والنبات  وتعتبر البيئة احد اهدافها  وهذه الاسلحة الكيميائية تسبب التلوث للهواء والماء والترب والنبات لتنقل عن طريقها الى الانسان  ومن انواع تلك الاسلحة الكيميائية غازات الاعصاب والغازات الكاوية وغازات الدم والغازات الخانقة والغازات المقيئة والمسيلة للدموع وغازات الهلوسة وهي غازات قاتلة او مزعجة او لشل القدرة  وتستمر هذه الغازات في البيئة لمدة زمنية معينة  فغازات الاعصاب والكاوية تستمر من 12 ساعة الى عدة ايام  والغازات الاخرى غير المستمرة تبقى من عدة دقائق الى بضع ساعات  وتوثر في لون النبات والزروعات وتسبب موت كثير من الحيوانات ويعتبر ذلك من علاماتها.

اما السموم الكيماوية فتشمل الاحماض والقلويات وغيرهخا من المواد الخطيرة مثل سيانيد الصوديوم والبوتاسيوم  وهى تحدث التهابات جلدية وخطورتها الاكبر عن طريق انتاج غاز سيانيد الهيدروجين او ابخرته السامه جدا
ويمكن التقليل من اثار السموم الكيماوية بمعادلة الاحماض بكميات محسوبة من القلويات  كالصودا الكاوية او البوتاسا الكاوية  بغرض تحطيم مكوناتها الضارة مما يقلل من اثارها الخطيرة على صحة الانسان  كذلك باستخدام البيوتكنولوجيا والكائنات الدقيقة التي تحلل وتتغذى على المكونات العضوية وتحطمها وتقلل من اثارها الضارة.


المراجع

mawdoo3.com

التصانيف

النظام البيئي  بيئة  أحداث بيئية   العلوم التطبيقية