وسائل الحماية الطبيعية للانسان من صنع الخالق لحمايته من التلوث


فلقد شاءت ارادة الخالق المبدع ان جعل الانسان نفسه بما يمكن اعتباره مكونا من مجموعة من الاجهزة والاعضاء التى تتعاون مع بعضها البعض من اجل اصلاح الانسان والمحافظة على صحته وحمايته من التلوث .

ومثله فى ذلك البيئة التى تتكون من مجموعة من الاجهزة البيئة التى تتعاون مع بعضها البعض من اجل الوصول بالبيئة الى احسن حال وتوازنه بين مكوناتها وعناصرها وكائناتها ومن تلك الوسائل والاعضاء التى وهبها الله للانسان من اجل حمايته من التلوث ما يلي :

  • الأنف كمنظف للهواء يتنفسه الانسان :

فالانف هو اول اجزاء الجهاز التنفسى وهو يبطن من الداخل بغشاء مخاطى غنى بالغدد المخاطية والشعيرات الدموية ووظيفته ترطيب الهواء من ذرات التراب العالقة بالهواء وكذا المواد الغريبة عن طريق مجموعة من الشعيرات تعمل كمصفاة للهواء ويلي الانف فى الجهاز التنفسى بالبلعوم ( الذى يحمل الهواء الى الحنجرة ) وتؤدى الحنجرة الى القصبة الهوائية التى تنقسم الى شعبيتين هوائيتين تؤدى لكا منهام الى الرئة والصبة الهاوئية مبطنة من الداخل بغشاء مخاطي وتوجد عليها اعداد كبيرة من الاهداب التى تعمل على رفع الافرازات وذرات التراب للخارج للتخلص منها .

  • جلد الانسان يحميه من الملوثات الخارجية :

حيث يمتاز الجلد السليم الخالي من الخروج بقدرته على حماية الجسم كله من الملوثات الخارجية عن طريق افراز العرق ( بما تحتويه من مواد قاتله للجراثيم، والحموضة التى تقضى على كثير من الجراثيم وتمنع دخولها ) .

  • الاغشية المخاطية باجزاء الجسم المختلفة تعمل كمصيدة لاصطياد الجراثيم والميكروبات :

حيث الاغشية المخاطية لكل اجهزة الجسم المختلفة ( سواء الجهاز البولي او الهضمى او التناسلى ) وظيفتها الاساسية حماية الجسم وحماية الأنسجة الداخلية من المواد الضارة او المؤذية للجسم فالغشاء المخاطي السليم يفرز مخاطا لزجا يعمل كمصيدة لاصطياد الجراثيم والميكروبات ثم يطردها بواسطة الخلايا المهدبة، كما ان المخاط أيضا يحتوى على مواد قاتلة للجراثيم .

  • احتواء اللعاب على مواد قاتلة للميكروبات والجراثيم :

حيث يعتبر اللعاب من السوائل القلوية التى يفرزها الجسم ويمتاز بقدرته على تنمية العديد من الخمائر ( خاصة الخميرة المحللة والتى توجد بكميات كبيرة فى اللعابهي تقتل البكتريا بتحليلها واذابة جدر خلاياها خاصة البكتريا الموجبة لجرام )

  • إفراز المعدة لحامض الايدروكلوريك الذي يقتل كثير من الميكروبات والجراثيم :

حيث تفرز المعدة عصارة معدية مرتفعة الحموضة ( حمض الايدروكلوريك ) وهذا الحمض يقتل كثيرا من الميكروبات والجراثيم بالمعدةولكن فى حالة حدوث جرح بالمعدة ( او فى حالة امتلائها بالطعام ) يقل تركيز الحامض فتصبح المعدة معرضة للاصابة بالمكيروبات .

  • كما تحتوى المعدة على املاح عصارة المرارةالتى تقتل الميكروبات :

حيث تقليل قدرتها بكتريا السل والبكتريا السبحية والدفتريا وانواع اخرى من الجراثيم عن طريق تقليل قدرتها على التكاثر واحداث المرض .

  • الجهاز البولي يحمى جسم الانسان من السموم الضارة والميكروبات :

حيث تعتبر عملية التبول واستخلاص البول والبولينا من الدم من اهم العمليات التى تحمى جسم الانسان من السموم الضارة كما ان البول نفسة قاتل لكثير من الجراثيم التى يمكن ان تتواجد فى الجهاز البولي التناسلي كما ان الافرازات المهبلية ( فى الاناث ) تقوم بغسيل المهبل من جراثيم الامراض المتجمعة به .

  • دموع العين تساعد على حمايتها من الميكروبات :

حيث تقوم الدموع بغسيل الملتحمة بالعين وتطهيرها ( لاحتوائها على الخميرة المحللة لاجسام الميكروبات ) كما ان خلايا الملتحمة تساعد على طرد او ابتلاع الجراثيم .

  • دور الجهاز المناعى فى حماية جسم الانسان من الميكروبات والملوثات :

فاذا نجح الميكروب فى اختراق الدفاعات السطحية والاولية للجسم ( كالجلد والاغشية المخاطية التى تفرز الانزيمات القاتلة لبكتريا وحمض الايدروكلوريك الذى تفرزه المعدة ) تقوم الخلايا المناعية بالتعرف على انتيجين الميكروب وافراز مضاد لهذا الانتيجين ( حيث الانتيجين عبارة عن جزئى بروتينى تتعرف عليه الخلايا المناعية باعتباره جسما غريبا )  .

وتظهر الاستجابة المناعية لافراز مضاد الانتيجين الميكروب فى صورتين هنا :

  • عن طريق المناعة الخلوية :

حيث تحتوى جسم الانسان على 1210مليون خلية ليمفاوية من النوعين ( خلايا ليمفاوية من نوع "ت" وخلايا مناعية ليفاوية خلطيةمن النوع "ب" ) وذلك بنسب متفاوتة تحددها الغدة التوتية ( والتى تفرز عدة هرمونات تؤثر على تلك الخلايا الليمفاوية ومن اهمها هرمون التيموسين ) وتقوم تلك الخلايا بالتعرف على المكيروب وقتله حيث يتم انتاج مجموعة من المواد الكيماوية تسمى الليمفــوكينات وهي ذات تاثيرات متعددة وتوجد من بينها مادة الانتروفيرون ( التي تعالج كثيرا من الامراض الفيروسية وبعض اواع السرطان ) كما توجد انواع اخرى من الخلايا الليمفاوية ( تسمى بالخلايا القاتلة لانها تعمل على تحلل الخلايا المصابة بالفيروسات او الخلايا السرطانية التى تعد غريبة فى الجسم ) .

  • عن طريق المناعة الخلطية :

وهي تعنى الفاعليات المناعية التى يتم بواطسة الاجسام المضادة التى يتم انتاجها بتنشيط الخلايا الليمفاوية "ب" ( حيث الاجسام المضادة عبارة عن جزيئات بروتينية ذات تركيب خاص بحيث يستطيع كل جسم مضاد بعينه ابطال عمل انتيجين بمعينه وهذه الجزيئات عبارة عن جلوبيولين مناعي والجلوبيولين هو احد بروتينات الدم الهامة ) وتصنف جلوبيولينات المناعة الى خمس انواع رئيسية ( يرمز لها بالحروف A,O,G,M,E ولكل جلوبيولين مناعى فصيلة من خلايا "ب" الليمفاوية قادرة على انتاجه عند تنشيطها ويتم ذلك عن طريق تفاعل الانتيجين من مستقبلات الخلية وفى وجود خلايا ليمفاوية "ت" وهذا يدل على مدى الترابط الوثيق بين اركان الجهاز المناعى .

وعموما يوجد نوعان من الجلوبيولين المناعى "A" أحدهما مصل الدم والاخر فى افرازات الجسم خاصة افرازات الاغشية المخاطية المبطنة للجهاز الهضمى والتنفسى "ويسمى جلوبيولين المناعي الافرازى ) ويوجد فى لبن الام ايضا ويساعد على وقاية الرضيع من الاسهال الناتج من العدوى . كما يشكل الجلوبيولين المناعى G نحو 75% من مجموع الجلوبيولينات المناعية فى مصل الدم وينتقل من الام الى الجنين اثناء الحمل كما ينتقل الى الطفل اثناء الرضاعة ويلعب دورا هاما فى مقاومة المعدوى . كما يوجد ايضا ما يعرف بالتميم وهو مادة بروتينية توجد فى بلازما الدم فى حالة خاصة وتتحول عند تعرض الجسم للعدوى الى سلسلة من المركبات الانزيمية النشطة ( يبلغ عددها المعروف حتى الآن احد عشر مركبا ) تلعب دورا هاما فى المناعة الطبيعية .

وعموما يتضح دور الاجسام مالضادة فى القضاء على الميكروبات فيما يلي :

  • للاجسام المضادة القدرة على منع التصاق الفيروسات والبكتريا بالغشاء المخاطي المبطن لكثير من الاجهزة ( مثل الجهاز التنفسي والهضمى والتناسلي ) حيث تشل قدرة تلك الميكروبات على الاصابة ويتم ذلك عن طريق احتلال نقطة التماس المكروب والتى بواسطتها يمكنه الالتصاق بخلايا العائل لغزوها او الحاق الضرر بها
  • تعمل على منع انشاء العدى من خلية الى اخرى : فعندما تتحلل الخلية المصابة تقوم الاجسام المضادة بالالتصاق بالميكروب لحماية الخلايا السليمة منه .
  • معادلة السموم البكتيرية : وذلك فى حالة اصابة الجسم بالبكتريا التى تضر الجسم عن طريق افراز سموم ( كما فى حالة الدفتريا والتيتانوس )
  • طهى الميكروب لتعزيز ابتلاعه بواسطة الخلايا البلعمية : وتحدث هذه العملية فى وجود "المتمم" حيث يتم تغطية الميكروببالاجسام المضادة المناسبة والمتمم المناسب .
  • تحليل الخلية البكترية : حيث يؤدى تثبيت المتمم على سطح الخلية البكتيرية ( او جدار اى خلية غريبة فى الجسم ) الى التحلل وموت تلك الخلية .

هذا ولقد اكتشف العلماء ان لكل نوع من المبيدات اجساما مضادة خاصة به ( حتى انه من شكل هذه الاجسام المضادة يمكن التعرف على الملوثات والجراثيم التى تدخل جسم الانسان ) وبمجرد دخول مادة كيماوية سامة ( أو كائنات دقيقة او جراثيم ) يتم تكوين مواد خاصة بها تسمى الاجسام المضادة هذه الاجسام المضادة تتعاملمعها بنشاط حيث تلتصق بالمادة السامة ( او بالكائن الحي او بالجراثيم ) ثم تبدأ مجموعة اخرى من الخلايات الكامنة فى تحليل هذه الاحياء والقضاء عليها ( او تقوم بتحطيم هذه السموم ) وبالتالي يتم طرد هذه المواد الغريبة ويتم الشفاء من العدوى بإذن الله تعالى والمدهش ان هذه العملية تتم حتى لو كان تركيز الاجسام المضادة ضئيلا جدا لدرجة تصل الى واحد فى المليون فسبحان الخالق المبدع ( وصوركم فأحسن صوركن وإليه المصير )

  • عن طريق كرات الدم البيضاء :

حيث بمجرد دخول الميكروب ( او المادة الغريبة ) لجسم الانسان تحيط بها كرات الدم البيضاء تماما وتقوم بالتعامل معها حتى تقتل هذه الكائنات او تحلل المواد الضارة وعادة تتعاون الاجسام المضادة من كرات الدم البيضاء ( التى تعتبر خط الدفاع الاول لمهاجمة اية مواد غريبة تدخل جسم الانسان كما تعتبر المنظف الرئيسى للملوثات فى جسم الانسان ) فهذه بعض من الوسائل الطبيعية للانسان صنعها الخالق الاعظم بحكمة واقتدار لحماية جسم ذلك الانسان الضعيف من التلوث واخطاره  دقة فى الاداء، روعة فى العمل اعجاز فى الصنع ( صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون ) هذا وقت اثبت العلماء ان جهاز المناعة الطبيعى للانسان بدأ يتاثر من كثرة الملوثات التى تدخل جسم الانسان ويحذر العلماء من فقدان المناعة الطبيعية لدى الاجيال القادمة . وهكذا فان اتباع التعاليم الاسلامية فيما يتعلق بنظافة البيئة كفيل بتوفير سبل الحياة الآمنة للانسان والمحافظة على صحته وتحقق التنمية الشاملة فى بيئته فيشعر بالأمن والاستقرار والسعادة .


المراجع

mawdoo3.com

التصانيف

النظام البيئي  بيئة  أحداث بيئية   العلوم التطبيقية