احتفت حملة الاشارة "هذا هو الشاعر العراقي" على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك للفترة من 22/4/2014الى 1/5/2014 بالشاعر البصري علي نوير وقد تخلل الاحتفاء قراءات نقدية ومداخلات شعرية لمنجز الشاعر نوير وكان من بين القرءات قراءة الناقد عدنان ابو اندلس لقصيدة "لا أحسنُ غيرَ الإنتظار "والتي كانت معنونة بـ"وصايا طازجة بأنسنة الأشياء"
"يلاحظ القارئ من عنونة القصيدة بأن الرضوخ للأمر الواقع حالة صحية حين تختفي الحلول ,حتى يخال بأن إغلاق المكان واضح عبر بعد يأبى الوصول اليه ,غير نافذة مفتوحة على أمل بلقاء مرتقب وبإطمئنان مؤكد . أن الصبر يؤخذ بحسبان مبدئي لإحساسه الشعوري المتماهي مع الحدث, وما الإنتظار إلا تأكيد الصراحة من فصل القول –لا أحسن- الذي يقبل تأويلاً إضافياً غير محسوم نافياً كل الحلول المرجوة بإستثناء –الإنتظار الحتمي – الذي رسم مساره ذهنياً ومكتفياً بما يلائم مطاولة الصبر:
آهِ ما أبعدَكِ مالمو
أيّتها الأرضُ التي لم أرَها حتّى في الأحلام يارّبةً الثلوج وياحارسة البلطيق أنت يامالمو مدّي إليّ يديكِ الآن
من وراء الضباب لإودعَ عندك.
مالمو- هي ركيزة أساسية في بنية القصيدة , فالخطاب موجه أساساً لها ولولده وسام ,يناديها متلمساً بإستغاثة رجاء ليتها تحتضن الغريب بلمسة أُم يفوح منها الحنان-يخاطبها بتوجع حاد وشكاية وتألم عن بعد , هذه الأنسنة صاغتها روح الأُبوة المتلمسة نبض الأشياء وتفاعلها مع الحدث .
بدأ بتدرج وإنسيابية وتداخل موقعي ومقارنة بيئية مختلفة موصياً الإحتفاظ بخيط موضوعي يلم بمقتضيات المتغيرات التي طرأت في غربة لا بد منها – فالبيئة جنوب السويد جنوب العراق – البصرة –على الخليج مالمو – على بحر البلطيق , شجرة البتولا – شجرة النخيل – شط العرب – الأنهر سريعة الجريان-إنجرمان ا- هذه الإستذكارات ربما يحسها ويقارنها أو يقاربها للإطمئنان الروحي :
- أنا الأب اللائذ بجدار قديمٍ في أور شيئاً من ذاكرتي وقسماً من روحي إنه ولدي يامالمو هذا الذي لم يعرف من الدنيا غير سوادها الممتد على جدار وطنٍيسير متعثراً بين خرائبهِ وحرائقهِ.
- إن الإنتظار يتطلب السكون في مكان ما ومشخصاً بموقع, حيث أن مفردة –لائذ –تتطابق مع الجدار الذي تحصن به ولاذ بالسكوت –الصمت السكون,كي يحقق بما جال بذهنيته من أفكار طيلة فترة الإنتظار. وكأنه قسم بتاكيد:
- مالمو ياشجرة البتولا كوني لهُ أُمهُ الأُخرى إمنحيهِ شيئاً من بياضكِعلى أنْ يبقى خيطّ من السواد يلتف على جسدهِ النحيل كحبل السّيُذكره دائماً بأولِ ضحكةٍ بريئةٍ ذات نهار وأولِ صرخةٍ موجعةٍ ذات ليلٍِ.
- إختيار مدينة – مالمو – جاء مصادفة وعفوية التطابق أو قل التماثل مع مفردة الأم في تلاعب ضمني مع تبادل الحروف –كأن نقول – مالمو – ماله اُم – سواك, فكوني له أُماً - أما شجرة البتولا –بمعناها القريب- ذات الرائحة – والتي تعبق لتحتضن الغرباء- البياض صفة لها كما – الأبن البريء في حياته البيضاء – تطابق لوني وحسي – فشجرة البتولا – رمز للبقاء والصفاء والسعادة والحافظة للصحة كما يشاع هناك في مجتمعها وذات موروث جمعي,هذه المقتربات أعتقد لم تاتِ إلا عن دراية ,حيث أن الشاعر ملم كما أعرف عنه بثقافات الشعوب وميثلوجياتها المعهودة.
- وأنتِ أيتها الأنهار السريعة الجريان والمُلتحفة بغابات السنديان إمنحيهِ شيئاً من مائكِ على أن تبقى ثُمالة أو طعمَّ ..شطّ العرب -البطيءِ حدّ السأم - عالقٍ في دمهِ كي لا ينسى إنَّ لهُ موعداً مع فيءِ نخلةٍ لا تُحسنُ غيرَ الإنتظار.
- أرى أنه يلتمس وصايا ويهمس تلقيناً –فالأنهار السريعة الجريان النابعة من قمم الجبال الثلجية تلتحف غابات السنديان , كذلك شط العرب النابع من مصدر الجبال وتحفه غابات النخيل ,لكن على مايبدو من تلقينه الحميمي على أن يبقى في فمه طعم ملوحة الأرض إستدلالاً على الوفاء والإخلاص والعهد , وأن لا تغيره متطلبات الحاجة والبعد ,فالنخلة أُم رؤوم لابد من ذكرها عبر البعاد". - كركوك -27-4-2014.
وفي ختام الاحتفاء قال المشرف العام على الحملة الدكتور اسعد ياسين "على مدى الايام الماضية كنا نعيش في حلم شعري جميل اسمه (علي نوير ) حلم بصري بأمتياز اخذنا كما السندباد الى عوالم الدهشة والبناء الشعري الرائع حيث الانسان بأروع تجلياته عبر لغة منسابة انسيابا آخاذا ..وصور شعرية تتجدد في كل قصيدة وومضة شعرية يطلقها في فضاء الاشارة ..لتترك فينا اشتعالاتها اللذيدة ..والاروع من كل هذا وذاك كانت ايام الاحتفاء بالشاعر علي نوير ملاذاً آمناً لنا ولذائقتنا من ضجيج الانتخابات وصخبها القاتل للجمال وبراءة القصيدة ...نعم هذا هو الشعر .. وهذا هو الشاعر العراقي الذي نفخر به ..علي نوير .."
الى ذلك علق الشاعر علي نوير بقوله " الى موقع الاشارة مُمثَّلةً بمشرفها العام الصديق العزيز و المبدع د . سعد ياسين يوسف .
الى أصدقائي الشعراء و الأدباء و المتابعين الذين شرّفوني بمرورهم و مشاركاتهم هنا و على مدى الأيام الماضية
الى جميع مَنْ آمنَ و يؤمن بقيمة الكلمة و جدواها في عالمنا المُلْتبس هذا
أُهدي أجملَ ما يمكن أن تستطيعه كلماتي من آيات المحبّة و الشكر و العرفان
لقد سعدت بحضوركم جميعآ , و كان لكلماتكم و مشاركاتكم أبلغ الأثر في نفسي
.. آملُ اِنْ كنتُ قد وفّقتُ في الوصول الى مشارف أرواحكم
و حَسْبنا جميعآ من كلّ هذا ما نتركه هنا من جميل الأثر و صدق النوايا
أصدقائي الرائعون .. محبتي و اعتزازي و تقديري لكم جميعآ".
المراجع
pulpit.alwatanvoice.com
التصانيف
شعر أدب