نجح الطالب في الاختبار النهائي للصفِّ الثالث الثانوي وجاء إلى
المدرسة فاستلم وثيقة النجاح وتوجّه إلى باب الخروج .. وحينما خطا خطوته
الأخيرة وهو يعبُر الباب التفت إلى الخلف فلاح لناظريه شريط الذكريات يعرض عليه
سيرة حياته السابقة من المهد إلى اللحظة التي هو فيها ... فتوقف - وقد غمَرَهُ
الذهولُ - وأخذ يستعرض مراحل حياته السابقة .....
فـي ظلال ِ المنهج ِ الحُرِّ iiالأبي
أنـجَـبَـتـهُُ أُسْـرة ٌ صالِحة iiٌ
رَضـعَ الـخـيْـرَ نقِيّاً iiصافِياً
وسَـمَـتْ أنـظـارُهُ نحو iiالعُلا
فـهـو الـمِـقـدامُ يَـختالُ وقد
لِـيـكـونَ الفارسَ الفذ iiَّ...فإنْ
أمَـلٌ يَـبْـزُغ ُ فـي iiآفـاقِـنا
بـذرة ٌ مِـنْ خـيْر ِ أمٍّ قد iiنمَتْ
* * ii
ووراءَ الــبــابِ أُمٌّ iiذرفـتْ
تـسْـألُ الـرَّحْـمنَ أن iiيَحفظهُ
ومـشـى الـبُرعُمُ تحْدُوهُ المُنى
يَـدفـعُ الـخـطـوَ إلى iiرُوادِنا
إنـهـا كـالأمِّ تـحْـنـو iiدائِماً
والـتـقـى أتـرابَـهُ iiفـأتلفوا
بـعـضـهـا عِلمٌ وبَعضٌ iiلعِبٌ
* * ii
يـتـلـقـى خيْرَ أصنافِ iiالهُدى
قـد غـدا الـزادُ وفـيراً iiدسِما
وغـدا الـرَّسْـمُ نـشاطا iiماتِعاً
مُـعـظـمُ الـساعاتِ عِلمٌ iiنافِعُ
والـمَـهـاراتُ الـتـي أتـقنها
فـهـو في (الإلْقاءِ) لحْنٌ iiرائِعٌ
هـكـذا يَـسْـمو ويَسْمو iiدائِما
* * ii
فـي ضـياءِ العَقل ِ رُشْدٌ iiراجحٌ
وانـفِـعـالاتُ الـفـتى ترهِقهُ
لـهُ أسْـتـاذ قـديـرٌ iiعـالِـمٌ
ومُـديـرٌ عـاقِـلٌ iiمُـقـتـدِرٌ
فـصـحـا الـشَّبْلُ سريعاً iiوغدا
بَـذ َّ أقـرانـا لـهُ iiمُـلـتمِساً
ومـضـى يَـحْتكِرُ (المُمْتازَ) iiلا
* * ii
وَجَـدَ الـحِـمْـلَ ثـقـيلاً iiإنما
مِـنْ يَـنـابـيـع ِ عُـلوم ٍ ثرَّةٍ
فـدروسٌ فـي الرياضِيّات ِ iiأو
واخـتـبـاراتُ قِياس ِ iiالمُسْتوى
وانـضِـبـاط ٌ بدوام ٍ صارمٍ iiٍ
شـمَّـرَ الـطـالِبُ عنْ iiساعِده
عـازمـاً أنْ يَـغـتـدي iiأوَلهُم
* * ii
صَـفـوة ُ الـعُمْر ِ قضيْناها iiهنا
يـا سِـنـينَ الخيْر ِ ولتْ iiبَعْدَما
فـي اكـتِـشافٍ وابْتكار iiورُؤىً
فـلـروّادي ولائِـي iiخـالِـصاً
نـحـنُ يـا رُوّادُ جُـنـدٌ لِلهُدى
نـنـصُـرُ الإسـلام في iiأوطانِهِ
كُـلـنـا يَـسْـعى لِنبْني iiنهضةً
لِـيَـسـيرَ الكلُّ في نهج ِ iiالعُلا
|
|
نـشـأ الـطفلُ النجيبُ iiالعربي
واثِـقَ الخطو ِ على دَرْبِ iiالنبي
ٌ و تـغـذى مِـنْ ثِـمار ِ iiالأدبِ
وارتـقـتْ عـاداتـهُ في iiاللعِبِ
سَـلَّ لـلأقـران ِ سَيْفَ iiالخشبِ
هَـجَـمَ الـلـيْـلُ غزا iiبالشهُبِ
لِـيَـغـيبَ اليأسُ خلفَ الحُجُب
جَـمّـة َ الفضْل ِِ ومِنْ خيْر ِ iiأبٍ
* * ii
فـي ظِـلال ِ الـنظراتِ iiالأبَويّة
دَمْـعة َ الفرحةِ مِنْ نفس ِ iiرضِيَّة
ويُـلـقـيـهِ مَـقـامـاتٍ iiعَلِيّة
وتـنـاجـيـهِ خـيـالاتٌ نقِيّة
فـتـلـقـتـهُ رياضُ ii(الأوّلِيّة)
وتـنـاغِـيـهِ صـباحاً iiوعشِيّة
واسْـتـراحُوا في مَغان ٍ iiأخويّة
لِـيـنـالـوا خِطة العِلم ِ iiالذكِيّة
* * ii
ولِـذا مَـرْحـلة ُ الطالِبِ ii(عُليا)
نِـعَـمـاً تـنـفـعُهُ دِيناً iiودُنيا
وغـدَتْ سُـبُّـورة ُ الأستاذِ iiثدْيا
فـتـراهُ أشْـبَـعَ الأقـلامَ بَرْيا
يُـشْـبعُ العَقلَ .. وللألعاب iiبُقيا
فـغـدا يَجْري مَعَ الإبْداع ِ iiجَرْيا
وهو في (الإرشاد) قد أحْسَنَ رأيا
يُـتـقِـنُ التنقيحَ أو يُحْسِنُ iiجَنيا
* * ii
فـأتـاهُ كُـلُّ مـا يُغري ويُغبط iiْ
وبـعَـزْم ِ الـجسْم ِ أهْواءٌ iiتثبِّطْ
فـتمادى بَيْنَ ما يُرْضي iiويُسْخِطْ
ْ بـارعٌ فِـيـما يُرَبِّي أو iiيُخططْ
وَوَكيلٌ إنْ تمادى الطيْشُ يَضبط ْ
ذا طموح ٍ في سَبيل ِ العِلم ِ iiمُفرطْ
كـرَمَ اللهِ .. فـإنَّ اللهَ iiمُـقـسِطْ
يَـقـبَـلُ (الجَيِّدَ) بله ii(المُتوَسِّطْ)
* * ii
بـتـسـامِـيـهِ وبالعَزْم ِ iiالقَوي
يَـحمِلُ الأعباءَ ذو العَقل iiالسَّوي
يَـشْـرَبُ الـطالِبُ حتى iiيَرْتوي
فـي عُـلـوم ٍ أو بدَرس ٍ iiلغوي
والـتِـزامٌ بـالطريق ِ المُسْتوي
دُونَ إحضار ِ الجهاز ِ الخلوي(2)
مُـسْـتـعِـيناً بالنشاطِ iiالحَيَوي
هـكـذا يَـسْعى اللبيبُ الفهْلوي
* * ii
وأنـا أتـرُكـهـا (لِـلجامِعة iiْ)
بَـيْـنَ أطيافِ النفوس ِ iiالوادِعة
أمْـطـرتـنـا بالغيُوثِ iiالنافِعة
أسْـهـمَـتْ فـي قفزات رائِعة
ووفـائـي بـالـوُعودِ iiالقاطِعة
نـفـتـديـهِ بـنـفوس ٍ iiيافِعة
ونـصُـدَّ الـنـظراتِ iiالطامِعة
ً وطـنـي فـيها الأداة ُ iiالرافِعة
ونـرى أمْـجـادَ قـومي راجعة
|
(1)
ألقيت هذه القصيدة في حفل التفويج
الرابع عشر لطلاب الثانوية العامّة في مدارس الروّاد الأهلية في مدينة الرياض للعام
الدراسي 30/1431ه وذلك مساء يوم الأحد 23/6/1431ه تحت رعاية سعادة المهندس / طارق
بن عثمان القصبي نائب رئيس المجلس البلدي في الرياض .
(2)
من أنظمة المدرسة ُمنَع كل طالب من
اصطحاب جهاز الجوّال في المدرسة .
